إجماع على صعوبة بناء علاقات فرنسية ـ جزائرية طبيعية

هناك شبه إجماع لدى السياسيين والمحللين ووسائل الإعلام، في الجزائر كما في فرنسا، على صعوبة تجاوز الحاجز النفسي الذي يعيق بناء علاقات عادية.
وكان وزير الخارجية الفرنسي الأسبق برنارد كوشنير، قد صرّح بأنه «يستحيل أن يكون بيننا وبين الجزائر علاقات طبيعية طالما جيل الثورة هو مَن يحكم». وكان ذلك يشير إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي شارك في «حرب التحرير». وعام 2005 أعلن وزير الخارجية فيليب دوست بلازي، عن فشل مسعى شيراك وبوتفليقة التوقيع على «معاهدة صداقة». أما الجزائريون، فيرون أن قطاعاً متنفذاً في منظومة الحكم الفرنسي «لا تزال تستحكم فيه عقدة الجزائر فرنسية»، وعلى هذا الأساس فهم يحمّلون الفرنسيين وحدهم مسؤولية استحالة تطبيع الروابط البينية.
غير أنه في الظاهر، يبدي كبار مسؤولي البلدين عكس هذه الحقيقة. فقد صرح الرئيس عبد المجيد تبّون لفضائية «فرانس 24» خلال يوليو 2020 عشية الاحتفال بالاستقلال، بأن هناك فرصة للتوصل إلى علاقات «هادئة» مع فرنسا. وأكد أن (الرئيس إيمانويل) ماكرون «نزيه ونظيف عندما يتحدث عن الماضي الاستعماري». وتابع: «مع الرئيس ماكرون، نستطيع أن نذهب بعيداً في التهدئة وفي حل المشكلات المتعلقة بالذاكرة. إنه رجل نزيه ويسعى إلى تهدئة الوضع. يريد أن يخدم بلاده فرنسا، ولكن في الوقت نفسه السماح لعلاقتنا أن تعود إلى مستواها الطبيعي. علاقات بين بلدين مستقلين وبين بلدين سياديين. أعتقد أن الرئيس ماكرون صادق في كل ما يقوله، وهو رجل نظيف تاريخياً».
ولم يطل الوقت حتى ردّ له ماكرون المجاملة في مقابلة مع مجلة فرنسية في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه، قائلاً: «إن الرئيس تبون رجل شجاع، وسأفعل ما بوسعي من أجل مساعدته في هذه المرحلة الانتقالية... يجب أن نفعل كل ما أمكن لإنجاح العملية الانتقالية، فإذا لم تنجح الجزائر لا يمكن لأفريقيا النجاح».