هل باتت الطريق مفتوحة أمام ائتلاف «اشتراكي ـ أخضر ـ وسطي» في ألمانيا؟

بعد إعلان لاشيت استعداده للتنحي عن قيادة الديمقراطيين المسيحيين

هل باتت الطريق مفتوحة أمام ائتلاف «اشتراكي ـ أخضر ـ وسطي» في ألمانيا؟
TT

هل باتت الطريق مفتوحة أمام ائتلاف «اشتراكي ـ أخضر ـ وسطي» في ألمانيا؟

هل باتت الطريق مفتوحة أمام ائتلاف «اشتراكي ـ أخضر ـ وسطي» في ألمانيا؟

أدخلت نتائج الانتخابات الألمانية العامة حزب المستشارة أنجيلا ميركل، الاتحاد الديمقراطي المسيحي، في حالة تخبط وفوضى غير مسبوقتين. وكذلك أدخلت ألمانيا نفسها في نفق طويل من الانتظار ريثما تنتهي المشاورات بين ثلاثة أحزاب تحاول الاتفاق فيما بينها على الحكم معاً، في سابقة لم تشهدها البلاد من قبل.
ميركل التي أمضت 20 سنة في زعامة حزبها المحافظ؛ 16 منها في سدة الحكم، أبقت الحزب والبلاد في حالة من الاستقرار الطويل، إلا أنها تبدو اليوم عاجزة عن وقف انحدار الديمقراطيين المسيحيين، أو ربما كانت غير مستعدة لذلك، ولعلها تبدو أيضاً عاجزة عن ضمان استمرار الاستقرار الذي عرفته ألمانيا معها. ولكن، بينما تجلس المستشارة المتقاعدة في مقرها لتصرف أعمالها بانتظار تولي المستشار الجديد منصبه، تعصف بالديمقراطيين المسيحيين - الذين تعرضوا لهزيمة مريرة - خلافات داخلية ما عادت خافية على أحد.
وهذه الخلافات دفعت بزعيم الحزب والمرشح الخاسر أرمين لاشيت إلى الإعلان ليل الخميس عن استعداده للاستقالة إفساحاً في المجال أمام الحزب لكي يقود الحكومة الجديدة، في حال فشلت المشاورات الائتلافية بين الحزب الديمقراطي الاجتماعي (الاشتراكي) الفائز والحزبين الصغيرين حزب «الخضر» البيئي والحزب الديمقراطي الحر الوسطي الليبرالي. وهذه «الاستقالة على مراحل» - كما وصفتها الصحافة الألمانية، تزيد من حالة الارتباك داخل حزب ميركل الجريح والمحبط.

بقدر انشغال ألمانيا بنتائج الانتخابات العامة الأخيرة، وأخبار المشاورات الجارية بين الأحزاب لتشكيل حكومة جديدة، تنشغل البلاد أيضاً بصمت أنجيلا ميركل. ذلك أن المستشارة المتقاعدة لم تعلق علناً على نتائج الانتخابات التي أجريت قبل نحو أسبوعين. وهذا رغم أن خسارة حزبها المحافظ - وإن بفارق ضئيل كان أقل من نقطتين - أمام الاشتراكيين، كانت الأقسى في تاريخه. فقد خسر الديمقراطيون المسيحيون قرابة الـ9 نقاط مئوية من نسبة تأييدهم في انتخابات عام 2017 التي قادتهم فيها ميركل لتفوز حينذاك بولاية رابعة، تبين لاحقاً أنها ستكون الأخيرة لها.
ومنذ صدور النتائج، ظهرت ميركل علناً عدة مرات، ولكن من دون أن تعلق على الانتخابات أو حتى تفتح الباب أمام الأسئلة التي قد تجرها للتعليق. وكان أول ظهور لها ليلة الانتخابات حين وقفت بالقرب من مرشح حزبها الخاسر أرمين لاشيت، مرتدية كمامة سوداء تغطي نصف وجهها، حاولت معها إخفاء تعابيرها خلفها. ولكن، مع ذلك، بدت عابسة وجدية.
لم تبتسم إلا حين صفق لها الحاضرون، بعدما شكرها لاشيت لقيادتها الحزب لمدة عقدين من الزمن، وألمانيا لأكثر من عقد ونصف العقد. وبعد الشكر، تابع لاشيت كلامه، متطرقاً للنتائج، ومعترفاً بأن الحزب غير راضٍ عنها. وفي حينه ظهر واثقاً من أن الشعب منحه «تفويضاً واضحاً» للحكم.

