لقاء مرتقب بين سعيّد وأبو الغيط

TT

لقاء مرتقب بين سعيّد وأبو الغيط

بدأ أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أمس، زيارة مغاربية تشمل تونس وليبيا للمشاركة في اجتماعات وفعاليات مختلفة، ومن المقرر أن يلتقي خلالها الرئيس التونسي قيس سعيد ونجلاء بودن رئيسة الوزراء.
وأفاد بيان عن الجامعة بأن أبو الغيط سيشارك في «افتتاح الدورة (21) للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون، المقرر عقده في تونس تحت شعار «دورة التواصل والتجديد»، وهو المهرجان الذي ينظمه اتحاد إذاعات الدول العربية التابع للجامعة. كما يشارك في عدد من الفعاليات المصاحبة للمهرجان، أبرزها الجلسة الختامية لمؤتمر الإعلام العربي، الذي يناقش أبرز القضايا والتحديات الماثلة حالياً أمام الإعلام العربي، وافتتاح معرض «الأسبو» للإذاعة والتلفزيون وسوق البرامج، الذي سيقوم بعرض أحدث الإنتاجات السمعية والبصرية في مجال تكنولوجيا الاتصالات الحديثة.
كما أشار البيان إلى أن الأمين العام سيشارك في افتتاح الفندق المملوك لاتحاد إذاعات الدول العربية، الذي سيسهم في دعم إمكانات الاتحاد في الإسهام في تطوير العمل الإعلامي العربي.
ومن المقرر كذلك أن يلتقي الأمين العام خلال الزيارة مع الرئيس التونسي قيس سعيد ونجلاء بودن رئيسة الوزراء.
وفي تونس أيضاً سيفتتح أبو الغيط أعمال «المنتدى العربي للأمن السيبراني»، الذي تنظمه «المنظمة العربية لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات»، تنفيذاً لتوصيات لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك، حيث من المقرر أن يشهد المنتدى إطلاق النسخة الأولى من الرؤية الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني، التي أعدتها المنظمة بالتعاون مع شركائها.
وفي ليبيا التي يصلها أبو الغيط الخميس، من المقرر أن يشارك أبو الغيط في اجتماع وزاري «هو الأول الذي تستضيفه ليبيا منذ سنوات حول مبادرة استقرار ليبيا، والذي دعت إليه الحكومة الليبية صاحبة المبادرة، بغية توحيد الجهود الرامية إلى مساعدة ليبيا على عبور المرحلة الحالية، وإنجاز الاستحقاقات الضرورية في توقيتاتها المستهدفة»، وفق بيان الجامعة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.