القوات الإثيوبية تكثف الضربات الجوية على عاصمة تيغراي

دعوات أميركية لوقف فوري للقتال ومعاقبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان

غارات جوية استهدفت عاصمة إقليم تيغراي الأربعاء (أ.ب)
غارات جوية استهدفت عاصمة إقليم تيغراي الأربعاء (أ.ب)
TT

القوات الإثيوبية تكثف الضربات الجوية على عاصمة تيغراي

غارات جوية استهدفت عاصمة إقليم تيغراي الأربعاء (أ.ب)
غارات جوية استهدفت عاصمة إقليم تيغراي الأربعاء (أ.ب)

نفذ الجيش الإثيوبي، أمس (الجمعة)، ضربات جوية جديدة على عاصمة إقليم تيغراي خلفت 11 مصاباً، وعطلت رحلة دعم إنساني للأمم المتحدة، فيما أدانت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي انتهاكات حقوق الإنسان في إثيوبيا ودعت إلى سحب القوات الإريترية «فوراً».
وشنت القوات الإثيوبية ضربات جوية لليوم الرابع على التوالي، استهدفت مدينة ميكيلي، مع تصاعد المعارك جنوباً في منطقة أمهرة. وقالت المتحدثة باسم الحكومة، بيلين سيوم، إن الضربات الجوية استهدفت، أمس، «مركز تدريب» تستخدمه «جبهة تحرير شعب تيغراي» المتمردة. وأضافت أن الموقع «كان أيضاً بمثابة مركز للمعارك» التي تشنها «المنظمة الإرهابية»، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
ونقل بعد ظهر أمس 11 مصاباً مدنياً إلى مستشفى أيدر الأكبر في المنطقة؛ اثنان منهم إصاباتهما بالغة، وفق ما أفاد الدكتور هايلوم كيبيدي. وتخوض حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد، حرباً مدمرة منذ نحو عام في منطقة تيغراي شمال البلاد. وأرسل آبي، الجيش الفيدرالي، في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، لإطاحة سلطات المنطقة المتمردة المنبثقة عن «جبهة تحرير شعب تيغراي»، بعدما اتهمها بشن هجمات ضد قواعد عسكرية.
من جهتها، أقرت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب مشروع قرار يدين انتهاكات حقوق الإنسان في إثيوبيا، ويدعو إلى سحب القوات الإريترية فوراً من هناك. ويحث المشروع كل أطراف الصراع كالقوات الإثيوبية و«جبهة تحرير تيغراي» وقوات أمهرة ومجموعات مسلحة أخرى، إلى وقف كل أعمال العنف وحماية حقوق الإنسان، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، والتعاون مع المحققين المستقلين الذين ينظرون في الانتهاكات.
كما يدعو مشروع القرار الذي طرحه 27 نائباً من الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلى وقف فوري لأعمال العنف في إقليم تيغراي، ويطلب من الحكومة الإثيوبية والإريترية الوفاء بالتزاماتهما وسحب كل القوات الإريترية من إثيوبيا.
ويدين المشروع انتهاكات حقوق الإنسان والقتل وعمليات السطو والاغتصاب وجرائم أخرى ارتكبتها القوات الإثيوبية والجيش الإريتري، وقوات أخرى في منطقة تيغراي ومناطق أخرى في إثيوبيا. كما يعارض تصعيد التوترات السياسية بين حكومة إثيوبيا و«جبهة تحرير تيغراي»، وتحولها إلى نزاع مسلح.
ويطالب النواب في نص المشروع بوصول المساعدات الإنسانية فوراً، وتأمين دخول الصحافيين والدبلوماسيين إلى المناطق المتوترة في تيغراي، مشددين على دعمهم للتحقيق المشترك بين مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ولجنة حقوق الإنسان الإثيوبية للنظر في انتهاكات حقوق الإنسان في تيغراي. كما يعرب المشروع عن تقدير الولايات المتحدة لاستقبال السودان للاجئين الإثيوبيين الذين فروا من منطقة الصراع في تيغراي.
ودعا النواب، الحكومة الإثيوبية، لإطلاق سراح زعماء المعارضة والناشطين الذين اعتقلوا بسبب أنشطتهم السياسية، إضافة إلى الإفراج عن الصحافيين، واحترام حق التعبير من دون تمييز مبني على العرق والتوجهات السياسية.
وحسب مشروع القرار الذي سيصوت عليه مجلس النواب بعد إقراره في اللجنة، يدعم المشرعون فرض عقوبات موجهة ضد المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان والفظائع في تيغراي، إضافة إلى وضع تدابير لمحاسبتهم.
هذا ورحب كبير الجمهوريين في لجنة الشؤون الخارجية مايك مكول، بإقرار المشروع، محذراً من تصعيد العمليات القتالية في إثيوبيا في الأيام الأخيرة. ووصف مكول الوضع الإنساني بالكارثي هناك، مضيفاً: «الناس يموتون من المجاعة، فلا وجود للغذاء حتى أن بعضهم لجأ إلى أكل أوراق الشجر».
ودعا مكول الحكومة الإثيوبية إلى السماح بمرور شاحنات الغذاء والمعدات الطبية فوراً إلى تيغراي وإقليمي أمهرة وعفر. وأضاف: «بناء على التقارير الفظيعة التي صدرت بما فيها اكتشاف مقابر جماعية واستعمال الاغتصاب والتجويع أسلحة حرب، فإن تقديري أن ما نراه هو بداية فقط لما يطفو على سطح الفظائع التي ارتكبت». ودعا مكول كل الأطراف إلى وقف القتال فوراً.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.