- صمت ميركل وأسبابه
انتهى ذلك «الاحتفال» الغريب داخل مقر الحزب في العاصمة برلين، وعادت ميركل إلى مقر عملها في المستشارية تاركة تلك الليلة خلفها، لتمضي أيامها الأخيرة في السلطة من دون أي تأثر علني. شغلت نفسها بعقد اجتماعات ولقاءات مع مسؤولين من دول أخرى، مبتعدة عن فوضى المشاورات الحكومية وصخبها. ومن ثم، تابعت ظهورها العلني ولكن مع تحاشي أسئلة الصحافيين، وعندما ظهرت في مؤتمر صحافي مشترك إلى جانب رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، فإنها اكتفت بإلقاء بيان. وكان مكتبها واضحاً في أنها لن تفتح الباب أمام الأسئلة.
بعد ذلك، ظهرت ميركل في «يوم الوحدة»، وفيه ألقت خطاباً تحدث عن المسامحة والحوار ونبذ التطرف من دون أن تتطرق البتة إلى الانتخابات ونتائجها. وهكذا، راحت الصحف تخمن الأسباب الكامنة خلف هذا الصمت. وكتبت صحيفة «بيلد» الشعبية والأكثر انتشاراً في البلاد، أن صمت ميركل «أسبابه الرئيسة تكتيكية»، وأنها «لا تريد أن تربط نفسها بالخسارة التاريخية التي مُني بها حزبها، ولذلك فإن الصمت هو أيضاً للحد من الأضرار». وفي النهاية - حسب «بيلد» - لم تنجح ميركل في تنصيب خليفتها على مقعدها.
الواقع أن صمت ميركل يعود إلى فترة أطول من تلك التي سبقت الانتخابات مباشرة. وهو كان ظاهراً إبان الحملة الانتخابية لحزبها، ما دفع بكثيرين للتساؤل عما إذا كانت راضية حقاً عن اختيار لاشيت. ومعلوم، أن وزيرة الدفاع في آنغريت كرامب كارنباور – «الخليفة المختارة» التي أرادت لها ميركل فعلاً أن تنجح - فشلت وانسحبت من الميدان باكراً، ومعها أحجمت ميركل عن التدخل في مستقبل حزبها.
من ناحية ثانية، رغم هذه الخسارة التاريخية التي مُني بها الاتحاد المسيحي الديمقراطي، فإن مرشحه لاشيت ظل متمسكاً بالأمل في الحكم، بل إنه امتنع حتى تهنئة منافسه الفائز أولاف شولتز الذي نجح في انتشال حزبه الاشتراكي من غرق كان مؤكداً قبل أشهر قليلة، وقاده إلى الصدارة. وهذا، بعكس ميركل، التي قدمت التهنئة لشولتز «احتراماً منها للأعراف»، حسب المتحدث باسمها.
هذا، وكان الرجلان، لاشيت وشولتز، قد انطلقا بعيد صدور النتائج في رحلة إجراء مشاورات مع الحزبين الصغيرين، حزب «الخضر» البيئي والحزب الديمقراطي الحر الوسطي، اللذين يمسكان بمصير تشكيل الحكومة المقبلة. إذ بات القرار لهما ليختارا مَن يريدان أن يترأس الحكومة المقبلة: لاشيت أو شولتز. وبعد أيام من المشاورات الأحادية، أعلن «الخضر» والديمقراطيون الأحرار أنهما سيبدآن المشاورات الفعلية معاً مع الاشتراكيين لمحاولة الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية برئاسة شولتز.

