خطر ارتفاع التضخم يأتي من التوقعات وليس من الواقع

استقالة مفاجئة لمحافظ البنك المركزي الألماني

TT

خطر ارتفاع التضخم يأتي من التوقعات وليس من الواقع

قال المعهد الألماني للبحوث الاقتصادية «دي آي دابليو» في دراسة نُشرت أمس الأربعاء، إن الخوف من استمرار ارتفاع الأسعار قد يزيد من التضخم خلال الأشهر المقبلة، في حين أن الارتفاع الحالي مدفوع إلى حد كبير بعوامل مؤقتة.
وقالت الخبيرة الاقتصادية في المعهد كريستين بيرنوت في برلين: «من المرجح أن يأتي الخطر من التوقعات»، متوقعة أنه إذا استمر المستهلكون والشركات في افتراض ارتفاع الأسعار، فإنهم «سيعجلون بعمليات الشراء وسيطالبون بأجور أعلى»، موضحة أن هذا بدوره من شأنه أن يدفع الشركات إلى رفع أسعار منتجاتها وخدمتها إذا توقعت أنها ستضطر إلى دفع المزيد من التكاليف للأجور والإنتاج، وهو ما سيؤدي إلى حدوث دوامة الأجور والأسعار التقليدية، والتي ستقوم على عوامل نفسية أكثر منها على عوامل هيكلية فعلية.
وقالت المحللة: «التوقعات بارتفاع التضخم يمكن أن تصبح نبوءة تتحقق من تلقاء نفسها وتزيد من التضخم فعليا».
وتعتقد بيرنوت والخبير المشارك في إعداد الدراسة، جوخان إيدر، أن الارتفاع الحاد الحالي في مستوى الأسعار إجمالا يرجع إلى عوامل وإجراءات اتخذت لمرة واحدة، من بينها إعادة تطبيق معدلات ضريبة القيمة المضافة التي تم تخفيضها أثناء الجائحة وارتفاع أسعار الطاقة انطلاقا من أساس منخفض، مشيرين إلى أن اختناقات التوريد أدت أيضا إلى ارتفاع الأسعار.
وبلغ التضخم في ألمانيا في سبتمبر (أيلول) الماضي 4.1 في المائة، وهو أعلى معدل سنوي في 28 عاما. وبلغ معدل التضخم في منطقة اليورو 3.4 في المائة على أساس سنوي، وهو أعلى معدل منذ سبتمبر 2008.
على صعيد آخر، يعتزم رئيس البنك المركزي الألماني، ينس فايدمان، الاستقالة من منصبه بنهاية هذا العام لأسباب شخصية.
وأعلن البنك المركزي الألماني في مقره بمدينة فرنكفورت أمس، أن فايدمان طلب من الرئيس الاتحادي فرنك - فالتر شتاينماير إعفاءه من منصبه في 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وكتب فايدمان في رسالة لموظفي البنك: «لقد توصلت إلى قناعة بأن أكثر من 10 سنوات هو الوقت المناسب لبدء فصل جديد - للبنك المركزي الألماني، وأيضا بالنسبة لي شخصيا».
وفي كلمة الشكر التي وجهها للعاملين أشار فايدمان إلى الإنجازات المشتركة، وكتب في رسالته: «لقد تغيرت البيئة التي نعمل فيها بشكل كبير ونمت مهام البنك المركزي... أدت الأزمة المالية وأزمة الديون الوطنية، ومؤخرا الجائحة، إلى قرارات على مستوى السياسة وفي السياسة النقدية سيكون لها تأثير طويل الأمد. كان من المهم دائما بالنسبة لي أن يظل الصوت الواضح والموجه نحو الاستقرار للبنك المركزي مسموعا على نحو جلي».
يُذكر أن الخبير الاقتصادي، الذي حصل على درجة الدكتوراه في جامعة بون عام 1997 انتقد على نحو متكرر السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي باعتبارها فضفاضة للغاية.
وفي رسالته شكر فايدمان أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي على المناخ المنفتح والبناء الذي ساد المناقشات التي اتسمت بالصعوبة في بعض الأحيان خلال السنوات الأخيرة، مشددا على الدور المهم للسياسة النقدية في تحقيق الاستقرار خلال الجائحة.
وكان فايدمان أصغر من تولى قيادة البنك المركزي الألماني، وشغل منصبه في مايو (أيار) 2011 وهو في سن 43 وحل آنذاك محل أكسل فيبر، الذي استقال في خضم نزاع حول سياسة البنك المركزي الأوروبي بشأن السيطرة على الأزمة في ذلك الوقت.
من جانبها أعربت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل، عن أسفها لقرار استقالة رئيس البنك المركزي الألماني، ينس فايدمان، من منصبه.
وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت في برلين، إن المستشارة تحترم كثيرا قراره، مضيفا أن فايدمان مثَل البنك المركزي الألماني «بطريقة ممتازة سواء على المستوى الوطني أو الدولي».


