استطلاع: الشباب السعوديون يؤيدون بشدة تعامل حكومتهم مع «كوفيد - 19»

أظهر تفاؤلا عربيا بالمستقبل رغم الجائحة والتدهور الاقتصادي

رزت أهمية السعودية باعتبارها حليفاً إقليمياً في نظر العديد من المشاركين في الاستطلاع هذا العام (الشرق الأوسط)
رزت أهمية السعودية باعتبارها حليفاً إقليمياً في نظر العديد من المشاركين في الاستطلاع هذا العام (الشرق الأوسط)
TT

استطلاع: الشباب السعوديون يؤيدون بشدة تعامل حكومتهم مع «كوفيد - 19»

رزت أهمية السعودية باعتبارها حليفاً إقليمياً في نظر العديد من المشاركين في الاستطلاع هذا العام (الشرق الأوسط)
رزت أهمية السعودية باعتبارها حليفاً إقليمياً في نظر العديد من المشاركين في الاستطلاع هذا العام (الشرق الأوسط)

أظهر استطلاع حديث مختص بالشباب العربي أن الشباب في السعودية يؤيدون بشدة طريقة حكومة بلادهم في التعامل مع جائحة «كوفيد - 19»، ووصف 84 في المائة منهم أداء خدمات الرعاية الصحية في بلدهم بـ«الممتازة»، في الوقت الذي بلغت فيه نسبة المؤيدين لتعامل الحكومة مع الجائحة 51 في المائة في دول مجلس التعاون الخليجي، و25 في المائة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عموماً.
كانت الثقة في تعامل السعودية مع الجائحة إحدى أبرز نتائج استطلاع «أصداء بي سي دبليو» السنوي الثالث عشر لرأي الشباب العربي، الذي شمل 3400 مواطن عربي شاب في 50 مدينة وإقليما عبر 17 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الفترة الممتدة بين 6 و30 يونيو (حزيران) الماضي.
وفي حين يتردد العديد من الشباب حول العالم في الحصول على أي من لقاحات فيروس «كوفيد - 19» المتاحة حالياً، يدعم الشباب والشابات السعوديون بشدة تطعيم أنفسهم ضد الفيروس، حيث قال 93 في المائة من المشاركين منهم في الاستطلاع إنهم حصلوا على أحد لقاحات «كوفيد - 19» أو يخططون للقيام بذاك، مقابل 49 في المائة في المنطقة عموماً.
وفي نتيجة مفاجئة، كشف استطلاع أصداء بي سي دبليو لرأي الشباب العربي لهذا العام عن مستويات مرتفعة من التفاؤل والشعور الإيجابي في عموم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك رغم التداعيات الخطيرة للجائحة، والاضطرابات الاقتصادية، والصراعات العسكرية التي تعيشها المنطقة. ولدى سؤالهم عما إذا كانوا يعتقدون بأن أيامهم القادمة ستكون أفضل أم أسوأ، أعرب حوالي ثلثي الشباب العربي المشاركين - 60 في المائة - عن تفاؤلهم بالمستقبل وهو أعلى مستوى تفاؤل يسجله الاستطلاع منذ خمس سنوات.
وبحسب الاستطلاع منيت اقتصادات الشرق الأوسط العام الماضي بخسائر قدرت بنحو 227 مليار دولار نتيجة تفشي جائحة «كوفيد - 19»، مما أوصل بعض الدول إلى حافة الإفلاس.
واختار الشباب العربي 3 استراتيجيات لزيادة فرص العمل، وتلخصت أهم أولوياتهم في: مكافحة الفساد والمحسوبيات، وتوفير المزيد من المعلومات بشأن فرص العمل المتاحة، وإصلاح نظم التعليم. وقالوا إنهم يأملون من حكوماتهم مساعدتهم في إطلاق أعمالهم التجارية الخاصة من خلال تسهيل الإقراض والحد من الروتين الحكومي.
وأعرب جميع الشباب السعودي المشاركين في الاستطلاع تقريباً 98 في المائة أنهم يشعرون بأن اقتصاد بلادهم يسير في الاتجاه الصحيح، مقارنة بـ86 في المائة في العام الماضي، مما يعكس شعوراً عاماً بين الشباب العربي بأن المنطقة تتعافى من جائحة «كوفيد - 19». وأعربت نفس النسبة عن ثقتها بنجاح رؤية السعودية 2030، الاستراتيجية التي تنتهجها المملكة للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، قياساً بـ91 في المائة العام الفائت.
وبرزت أهمية السعودية باعتبارها حليفاً إقليمياً في نظر العديد من المشاركين في الاستطلاع هذا العام؛ حيث اختارها - إلى جانب مصر والإمارات - 80 في المائة من مجمل المشاركين في الاستطلاع كحليف قوي أو حليف إلى حد ما لبلدهم. في حين احتلت الصين وروسيا المرتبة الرابعة والخامسة على التوالي كأقوى حليفين للمنطقة.
وقال سونيل جون، رئيس شركة «بي سي دبليو الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» ومؤسس «أصداء بي سي دبليو»: «رغم كل التحديات الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة التي تواجه الكثير من دول المنطقة، إلا أن تفاؤل الشباب العربي شكل إحدى أكثر النتائج المفرحة، والمفاجئة نوعاً ما، في استطلاع هذا العام. وعليه، تقع على عاتق أصحاب القرار في المنطقة مسؤولية هائلة لضمان تحقيق طموحات هؤلاء الشباب».
ويؤمن 9 من كل 10 شباب سعوديين - 91 في المائة - أن قيادة بلادهم تهتم بآرائهم، بينما قال 96 في المائة أن الحكومة تتبنى السياسات المناسبة لمعالجة القضايا الأهم لدى الشباب.
من جهته قال يوسف العتيبة، سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة الأميركية ووزير الدولة: «تشير البيانات الواردة في استطلاع أصداء بي سي دبليو الثالث عشر لرأي الشباب العربي إلى تحول جوهري يسري في أوصال المنطقة؛ حيث يتبنى الشباب نظرة أكثر تفاؤلاً، ويخوضون في الوقت نفسه سلسلة من التغييرات العميقة التي تجري حالياً. وتلقى الروح القومية المتنامية صدىً أكبر لدى الشباب العربي».
من جانبه، أشار الدكتور جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي بواشنطن، إلى أن نتائج الاستطلاع تكشف عن ثقة الشباب العربي بمستقبلهم. وأضاف: «لتحقيق تطلعات الشباب العربي، لا بد من زيادة مستوى الشمول المالي، وإتاحة فرص التمويل الميسر لرواد الأعمال الشباب، وتوفير بيئة العمل المناسبة لهم، والحد قدر الإمكان من الروتين وتدخل الدولة في الإدارة الاقتصادية. ونحن بحاجة أيضاً إلى عقد اجتماعي جديد يركز بالدرجة الأولى على حماية مصالح المواطن».
وكشف الاستطلاع ازدياد نسبة الشباب العرب الذين يثقون في حكوماتهم لمعالجة مشكلاتهم، كما يرى الشباب العربي بأن الصين وروسيا هما رابع وخامس أقوى الحلفاء في المنطقة، بينما تأتي المملكة المتحدة والولايات المتحدة في المرتبتين الثامنة والتاسعة على التوالي. وما يزال الشباب العربي يلمسون تأثير الولايات المتحدة في الشؤون الإقليمية.
وللسنة العاشرة على التوالي، اختار الشباب العربي الإمارات لتكون البلد المفضل للعيش فيه، في الوقت الذي رصد استطلاع هذا العام تحولاً ملحوظاً في الآراء بشأن حقوق الجنسين، فبينما قالت 64 في المائة من المشاركات في استطلاع العام الماضي إنهن يتمتعن بحقوق مساوية للرجال في بلدانهن، بلغت نسبتهن هذا العام أكثر من النصف بقليل (51 في المائة). ولا تزال قلة الفرص الاقتصادية هي الدافع الرئيسي لهجرة الشباب العربي، حيث قال ثلث المشاركين إنهم كانوا يفكرون أو حاولوا ترك أوطانهم، ورغم أنها نسبة كبيرة لكنها تبقى أقل بكثير من نسبة 42 في المائة المسجلة في عام 2020.


