برامج موسمي الخريف والشتاء انطلقت على الشاشة الصغيرة في لبنان

جو معلوف ورودولف هلال والـ«باسكيت بول» جديدها

برامج موسمي الخريف والشتاء انطلقت على الشاشة الصغيرة في لبنان
TT

برامج موسمي الخريف والشتاء انطلقت على الشاشة الصغيرة في لبنان

برامج موسمي الخريف والشتاء انطلقت على الشاشة الصغيرة في لبنان

ينتظر اللبنانيون ككل سنة شبكات برامج التلفزيونات المحلية لموسمي الخريف الشتاء. فهي تعد أهم وسائل الترفيه والتسلية المجانية، المتوفرة لهم في هذه الفترة من السنة. ولذلك تتنافس عادة تلك المحطات على تقديم المادة التي تجذب أكبر عدد من المشاهدين. ففي هذه الفترة يجتمع أفراد العائلة حول الشاشة الصغيرة، ويمضون غالبية أوقاتهم في المنزل، وهو ما يوفر لتلك المحطات نسبة مشاهدين مرتفعة.
هذه السنة محطة «نيو تي في» تقدم شبكة برامج غنية تجمع ما بين الترفيه والتوعية والحوارات السياسية. أما قناة «إم تي في» فأخذت على عاتقها جذب المشاهدين الشباب بعد حصولها على حقوق عرض المباراة المتعلقة بلعبتي كرة السلة وكرة القدم المحليتين. فيما «إل بي سي» تعود مع باقة من برامجها التي شهدت نجاحات متتالية فتقدمها ضمن نسخات متجددة.
منذ نحو أسبوعين بدأت تلك المحطات في تكثيف الإعلانات المروجة لبرامجها الجديدة، ومؤخراً انطلقت عروض بعض هذه البرامج. ولوحظ دخول عناصر فنية وإعلامية جديدة لكسر روتين فترة الصيف الذي يزدهر عادة بالإعادات.
قناة الجديد اختارت نوعية برامج تحاكي المشاهد وتوفر له مساحة للتعبير عن همومه. فالإعلامي جو معلوف وبعد تنقله ما بين محطتي «إم تي في» و«إل بي سي» اختار «نيو تي في» هذه المرة ليطل من خلال شاشتها. برنامجه الجديد «فوضى» يلقي الضوء على ملفات فساد ومواضيع اجتماعية وعائلية وشبابية بنهج مختلف وجديد. كما يحاكي الواقع من كل جوانبه، في ظل ظروف فوضويّة صعبة تجتاح لبنان. ويركز «فوضى» بشكل خاص على الفئة الشبابية من طلّاب جامعات وناشطين وحزبيين، ليشاركهم آراءهم وهواجسهم في مختلف القضايا المطروحة ضمن فقرات البرنامج.
أما الممثل عمار شلق فسيقدم أولى تجاربه في عالم التقديم من خلال «المفاوض» ودائماً عبر «الجديد». وهو برنامج اجتماعي يحاول حل النزاعات باعتماد تقنيات الكوتشينغ والتفاوض والوساطة. ويفسح المجال أمام المتنازعين لإعادة النظر بالمشكلة القائمة، وطرح الإشكالية على طاولة الحوار بحثاً عن حل يرضي الطرفين. فيقف في الوسط بين المتنازعين، ويردم الهوة بين أطراف الخلاف.
وإضافة إلى برامجها الحوارية المعروفة في عالم السياسة كـ«هلق شو» لجورج صليبي و«ع الحرف» لنانسي السبع، تدخل مذيعة الأخبار داليا أحمد على الخط لتقدم برنامج «فشة خلق». في كل حلقة تروي داليا ست قصص فشل بدل النجاح الذي صار من الماضي، مع بورتريه عن شخصية سياسية. أما المراسلون الذين تتعاون معهم في قالب برنامج شبيه إلى حد كبير بنشرات الأخبار، فيتوزعون على المناطق والعواصم، كالمدونة أمونز التي تطل من دبي وفي جعبتها رزمة من أخبار الفساد والمفسدين الذين اضطروها إلى الهجرة. وكذلك أبو العبد الطرابلسي الذي لَمعت شخصيته في 17 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2019. كما يرسم أبو طلال الصيداوي لمحة تحليلية عن خلفيات الأحداث يتوجها بتقديرات موضوعية عن المستقبل. فالبرنامج في النهاية هدفه تسليط الضوء على عتمة الجمهورية وطوابيرها.
وتلون «الجديد» شبكتها ببرنامج ترفيهي انتقادي ساخر بعنوان «شو الوضع». ويتضمن اسكتشات اجتماعية سياسية وفنية ساخرة تعكس الواقع الحالي في قالب تصويري مبتكر وسينمائي. وتبقي «نيو تي في» على عرض مسلسل «حكايتي» (بطولة ماريتا الحلاني ومحمد قيس)، وكذلك على برنامج «مع تمام» ضمن أسئلة جريئة ونارية يوجهها لضيوفه.
من ناحيتها فإن قناة «إم تي في» أخذت على عاتقها في هذا الموسم إعطاء الرياضة مساحة لا يستهان بها من برمجتها الشتوية. وهي وزعت البرامج المتعلقة بها على عدة أيام من الأسبوع. وتشمل فقرات خاصة بكرة السلة، فيما خصّت السبت بسهرة لكرة القدم. وسيتسنى لعشاق الرياضتين متابعة أحدث الأخبار والمباريات في الـ«باسكيت بول» والـ«فوتبول». وتحضر «إم تي في» في المقابل لبرنامج ترفيهي جديد، بعدما غادرها أحد أبرز مقدميها في هذا المجال بيار رباط. فهو لا يزال يتعاون معها ولكن في برامج تعرض على شاشات الخليج العربي. ومن البرامج التي تتضمنها شبكتها الجديدة أيضاً «مأخر بالليل» لسلام الزعتري و«تحقيق» لكلود أبو ناضر و«صار الوقت» لمرسيل غانم. وتبقي كذلك على برامج أخرى سبق وعرضت في مواسم سابقة لها من العام الماضي كـ«حكي صادق» لديما صادق و«مشروع دولة» لغادة عيد. وتستمر «إم تي في» في عرض «خرزة زرقا» لمعتصم النهار وبديع أبو شقرا ورلى بقسماتي. وكذلك على مسلسلاتها التركية «مرارة الحب» و«التفاح الحرام». ويعود كذلك برنامج «صاروا مية» على أن يتبعه في الأسابيع المقبلة «فورتي» لجيسيكا عازار.
وضمن شبكة برامجها الجديدة لموسمي الخريف والشتاء (2021 - 2022) تعود محطة «إل بي سي» مع باقة من برامجها الترفيهية والاجتماعية والسياسية المعروفة. فيتابع مشاهدها مواسم جديدة من «لهون وبس» لهشام حداد و«فيمايل» لكارلا حداد، إضافة إلى «أحمر بالخط العريض» لمالك مكتبي. فيما يفتتح رودولف هلال موسم برنامجه الجديد «المجهول» مع الفنانة نوال الزغبي في قالب حواري مشوق. وفي المقابل يستمر عرض برنامج ألبير كوستانيان «عشرين 30». ومع العملين التركيين «ابنة السفير» و«زهرة الثالوث» بعرضه الأول عبر الشاشة الصغيرة، تستغني المؤسسة اللبنانية للإرسال عن عرض مسلسل لبناني في هذا الوقت. فهي تنتظر تقديم الجديد من هذه الأعمال في القسم الثاني من شبكة برامجها، وستعلن عن أسمائها في حينه.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».