عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> عبد الله بن فيصل بن جبر الدوسري، سفير مملكة البحرين المعين لدى مملكة بلجيكا، التقى بوزيرة الصحة البحرينية فائقة بنت سعيد الصالح، حيث هنأت الوزيرة السفير بالثقة الملكية السامية بتعيينه في منصبه الجديد. خلال اللقاء، تم استعراض ومناقشة أوجه التعاون والشراكة بين وزارة الصحة ومملكة بلجيكا، كما تم التأكيد على التنسيق لتطوير العلاقات من خلال توقيع مذكرة تفاهم وخطة عمل بين البلدين الصديقين، خصوصاً في مجال الصناعات الدوائية والأجهزة الطبية والتدريب.
> بيكا كوسونن، السفير الجديد لفنلندا لدى جمهورية مصر العربية، التقى بوزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري، الدكتور طارق شوقي، للتباحث حول موضوعات التعاون المشترك بين مصر وفنلندا في مجال تطوير التعليم العام والتعليم الفني. في بداية اللقاء، قدم الوزير التهنئة لسفير فنلندا بمنصبه الجديد، مؤكداً أن مصر تتطلع لمزيد من التعاون مع فنلندا، والاستفادة من خبراتها في مجال تطوير التعليم بأنواعه، وتنمية الكوادر البشرية في مجال التعليم الفني، والتحول الرقمي.
> أوله موسبي، سفير مملكة الدنمارك لدى المملكة العربية السعودية، التقى أول من أمس، بالأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، وتبادل الجانبان خلال اللقاء الآراء بشأن القضايا الراهنة ذات الاهتمام المشترك.
> فهد بن إبراهيم المشيري، قدم أوراق اعتماده سفيراً فوق العادة مفوضاً لدولة قطر لدى جمهورية بلغاريا، أول من أمس، إلى رئيس جمهورية بلغاريا رومن راديف، ونقل السفير تحيات الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد، إلى رئيس جمهورية بلغاريا، وتمنياته له بموفور الصحة والسعادة، ولحكومة وشعب بلغاريا بدوام التقدم والازدهار. من جانبه، حمّل راديف السفير المشيري تحياته إلى أمير البلاد، متمنياً له موفور الصحة والسعادة، ولدولة قطر استمرار التقدم والتنمية والازدهار.
> إيزابيل هانين، سفيرة جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى موريتانيا، استقبلها أول من أمس، وزير الداخلية واللامركزية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، بمكتبه في الوزارة. تناول اللقاء بحث السبل الكفيلة بتعزيز التعاون بين موريتانيا وجمهورية ألمانيا الاتحادية، خصوصاً في مجال اختصاص وزارة الداخلية واللامركزية.
> نوكي ماساكي، سفير اليابان بالقاهرة، التقى أول من أمس، رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس يحيى زكي، لبحث فرص الاستثمار بالمنطقة، وأعرب رئيس المنطقة الاقتصادية عن سعادته باهتمام السفير الياباني بزيارة المنطقة وموانئها، مقدماً عرضاً تفصيلياً عن المنطقة الاقتصادية وما تم خلال الخمس سنوات الماضية وما يتم حالياً، والأهداف المرجوة من رؤية واستراتيجية الهيئة 2020 - 2025. من جانبه، أعرب السفير عن سعادته بزيارة المنطقة الاقتصادية وحرص بلاده على دعم وتطوير علاقات التعاون مع مصر في مختلف المجالات.
> أجيت جوبتيه، سفير دولة الهند بالقاهرة، التقى أول من أمس، بوزير الطيران المدني محمد منار. وأكد الوزير عمق العلاقات التاريخية والتجارية بين مصر والهند، مشيراً إلى أن فرص التعاون والاستثمار بين البلدين كبيرة، خصوصاً في مجال الطيران المدني ونظم تكنولوجيا معلومات الطيران والتدريب، وناقش الجانبان الاتفاقية الثنائية للنقل الجوي بين البلدين. وأعرب السفير الهندي عن سعادته بهذا اللقاء، مؤكداً أن بلاده كدولة صديقة لمصر تتطلع لمزيد من التعاون وتبادل الخبرات في مجال الطيران المدني.
> ميلاد حنا نمور، سفير جمهورية لبنان لدى مملكة البحرين، استقبله أول من أمس، وزير الشباب والرياضة البحريني أيمن بن توفيق المؤيد. وخلال اللقاء، أشاد المؤيد بالعلاقات التي تربط بين البلدين الشقيقين، كما بحث وزير شؤون الشباب والرياضة مع السفير اللبناني سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في الجانب الشبابي.
> ماجد حسن السويدي، سفير دولة الإمارات لدى المملكة الإسبانية، رافق وفد هيئة الشارقة للكتاب، برئاسة أحمد بن ركاض العامري، رئيس الهيئة، خلال زيارته مقر وزارة الثقافة الإسبانية في مدريد، أول من أمس، حيث التقى الوفد عدداً من قيادات الوزارة، لبحث تفاصيل مشاركة إسبانيا كضيف شرف النسخة الأربعين من «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، الذي يقام في مركز إكسبو الشارقة، خلال الفترة من 3 إلى 13 نوفمبر المقبل (تشرين الثاني) تحت شعار «هنا... لك كتاب».



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)