الوباء يرفع وفيات السل حول العالم

عرقل إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية

مصاب بمرض السل يستخدم قناع أكسجين بمستشفى في حيدر آباد (أ.ب)
مصاب بمرض السل يستخدم قناع أكسجين بمستشفى في حيدر آباد (أ.ب)
TT

الوباء يرفع وفيات السل حول العالم

مصاب بمرض السل يستخدم قناع أكسجين بمستشفى في حيدر آباد (أ.ب)
مصاب بمرض السل يستخدم قناع أكسجين بمستشفى في حيدر آباد (أ.ب)

أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس (الخميس)، ارتفاع عدد الوفيات جرّاء مرض السل على مستوى العالم لأول مرة منذ عقد، بسبب تفشي وباء «كوفيد19»، الذي عرقل إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية حول العالم.
وأفاد المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، في بيان بأن «هذه أنباء مقلقة يجب أن تكون ناقوس خطر بشأن الحاجة العاجلة للاستثمارات والإبداع لسد الثغرات في التشخيص والعلاج والرعاية لملايين الأشخاص المتأثرين بهذا المرض القديم والذي يمكن الوقاية منه وعلاجه»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
ويمثّل هذا الارتفاع في الوفيات بمرض السل انتكاسة بعد سنوات من التقدّم الذي جرى تحقيقه باتّجاه التعامل مع المرض الذي يمكن الشفاء منه ويصيب الملايين حول العالم. وأفادت المنظمة، في تقريرها السنوي بشأن السل لعام 2020، بأن التقدّم الذي جرى تحقيقه باتّجاه القضاء على المرض تعرّض لضربة نظراً لازدياد عدد الحالات التي لا يجري تشخيصها وعلاجها.
وتقدّر المنظمة أن نحو 4.1 مليون شخص يعانون من السل، لكن لم يجرِ تشخيصهم أو الإعلان رسمياً عن إصابتهم، وذلك بالمقارنة مع 2.9 مليون سنة 2019، وزاد «كوفيد19» الوضع سوءاً بالنسبة للمصابين بالسل؛ إذ أعيد توجيه الأموال المخصصة لقطاع الصحة للتعامل مع فيروس «كورونا»، فيما واجه الناس صعوبات في الحصول على الرعاية اللازمة نظراً لتدابير الإغلاق.
وقال تيدروس: «يؤكّد هذا التقرير مخاوفنا بأن تعطّل الخدمات الصحية الأساسية جرّاء الوباء قد يزعزع التقدّم الذي جرى تحقيقه على مدى سنوات ضد السل». وتوفي نحو 1.5 مليون شخص جرّاء السل في 2020؛ بمن فيهم 214 ألفاً من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، وفق التقرير. يأتي ذلك بالمقارنة مع 1.2 مليون في 2019؛ بينهم 209 آلاف مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية.
ويعد السل ثاني الأمراض المعدية الأكثر تسبباً في الوفيات بعد «كوفيد19»، وهو ناجم عن بكتيريا تؤثّر في معظم الحالات على الرئتين. وعلى غرار «كورونا»، ينتقل بالهواء من قبل المصابين من خلال السعال مثلاً. وتسجّل أغلب حالات السل في 30 دولة فقط؛ معظمها دول فقيرة في أفريقيا وآسيا، وأكثر من نصف إجمالي الحالات مسجّل في أوساط رجال بالغين. وتمثّل النساء 33 في المائة من الحالات، والأطفال 11 في المائة.
وفي حين تهدف منظمة الصحة العالمية إلى خفض الوفيات الناجمة عن السل بنسبة 90 في المائة، ومعدّل انتقال العدوى بـ80 في المائة بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2015، فإن البيانات الأخيرة تمثّل تهديداً لهذه الاستراتيجية؛ على حد قولها. وتشير النماذج التي وضعتها المنظمة إلى أن عدد الأشخاص الذين سيصابون ويموتون بالمرض قد «يرتفع أكثر بكثير في عامين 2021 و2022». وذكر التقرير أن عدد الأشخاص الذين جرى تشخيصهم مؤخراً والحالات التي أُبلغت السلطات الوطنية بها تراجع من 7.1 مليون في 2019 إلى 5.8 مليون في 2020.
وكانت الهند وإندونيسيا والفيليبين والصين الدول الرئيسية التي شهدت تراجعاً في عدد الإصابات المعلنة.
وتشكّل هذه الدول، إلى جانب 12 بلداً آخر، 93 في المائة من التراجع الإجمالي العالمي في عدد البلاغات بتسجيل إصابات.
وذكر التقرير أن الإنفاق العالمي على تشخيص إصابات السل وخدمات العلاج والوقاية تراجعت من 5.8 مليار دولار في 2019 إلى 5.3 مليار دولار في العام التالي. وكان مبلغ 2020 أقل من نصف هدف التمويل العالمي لمواجهة المرض. ويمكن أن يشفى نحو 85 في المائة من المصابين بالسل في غضون 6 أشهر إذا تلقوا الأدوية المناسبة، وهو أمر يساعد أيضاً في منع انتشار العدوى.


