في خطوة هي الأولى من نوعها، طور باحثون بريطانيون مصباحا أكثر توفيرا في استهلاك الكهرباء يعمل بمادة الغرافين التي توصف بأنها «المادة العجيبة». ومن المقرر طرح المصباح الجديد في الأسواق في وقت لاحق من العام الحالي، حسب «بي بي سي» البريطانية. ويعتمد المصباح على مركب تدخل فيه مادة الكربون بشكل أساسي، لكنها تتمتع بصلابة وقوة منقطعة النظير.
ويحتوي المصباح خافت الإضاءة الجديد على تقنية إضاءة ثنائية الصمام (إل إي دي) على شكل فتيل دقيق مغطى بمادة الغرافين. وصمم المصباح فريق بحثي بجامعة مانشستر، حيث اكتشف الغرافين للمرة الأولى في 2004.
وقال باحثون إن المصباح يستهلك 10 في المائة من الطاقة التي تستهلكها المصابيح العادية بالإضافة إلى عمره الافتراضي الأطول نظرا للقدرة التي تتمتع بها مادة الغرافين في توصيل التيار الكهربي. وافتتح المركز الوطني لأبحاث الغرافين التابع لجامعة مانشستر في وقت سابق من الشهر الحالي. وطورت شركة كندية التمويل اسمها «غرافين لايتينغ» المصباح الجديد، وهي الشركة التي يعمل أحد مديريها، الأستاذ الجامعي كولن بايلي، نائبا لرئيس مجلس أمناء جامعة مانشستر. ومن المتوقع أن يطرح مصباح الغرافين في الأسواق بسعر أقل من المصابيح ثنائية الصمام التي قد يصل سعرها إلى 15 جنيها إسترلينيا. ويلتزم المشروع البحثي بالتصميم نفسه للمصباح العادي، لكن الغرافين يوفر قدرا أكبر من الكفاءة في توصيل التيار الكهربي والحرارة. ويتمتع الغرافين بقوة وصلابة فائقة تجعله أكثر كفاءة من أقوى المعادن.
وقال بايلي لـ«بي بي سي» إن «مصباح الغرافين سوف يستهلك طاقة أقل. ونتوقع أن يعمل لوقت أطول. كما أن تكلفة تصنيعه أقل، بالإضافة إلى أن مكوناته تعيش أطول».
وكان اكتشاف الغرافين عام 2004 على يد باحثين من أصول روسية في جامعة مانشستر هما آندريه غايم وقنسطنطين نوفيسلوف، اللذان حازا جائزة نوبل في الفيزياء عن اكتشافهما تلك المادة المهمة، علاوة على حصولهما على لقب «فارس» من ملكة بريطانيا. ومنذ ذلك الحين، والغرافين معروف بأنه «المادة العجيبة» لما لها من استخدامات مستقبلية واعدة؛ إذ تعادل قوة طبقة رقيقة جدا منها، قوة الحديد، وتفوقها في بعض الأحيان. واستثمرت الحكومة البريطانية 38 مليون جنيه إسترليني في معهد أبحاث الغرافين الذي تأسس بمعرفة مجلس أبحاث الهندسة وعلوم الفيزياء، بالإضافة إلى 23 مليون جنيه إسترليني خصصها صندوق التنمية الإقليمية الأوروبي للغرض نفسه.
وقال جورج أوزبورن، وزير المالية البريطاني الذي افتتح المعهد أوائل الشهر الحالي، إن «بريطانيا تستطيع التقدم على الصين وكوريا الجنوبية في إطار المنافسة القائمة بينهم، بعد أن أصبحت مركزا متميزا لتكنولوجيا الغرافين».
يذكر أن 35 شركة على مستوى العالم شاركت بالفعل في تطوير مشروعات تابعة لجامعة مانشستر. وهناك سباق دائر بين شركات عدة من أجل الوصول إلى استخدامات عملية للغرافين، بما في ذلك استخدامه في الإضاءة. ويشيع استخدام الغرافين في صناعة السيارات والطائرات والأسنان المستعارة. كما دخلت المادة بالفعل في صناعة مضارب التنس وألواح التزلج.
باحثون بريطانيون يطورون مصباحًا أكثر توفيرًا للكهرباء
يعمل بمادة الغرافين.. وسيطرح في الأسواق قريبًا
باحثون بريطانيون يطورون مصباحًا أكثر توفيرًا للكهرباء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة