السودان: اهتمام نسائي بالفروسية بعد مساندة مجتمعية

تجذب رياضة الفروسية اهتمام كثير من الفتيات في السودان (الشرق الأوسط)
تجذب رياضة الفروسية اهتمام كثير من الفتيات في السودان (الشرق الأوسط)
TT

السودان: اهتمام نسائي بالفروسية بعد مساندة مجتمعية

تجذب رياضة الفروسية اهتمام كثير من الفتيات في السودان (الشرق الأوسط)
تجذب رياضة الفروسية اهتمام كثير من الفتيات في السودان (الشرق الأوسط)

يشهد المجتمع السوداني اهتماماً نسائياً متزايداً بالفروسية والخيل؛ خصوصاً من الفتيات الأصغر سناً، بعد أن كانت هذه الرياضة حكراً على الرجال من أبناء الطبقة الراقية.
الفارسة ليلى خالد (18 عاماً) قالت إن «المجتمع المحافظ في السودان كان يرفض مشاركة المرأة في تلك الرياضة رغم أن بعض السيدات مارسنها في السبعينات»، مضيفة أن «الأسر التي تهتم بالخيل تشجع بناتها على ممارسة رياضة الفروسية، ولا تمانع في احترافهن».
وتحدت سلمى حمزة (18 عاماً) كل الضغوطات المجتمعية في سبيل احترافها رياضة الفروسية، وهي تمارس رياضة الحواجز منذ 6 سنوات في «نادي الجنيد»، وجرى اختيارها للمشاركة في فريق الناشئات بعد فترة تدريب قصيرة على رياضة التقاط الحواجز المعروفة باسم «الكلة»؛ مما زاد من حماسها. وتتمنى سلمى زيادة عدد الفتيات الممارسات رياضة الفروسية، وأن يلقين التشجيع للالتحاق بنوادي الفروسية الموجودة.
وطوال السنوات الست استطاعت سلمى حمزة ببسالة التفوق وتغيير نظرة المجتمع للفارسة وللرياضة التي كانت لفترة قريبة يهيمن عليها الرجال تقليدياً.
وترى الفارسة إيناس العاجب أن نجاح فريق الفارسات السودانيات الناشئات للأقل من 21 سنة في خطف الأضواء في بطولة كيب تاون الدولية للفروسية بجنوب أفريقيا الأخيرة والحصول على 5 ميداليات فضية في أول مشاركة دولية لهن، كانت نتيجته أن تقدم عدد من الفتيات بطلبات للالتحاق بنادي الفروسية أملاً في أن يصبحن فارسات بعد استكمال برامج تدريبية تؤهل لذلك.
وتعتقد الفارسة سمية حميدان (19 سنة) أن «الفروسية هي الرياضة المثلى للمرأة، ولا يوجد فيها أي نوع من المشقة، وتعمل على رفع الثقة بالنفس وصقل شخصية الفارسة». وتتمنى حميدان أن تزيد أعداد نوادي الفروسية في السودان من أجل تدريب أكبر عدد من الفتيات، وتؤكد أن مشاركة فريق الفارسات الناشئ في البطولات الدولية سوف يزيد من قدرته على تطوير رياضة الفروسية النسائية في السودان.
من ناحية ثانية؛ يرى رياضيون أن وعي الفتيات بأهمية ممارسة الرياضة؛ أياً كان نوعها، رجح من كفة كسر النمطية. وهنا يقول أشرف محمد عثمان، مدرب فروسية، إن «مستقبل رياضة الفروسية النسائية في السودان سوف يكون واعداً، خصوصاً أن فريق الفارسات الناشئات السوداني كان من أميز الفرق النسائية المشاركة في البطولة الدولية بجنوب أفريقيا، وخاض منافسات قوية في الرمح والسيف والتتابع؛ ما يعرف بالطابور الهندي، بالإضافة إلى الحلقات».
يملك السودان تاريخاً ناصعاً في سباقات الخيل، خصوصاً في السبعينات والثمانينات، وقد حضر كبار الشخصيات لزيارة السودان ومشاهدة سباقات الخيل على رأسهم ملكة إنجلترا إليزابيث الثانية في عام 1965.
ويعود تاريخ دخول الخيل العربي إلى السودان إلى هجرة قبائل من الجزيرة العربية إلى شرق وغرب السودان، وازدادت العناية بالخيل العربي بعد قيام «مشروع الجزيرة الزراعي» عام 1926؛ فقد جلبت الشركات عدداً كبيراً من الخيول العربية لينتقل بها المفتشون بين الحقول، ومن ثم أنشئ «نادي الجزيرة لسباق الخيل».
وتوجد في السودان 5 أندية تعنى بالخيل وسباقاتها، لكن أهمها «نادي الفروسية» بالخرطوم الذي يبعد عن ضجيج العاصمة.
ومارست المرأة السودانية رياضية الفروسية منذ عام 1976، وتأسس «نادي الفروسية» عام 1908 تحت الحكم الاستعماري البريطاني، حيث كان يضم أكثر من 200 حصان في إسطبلاته.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.