مقالات ذات صلة

وزيرة العدل الأميركية تسقط قضية ضد طبيب مرتبطة بتطعيمات كوفيد

الولايات المتحدة​ وزيرة العدل الأميركية بام بوندي (أ.ب)

وزيرة العدل الأميركية تسقط قضية ضد طبيب مرتبطة بتطعيمات كوفيد

أسقطت وزيرة العدل الأميركية بام بوندي قضية ضد طبيب من ولاية يوتا متهم بتزوير شهادات تطعيم، وإتلاف لقاحات كوفيد-19 التي قدمتها الحكومة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة توضيحية لفيروس «كوفيد - 19» (أرشيفية - رويترز)

اتهام صينيين باختراق جامعات أميركية وسرقة أبحاث متعلقة بـ«كوفيد - 19»

اتهمت السلطات الأميركية مواطنين صينيين بتنفيذ هجمات إلكترونية استهدفت مؤسسات أكاديمية وبحثية أميركية خلال فترة جائحة «كوفيد - 19»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم أحد العاملين في المجال الصحي يضع عينة في أنبوب اختبار للبحث عن فيروس كورونا 4 نوفمبر 2020 (أ.ف.ب)

منظمة الصحة العالمية: التحقيق في مصدر «كوفيد-19» لا يزال جارياً

قالت «منظمة الصحة العالمية» إن الجهود المبذولة لتحديد مصدر فيروس كورونا (سارس - كوف - 2)، الذي تسبب في جائحة «كوفيد-19»، لا تزال مستمرة ولم تكتمل.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الولايات المتحدة​ مراهقة تتلقى جرعة من لقاح «كورونا» في الولايات المتحدة (أرشيفية-رويترز)

أميركا: تحذير بشأن «خطر نادر» على القلب مرتبط بلقاحات «كورونا»

أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، أنها وسعت التحذيرات القائمة على لقاحي كورونا الرئيسيين، فايزر وموديرنا، بشأن خطر نادر يتمثل في التهاب عضلة القلب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الصحة الأميركي روبرت إف كينيدي الابن (رويترز)

«موقف محرج» في أول اجتماع لمستشاري كينيدي الجدد بشأن اللقاحات

بدأ مستشارو اللقاحات الجدد لوزير الصحة الأميركي روبرت إف كينيدي الابن اجتماعهم الأول، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

المحكمة الجنائية الدولية ترفض طلباً لإلغاء مذكرة اعتقال نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
TT

المحكمة الجنائية الدولية ترفض طلباً لإلغاء مذكرة اعتقال نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

رفض قضاة بالمحكمة الجنائية الدولية، اليوم الأربعاء، طلب إسرائيل إلغاء مذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت ريثما تنظر المحكمة في الطعون الإسرائيلية على اختصاصها القضائي بشأن الحرب على قطاع غزة.

وفي قرار نشر على الموقع الإلكتروني للمحكمة، رفض القضاة أيضاً طلباً إسرائيلياً بتعليق التحقيق الأوسع الذي تجريه الجنائية الدولية حول ما يشتبه في أنها فظائع ارتكبت بالأراضي الفلسطينية، وفقاً لـ«رويترز».

كانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرات اعتقال في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) بحق نتنياهو وغالانت والقيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف باسم محمد الضيف، وذلك بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب في قطاع غزة.

وقالت المحكمة في فبراير (شباط) إن القضاة سحبوا مذكرة الاعتقال بحق الضيف بعد ورود تقارير موثوقة عن وفاته.

وترفض إسرائيل اختصاص المحكمة، ومقرها لاهاي، وتنفي ارتكاب جرائم حرب في غزة، حيث شنت حملة عسكرية تقول إنها تهدف إلى القضاء على «حماس» بعد الهجوم الذي قادته الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وأسفر عن سقوط قتلى. وتطعن إسرائيل على مذكرات التوقيف الصادرة بحق نتنياهو وغالانت.

وترى إسرائيل أن قرار دائرة الاستئناف الصادر في أبريل (نيسان)، الذي يأمر الدائرة التمهيدية بالمحاكمة بمراجعة اعتراضات إسرائيل على اختصاص المحكمة، يعني عدم وجود أساس قضائي صحيح لمذكرات الاعتقال.

ورفض القضاة التعليل باعتباره غير صحيح، قائلين اليوم الأربعاء إن الطعن القضائي الإسرائيلي على مذكرتي الاعتقال لا يزال معلقاً، وسيستمر سريانهما حتى تصدر المحكمة حكمها في هذه المسألة تحديداً.

ولا يوجد جدول زمني لإصدار حكم بشأن الاختصاص في هذه القضية.

وفي يونيو (حزيران)، فرضت الولايات المتحدة عقوباتٍ على أربع قاضيات بالمحكمة الجنائية الدولية، في رد غير مسبوق على إصدار المحكمة مذكرة اعتقال بحق نتنياهو. وشاركت قاضيتان من الأربعة الصادرات بحقهن عقوبات أمريكية ضمن اللجنة التي قضت برفض طلب إسرائيل.