مثل الأصابع... لكل شخص «بصمة دماغ»

بصمة الدماغ تختلف من شخص لآخر (جامعة كارنيجي ميلون)
بصمة الدماغ تختلف من شخص لآخر (جامعة كارنيجي ميلون)
TT

مثل الأصابع... لكل شخص «بصمة دماغ»

بصمة الدماغ تختلف من شخص لآخر (جامعة كارنيجي ميلون)
بصمة الدماغ تختلف من شخص لآخر (جامعة كارنيجي ميلون)

مثل الأصابع التي تختلف بصماتها بين الأفراد، توصل باحثون سويسريون إلى أن لكل شخص بصمة دماغية تبدأ في الظهور بعد نحو 100 ثانية، من بدء قياس نشاط دماغ شخص ما، سواء إذا كان في وضع راحة، أو يؤدي بعض المهام.
والروابط بين المناطق المختلفة بالدماغ، تعرف باسم «الشبكات العصبية»، ومن أجل اكتساب نظرة ثاقبة حول كيفية عملها، يستخدم العلماء فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي التي تقوم بعملية مسح لنشاط الدماغ خلال فترة زمنية معينة أثناء الراحة أو أداء بعض المهام، ثم يتم معالجة عمليات المسح لإنشاء رسوم بيانية، ممثلة في شكل مصفوفات ملونة، تلخص نشاط دماغ الشخص المعني.
وقبل بضع سنوات، وجد علماء الأعصاب في جامعة ييل الأميركية، الذين يدرسون هذه الشبكات العصبية، أن لكل واحد منا بصمة دماغية فريدة، فعن طريق مقارنة الرسوم البيانية الناتجة عن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لنفس الشخص، التي يفصلها عن بعضها البعض بضعة أيام، تمكنوا من مطابقة عمليات المسح بشكل دقيق بنسبة 95 في المائة وبعبارة أخرى تمكنوا من تحديد الشخص بدقة بناءً على بصمة الدماغ.
وخلال الدراسة الجديدة، التي نشرت أول من أمس في دورية «ساينس أدفانسيس»، أراد فريق بحثي يرأسه إنريكو أميكو، من قسم الأشعة والمعلوماتية الطبية بجامعة جنيف بسويسرا، أخذ هذا الاكتشاف خطوة أخرى إلى الأمام، عن طريق اكتشاف الوقت الذي تبدأ عنده بصمة الدماغ في الظهور.
وفي الدراسات السابقة، تم التعرف على بصمات أصابع الدماغ باستخدام فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي التي استمرت عدة دقائق، لكن أميكو وفريقه البحثي تساءلوا عما إذا كان يمكن التعرف على هذه البصمات بعد بضع ثوان فقط، أو إذا كانت هناك نقطة زمنية محددة عند ظهورها، وإذا كان الأمر كذلك فإلى متى ستستمر تلك اللحظة؟
ووجدت مجموعته البحثية أن سبع ثوان لم تكن طويلة بما يكفي لاكتشاف البيانات المفيدة، ولكن حوالي دقيقة واحدة و40 ثانية كانت كافية.
ويقول أميكو في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة جنيف بالتزامن مع نشر الدراسة: «لقد أدركنا أن المعلومات اللازمة لكشف بصمة الدماغ يمكن الحصول عليها خلال فترات زمنية قصيرة جداً، فليست هناك حاجة للتصوير بالرنين المغناطيسي الذي يقيس نشاط الدماغ لمدة خمس دقائق».
ويضيف: «أظهرت دراستنا أيضاً أن أسرع بصمات دماغية تبدأ في الظهور من المناطق الحسية في الدماغ، وخاصةً المناطق المتعلقة بحركة العين والإدراك البصري والانتباه البصري، ومع مرور الوقت، تبدأ أيضاً مناطق القشرة الأمامية، المرتبطة بالوظائف المعرفية الأكثر تعقيداً، في الكشف عن معلومات فريدة لكل واحد منا».


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.