مقالات ذات صلة

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)

«فوكسكون» التايوانية تتحدى رسوم ترمب... تأثير محدود بفضل الانتشار العالمي

جناح «فوكسكون» في مؤتمر الذكاء العالمي في تيانجين بالصين (رويترز)
جناح «فوكسكون» في مؤتمر الذكاء العالمي في تيانجين بالصين (رويترز)
TT

«فوكسكون» التايوانية تتحدى رسوم ترمب... تأثير محدود بفضل الانتشار العالمي

جناح «فوكسكون» في مؤتمر الذكاء العالمي في تيانجين بالصين (رويترز)
جناح «فوكسكون» في مؤتمر الذكاء العالمي في تيانجين بالصين (رويترز)

قالت شركة «فوكسكون» التايوانية، يوم الأربعاء، إنها تتوقع أن يكون تأثير الرسوم الجمركية الجديدة التي يخطط لها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أقل حدة من منافسيها، مستفيدة من بصمتها التصنيعية العالمية الكبيرة.

وقال يونغ ليو، رئيس شركة «فوكسكون»، أكبر شركة تصنيع تعاقدية في العالم، ومورد رئيس لشركة «أبل»، في منتدى في تايبيه: «نرى التأثير الرئيس للرسوم الجمركية الجديدة على عملائنا؛ حيث يعتمد نموذج أعمالنا على التصنيع التعاقدي. قد يقرر بعض العملاء نقل مواقع الإنتاج، ولكن بالنظر إلى بصمتنا العالمية، فإننا في وضع أفضل مقارنة بمنافسينا؛ لذا من المرجح أن يكون التأثير علينا أقل»، وفق «رويترز».

وأعلن ترمب، يوم الاثنين، أنه سيفرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة على جميع المنتجات القادمة من المكسيك وكندا في أول يوم له في منصبه، إضافة إلى تعريفات جمركية إضافية بنسبة 10 في المائة على الواردات من الصين.

وبدأت شركة «فوكسكون»، التي تمتلك مرافق تصنيع كبيرة في الصين، بما في ذلك مصنع رئيس لتجميع هواتف «آيفون»، بالفعل في توسيع استثماراتها في دول أخرى، مثل الولايات المتحدة والمكسيك وفيتنام ليكون جزءاً من جهودها لتنويع سلاسل التوريد الخاصة بها. وفي المكسيك، تقوم الشركة ببناء منشأة كبيرة لإنتاج خوادم «إنفيديا إيه آي جي بي 200».

وأضاف ليو أنه لن يتمكن من تقديم مزيد من التفاصيل بشأن خطط «فوكسكون» في الولايات المتحدة حتى 20 يناير (كانون الثاني)، بعد أن يتولّى ترمب منصبه، ويوضح سياساته وتعديلات التعريفات الجمركية المحتملة.

وأضاف: «بعد ذلك سنكون مستعدين للرد وفقاً للتطورات»، مشيراً إلى أن «ما نشهده الآن هو صراع بين الدول وليس الشركات، وسواء كانت التعريفة 25 في المائة أو 10 في المائة إضافية، فإن النتيجة لا تزال غير مؤكدة مع استمرار المفاوضات. نحن في شركة (فوكسكون) نعمل باستمرار على تعديل استراتيجيتنا العالمية».

وخلال رئاسة ترمب بين عامي 2017 و2021، أعلنت «فوكسكون» عن استثمار بقيمة 10 مليارات دولار في ولاية ويسكونسن الأميركية، لكنها تخلّت لاحقاً عن المشروع إلى حد كبير.

وأعلنت «فوكسكون»، الثلاثاء، أن إحدى الشركات التابعة لها أنفقت 33 مليون دولار لشراء أراضٍ ومبانٍ في مقاطعة هاريس بولاية تكساس.

وقال لو إن الشركة ستواصل الاستثمار في المكسيك، وهو ما تراه فرصة عظيمة بالنظر إلى الاتجاه العالمي نحو التصنيع الإقليمي، فضلاً عن الموقع الاستراتيجي للمكسيك بالقرب من أسواق أميركا الجنوبية؛ حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة.