8 خطوات للتمتع بسرعة البديهة في العمل

موظفة في قسم السيارات بولاية يوتا تساعد رجلاً خلال نوبة عملها (أ.ف.ب)
موظفة في قسم السيارات بولاية يوتا تساعد رجلاً خلال نوبة عملها (أ.ف.ب)
TT

8 خطوات للتمتع بسرعة البديهة في العمل

موظفة في قسم السيارات بولاية يوتا تساعد رجلاً خلال نوبة عملها (أ.ف.ب)
موظفة في قسم السيارات بولاية يوتا تساعد رجلاً خلال نوبة عملها (أ.ف.ب)

هناك بعض الأشخاص في العمل، قادرون على قول ما هو صحيح بصورة دائمة، وهناك بعض آخر يغمغمون متفاجئين عندما يتعرضون للصد، حيث يستخدم بعضهم عبارات مثل «دعني أوضح لك...» بينما يظل آخرون صامتين. فالجميع لا يتمتعون بقدر من سرعة البديهة، أليس كذلك؟
بلى، بحسب ما تقوله زابينه ألتنا، الصحافية السابقة التي تقوم بتدريب الأشخاص على الفصاحة والذكاء. في النهاية، من الممكن لمعظم الأشخاص أن يعطوا ردا جيدا بعد فترة من الوقت. «فالجميع يتمتع بسرعة البديهة، ولكن لا يحدث ذلك دائما عندما تكون هناك حاجة ضرورية له».
من ناحية أخرى، يقول المدرب ومؤلف الكتب، ماتياس نويلكه، إن تمتع المرء بسرعة البديهة هو أمر مهم جدا في العمل. ولا يستلزم الأمر بالضرورة أن يكون هناك هجوم مضاد ذكي، موضحا: «من حيث الجوهر، يتعلق الأمر بقول شيء ما، وليس مجرد الجلوس في صمت». ومن شأن ذلك أن يعيد للمرء سلطته في المواقف المزعجة، على سبيل المثال.
وبحسب المدربين، من الممكن أن تساعد المرء في ذلك الأساليب التالية:
أولا، قل شيئا: كأول الأولويات، من المهم أن يقول المرء شيئا وألا يلتزم الصمت في المواقف الصعبة. ويقول نويلكه: «لا يجب أن يكون ما سيقال أمرا رائعا أو مضحكا... فسرعة البديهة تبدأ بمعدلات صفرية». لذلك من الممكن في البداية أن يقول المرء ببساطة: «لا يمكنني التفكير فيما يجب أن أقوله»، أو «لا أعلم ما الذي ترغب في الوصول إليه». حيث إن ذلك يمنح المرء إحساسا بالأمان.
ثانيا، كن مفسدا للبهجة: فإذا استمر أعضاء فريق العمل أو المدير، في التعامل مع المرء بذكاء، فقد يرغب في البدء في استخدام بعض العبارات المفسدة للبهجة، بحسب نويلكه. وعلى سبيل المثال، يمكن استخدام عبارات مثل «إنه أمر جيد بالنسبة لك»، أو «أنت من يفعل ذلك وليس أنا»، أو «حسنا، إذا كنت تريدها كذلك». فالتمسك بعبارات كهذه يفسد متعة هؤلاء العارفين بكل شيء.
ثالثا، الترجمة: تعمل هذه التقنية على النحو التالي: أن يتظاهر المرء بأنه مترجم يقوم بترجمة لغة أجنبية. فعلى سبيل المثال، إذا سخر شخص ما مما يرتديه، فمن الممكن قول عبارة مثل، «هل تقصد أن سترتي لا تعجبك؟»، حيث إن دور المترجم هو إعادة نص المحادثة إلى المستوى الواقعي.
رابعا، الرد المضاد: يقول نويلكه إنه من الممكن استخدام هذه التقنية للرد على التلميحات أو الأحكام الخاطئة. فعلى سبيل المثال، في حالة التلميح بأن الشخص صغير في السن ولديه خبرة قليلة جدا بالنسبة للوظيفة، فمن الأفضل رفض الافتراض والتصحيح للشخص الآخر، مع الحفاظ على الاختصار، فعلى سبيل المثال قل: «هذا هو رأيك. في الحقيقة، لقد أحضرت مجموعة جديدة من الآراء الخاصة بالمشروع».
خامسا، الصورة الكبيرة: هذا هو المكان الذي يتم فيه وضع تعليق الشخص الآخر في منظوره الصحيح. فعلى سبيل المثال، التفاصيل التي ينتقدها الشخص الآخر كونها «مكلفة للغاية... فنحن ليس لدينا موارد كافية لذلك»، يتم تحويلها إلى هدف بمستوى أعلى وعلى مدى أطول، بحسب ألتنا. مثال: «نعم، بالطبع، إنها مكلفة ماديا. وما نريد تحقيقه هو زيادة كبيرة في درجة رضا الموظفين». فمن الناحية المثالية، يتم الربط بين الجمل بـ/و/ بدلا من /لكن/، التي تأتي بوصفها أقل أهمية.
سادسا، مفاجأة «نعم»: إذا حاول شخص ما مهاجمة الشخص الآخر بصورة شخصية، قائلا مثلا: «أنت قصير، أليس كذلك!»، أو «هل مكتبك يحظى دائما بهذا القدر من الفوضى؟»، فمن الممكن ببساطة أن يتفق المرء معه قائلا: «صحيح»، أو «قطعا»، أو حتى «أنا متأكد أنك يمكنك التعود على ذلك». وذلك لأن معظم الناس يميلون إلى تبرير أنفسهم بدلا من الاتفاق مع الرأي الآخر في مثل هذه المواقف.
سابعا، اطرح سؤالا: إذا كان المرء لا يستطيع التفكير في أي شيء ليقوله بصورة تلقائية، فمن الممكن أن يطرح سؤالا، مثل: «ما الذي تفهمه بالضبط من خلال...؟»، أو «ما هو فهمك لـ...؟»، أو «ما هي فكرتك عن...؟»، أو «ما الذي تحتاجه من أجل...؟»، حيث يساعد ذلك في كسب مهلة من الوقت، مما يزيد من فهم الموقف.
ثامنا، الارتباك: يتعلق ذلك بقول شيء يبدو ذكيا، ولكن لا يقول شيئا بشأن الهجوم أو الانتقاد، وليس له علاقة بذلك. ومن الممكن أن يشمل ذلك عبارات ليس لها معنى. وتقول «ألتنا» إن «المجهول يخلق الارتباك». والمفتاح هو الحفاظ على وجه واثق، والتحدث ببطء والتوقف أثناء الحديث.



عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».