مجلس الأمن: مساندة لمشروع قرار يدين الحوثيين تحت الفصل السابع

المشروع يطالب بالتحقيق في علاقة الرئيس اليمني السابق بـ {القاعدة} ويفرض عقوبات على ابنه وزعيم الحوثيين

يمنيون حول بنايتين في محافظة إب تعرضتا لصواريخ غارات {عاصفة الحزم} وكانت جماعة الحوثي اتخذتهما مقرين لها (رويترز)
يمنيون حول بنايتين في محافظة إب تعرضتا لصواريخ غارات {عاصفة الحزم} وكانت جماعة الحوثي اتخذتهما مقرين لها (رويترز)
TT

مجلس الأمن: مساندة لمشروع قرار يدين الحوثيين تحت الفصل السابع

يمنيون حول بنايتين في محافظة إب تعرضتا لصواريخ غارات {عاصفة الحزم} وكانت جماعة الحوثي اتخذتهما مقرين لها (رويترز)
يمنيون حول بنايتين في محافظة إب تعرضتا لصواريخ غارات {عاصفة الحزم} وكانت جماعة الحوثي اتخذتهما مقرين لها (رويترز)

بعد عدة اجتماعات مكثفة شهدتها أروقة مجلس الأمن الأيام الماضية بين مندوبي دول مجلس التعاون الخليجي ومندوبي الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس، أبدت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين الاستعداد لمساندة مشروع قرار يدعم الرئيس الشرعي لليمن عبد ربه منصور هادي ويدين استيلاء الحوثيين على المؤسسات الحكومية اليمنية «بأشد العبارات»، كما يحظر تقديم الأسلحة للمتمردين الحوثيين في اليمن الذين يعتبرهم مشروع القرار قوة غير شرعية في اليمن.
وينص مشروع القرار على إلقاء مسؤولية زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن، وتهديد شرعية السلطات اليمنية، على جماعة الحوثيين.
وينص مشروع القرار على مطالبة الحوثيين بتنفيذ بنود القرار رقم 2201 الصادر في 22 مارس (آذار) الماضي الذي يطالب الحوثيين بالانسحاب من المؤسسات الحكومية فورا دون قيد أو شرط، والعودة إلى المفاوضات التي يقودها المبعوث الأممي جمال بن عمر خلال 3 أيام من اعتماد وتمرير القرار في مجلس الأمن.
ورفقا لمصادر دبلوماسية عدة، فإن مشروع القرار ينص على وضع اليمن في ظل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة العسكرية ويفرض حظرا دوليا على وصول الأسلحة للميليشيات الحوثية ويؤكد القرار أن الحظر المفروض على الأسلحة لا يتضمن الحكومة اليمنية الشرعية. ويؤكد النص أن كل الاتفاقات التي أبرمتها جماعة الحوثيين مع دول أخرى (مثل إيران) هي اتفاقات غير شرعية وغير ملزمة.
وتشير إحدى نصوص مشروع القرار إلى أن تورط الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح في زعزعة استقرار اليمين ويطالب مشروع القرار بتشكيل فريق للتحقيق في الأعمال التي ارتكبها صالح وأعوانه ضد سلامة وأمن اليمن وعلاقة الرئيس اليمني السابق بتنظيم القاعدة، ودعمه لجماعة الحوثيين وإثارة الفوضى في البلاد.
وينص مشروع القرار على توقيع عقوبات مالية واقتصادية على جماعة الحوثيين في حال عدم امتثالهم لتنفيذ بنود القرار خلال 3 أيام من صدور القرار من مجلس الأمن، والعودة إلى مائدة المفاوضات.
ويعد مشروع القرار بإدراج جماعة الحوثيين على قائمة العقوبات تبعا للقرار رقم 2140، كما يضع كلا من ابن الرئيس اليمني السابق أحمد علي عبد الله صالح علي وزعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي على لائحة العقوبات.
من جانب آخر أشار فرحان حاج المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر قد غادر اليمن إلى سلطنة عمان كما تم إجلاء طاقم الموظفين التابعين للأمم المتحدة البالغ عددهم ألف شخص من اليمن إلى كلا من جيبوتي وإسلام آباد كفترة مؤقتة حتى يتم انتهاء العمليات العسكرية. وأوضح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنه يجري التحقيق في واقعة قصف مخيم للاجئين في اليمن الذي أسفر عن مقتل 93 وإصابة المئات في الغارات الجوية.
وقال حاج خلال المؤتمر الصحافي اليومي للأمم المتحدة: «المبعوث الأممي جمال بن عمر مسامرة في جهوده ويطالب كل الأطراف بالعودة إلى مائدة المفاوضات وقد تحدث الأمين العام في القمة العربية عن قلقه من العمليات العسكرية وأكد على ضرورة العودة إلى مائدة المفاوضات». وأضاف حاج: «المبعوث الأممي جمال بن عمر لم يعد في صنعاء وغادر اليمن إلى سلطنة عمان ومستمر في جهوده لإقناع الأطراف إلى وقف العمليات العسكرية والعودة إلى مسار المفاوضات لأن المسار الحالي (العسكري) ليس في مصلحة أحد.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.