«الغذاء والدواء» الأميركية قد تسمح بجرعة معززة «مختلطة»

TT

«الغذاء والدواء» الأميركية قد تسمح بجرعة معززة «مختلطة»

من المتوقع أن تعلن إدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي إيه) السماح للهيئات الطبية بتقديم جرعة معززة من اللقاح المضاد لفيروس «كورونا»، قد «تختلف عن اللقاح الأصلي، الذي تلقاه الشخص الملقح». وتستعد الإدارة للإعلان اليوم (الأربعاء) عن موقفها من الجرعة المعززة للقاحي «موديرنا» و«جونسون آند جونسون»، بعدما كانت قد سمحت في وقت سابق بالجرعة المعززة للقاح «فايزر»، بعد مرور ستة أشهر على الأقل من تلقي الجرعة الأصلية الثانية من اللقاح. واعتبرت خطوة الوكالة الأميركية للسماح بجرعات مختلفة، بأنها ستساهم في تسهيل عمل الأطباء والقائمين على عمليات التحصين ضد مرض (كوفيد - 19).
ورغم ذلك، نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين في الوكالة أنها لن توصي بجرعة معززة من نوع معين من اللقاحات على حساب أنواع أخرى. كم أنها قد توصي باستخدام الجرعة المعززة من الجرعة الأصلية نفسها، إذا كان هذا الخيار متاحا أو كان هو الأفضل، تبعا للحالة الصحية للمريض.
لكن من الممكن أن يتاح لمقدمي اللقاحات استخدام سلطتهم التقديرية لتوفير علامة تجارية مختلفة عن الجرعة الأصلية كلقاح معزز، وهي الحرية التي طالب بها مسؤولو الصحة التابعون للحكومة منذ أسابيع.
وقدم باحثون الأسبوع الماضي، نتائج دراسة ممولة فيدراليا أشرفت عليها «معاهد الصحة الوطنية»، حول «المزج والمطابقة»، إلى لجنة الخبراء التي تقدم المشورة إلى وكالة الغذاء والدواء، تشير إلى احتمال اتباع هذا النهج. ووجدت الدراسة أن متلقي جرعة واحدة من لقاح «جونسون آند جونسون» والذين تلقوا جرعة معززة من «موديرنا»، شهدوا ارتفاعا في مستويات الأجسام المضادة لديهم، بمقدار 76 ضعفا خلال 15 يوما، مقارنة بزيادة قدرها 4 أضعاف فقط بعد جرعة إضافية من «جونسون آند جونسون». كما أظهرت الدراسة أن جرعة معززة من لقاح «فايزر» نجحت في رفع معدلات الأجسام المضادة لدى متلقي جرعة من «جونسون آند جونسون» بنسبة أعلى من جرعة معززة من اللقاح ذاته.
وفيما تأمل الإدارة الأميركية في زيادة عدد الأميركيين المؤهلين للحصول على جرعات معززة، يتوقع أن تقوم لجنة تابعة لمراكز الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها «سي دي سي»، ببحث موضوع الجرعات المعززة غدا (الخميس)، لتقدم توصياتها الخاصة، لوكالة الغذاء والدواء للموافقة على نهج «المزج والمطابقة».
وتوقعت أوساط رسمية وطبية أن يتم تأهيل عشرات ملايين الأميركيين للحصول على الجرعات المعززة بنهاية هذا الأسبوع. لكن خبراء حذروا، الأسبوع الماضي، أن البيانات الجديدة استندت إلى مجموعات صغيرة من المتطوعين، وعلى نتائج قصيرة المدى، بحسب وسائل إعلام أميركية. وذكر هؤلاء أنه تم حساب مستويات الأجسام المضادة فقط، أحد مقاييس الاستجابة المناعية، كجزء من البيانات الأولية، وليس مستويات الخلايا المناعية المعدة لمهاجمة فيروس «كورونا»، والتي يقول العلماء أيضا إنها مقياس مهم لنجاح اللقاح.
يذكر أن معدي الدراسة عن «المزج والمطابقة» حذروا من استخدام النتائج للتوصل إلى تأكيد على مزيج معين للقاحات. وقالت الدكتورة كيرستن إي لايك، الأستاذة في كلية الطب بجامعة ميريلاند، التي قدمت البيانات، إن الدراسة «لم تكن مدعومة أو مصممة للمقارنة بين المجموعات» المختلفة للقاحات. وهو ما اعتبر محاولة لمنع التدخل في سوق اللقاحات والتأثير على آراء الناس.
كما أن مسؤولين بارزين في «معاهد الصحة الوطنية» (سي دي سي)، أكدوا الأسبوع الماضي على ضرورة توفر جرعات معززة مختلفة من اللقاحات، لأن عددا من المرضى أظهروا أعراضا بعد تلقيهم لقاحا معينا أو أبدوا مخاوف معينة. وأضافوا أن بعض مزودي الخدمات قد يجدون صعوبة في الحصول على جرعات معززة من اللقاحات الأصلية التي تم تزويد مرضاهم بها، الأمر الذي يساهم في تعزيز خيار «المزج والمطابقة» للمرضى.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.