مقالات ذات صلة

«أولمبياد 2024»: إصابة رياضيين بلجيكيين بـ«كوفيد» قبل السفر لباريس

رياضة عالمية رياضيو بلجيكا اضطروا إلى تأجيل مغادرتهم إلى باريس (رويترز)

«أولمبياد 2024»: إصابة رياضيين بلجيكيين بـ«كوفيد» قبل السفر لباريس

ثبتت إصابة كثير من الرياضيين البلجيكيين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية بفيروس «كوفيد-19» مؤخراً، واضطروا إلى تأجيل مغادرتهم إلى باريس.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

طبيب: نتائج اختبار بايدن لـ«كوفيد» جاءت سلبية

أعلن طبيب البيت الأبيض في رسالة، اليوم (الثلاثاء)، أن نتيجة اختبار جو بايدن لـ«كوفيد-19» جاءت سلبية، في الوقت الذي عاد فيه الرئيس إلى واشنطن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية آنا ميريس رئيسة بعثة أستراليا خلال حديثها لوسائل الإعلام (رويترز)

بعثة أستراليا: عزل لاعبة كرة ماء في أولمبياد باريس بعد إصابتها بكوفيد

قالت آنا ميريس رئيسة بعثة أستراليا في أولمبياد باريس اليوم الثلاثاء إن لاعبة في فريق كرة الماء المحلي تم عزلها بعد إصابتها بفيروس كورونا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم عودة السفر الجوي إلى طبيعته بعد طفرة دامت سنوات في أعقاب جائحة كورونا وسط إحجام المصطافين والمسافرين بسبب ارتفاع الأسعار (رويترز)

الطلب على السفر الجوي يعود إلى طبيعته بعد الطفرة التي أعقبت «كورونا»

قال مسؤولون تنفيذيون في شركات طيران كبرى مشاركون بمعرض «فارنبورو» للطيران في إنجلترا، الاثنين، إن الطلب على السفر الجوي يعود إلى طبيعته بعد «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم كبار السن وضعاف المناعة معرضون بشكل خاص للمتغيرات الفرعية الجديدة للفيروس (أرشيفية - رويترز)

لماذا ينتشر فيروس «كورونا» هذا الصيف؟

في شهر يوليو (تموز) من كل عام، على مدى السنوات الأربع الماضية، لاحظ علماء الأوبئة ارتفاعاً مفاجئاً في حالات الإصابة بفيروس «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.