- قراءة في النتائج
في الحقيقة، النتائج التي أفرزتها الانتخابات العامة هذه المرة لا تشبه أي انتخابات ماضية. وهي المرة الأولى التي لم يكن فيها رابح واضح، رغم وجود رابح. وهي المرة الأولى التي لن يتمكن أي حزب من تشكيل حكومة مع حزب واحد آخر، بل سيضطر للجوء إلى حزبين آخرين لكي يتعدى عتبة الـ50 في المائة المطلوبة للغالبية المطلقة.
وهنا تجدر الإشارة، إلى أنه في ألمانيا، لا تلقى مهمة تشكيل الحكومة بشكل أوتوماتيكي على من يفوز في الانتخابات، بل على من يكون قادراً على تشكيل حكومة. وهذا بالذات، ما أبقى لاشيت معلقاً بشيء من الأمل بأنه ما زال يستطيع دخول مقر المستشارية. ثم إنه في السنوات الماضية، لم تنخفض نسبة الأصوات التي كان يحصل عليها الديمقراطيون المسيحيون عن عتبة الـ30 في المائة، متقدمين بفارق مريح عن الحزب الثاني، ما يعني أن تفويضهم للحكم كان واضحاً بخلاف هذه المرة.
ولكن رغم تمسك لاشيت الأولي بخيط الأمل، ظل حزبه يتخبط حول السبيل للمضي قدماً. أما الديمقراطيون الأحرار و«الخضر» اللذان أجريا مشاورات أحادية مع الديمقراطيين المسيحيين قبل أن يعلنا منتصف الأسبوع قرارهما المضي مع الاشتراكيين أولاً، بدا وكأنهما كانا يبحثان عن سبب لقطع هذه المشاورات مع الحزب المحافظ. وللعلم، قال حزب «الخضر» منذ البداية إنه يفضل أن يحكم مع الاشتراكيين الأقرب إليه آيديولوجياً، بينما نقل عن الأحرار أنهم يفضلون الحكم مع الديمقراطيين المسيحيين.

- أزمة ثقة... وانقسام
في المؤتمر الصحافي الذي عقده حزب «الخضر» لإعلان قراره ببدء المفاوضات لتشكيل الحكومة مع الاشتراكيين (والأحرار)، تحدثت أنالينا بيربوك، مرشحة «الخضر» الخاسرة للمستشارية، عن «انعدام الثقة» بالديمقراطيين المسيحيين، مستندة بذلك إلى التسريبات التي خرجت من الاجتماعات بينهما إلى الصحافة، رغم الاتفاق على ضرورة إبقاء المشاورات سرية.
بل حتى الأحرار، الذين غالباً ما أوحوا بأنهم يفضلون التحالف مع الديمقراطيين المسيحيين، فترت حماستهم لذلك، وتبعوا «الخضر» بعد ساعة، معلنين قرارهم ببدء المشاورات رسمياً مع الاشتراكيين حول تشكيل الحكومة، إلا أن زعيم الديمقراطيين الأحرار كريستيان ليندنر - الذي يطمح لتولي منصب وزير المالية - لم يقفل الباب كلياً أمام التفاهم مع الديمقراطيين المسيحيين في حال فشلت المفاوضات مع الاشتراكيين. وكان قد لاح أن الديمقراطيين الأحرار أخذوا يحضرون للانسحاب من المشاورات مع الديمقراطيين المسيحيين منذ الاجتماع الأول الذي جمع بينهما نهاية الأسبوع الماضي، بعدما سرب أحد الحاضرين، وهو ديمقراطي مسيحي، تفاصيل الاجتماع لصحيفة «بيلد». وعندها رد الأحرار بإبداء انزعاجهم الكبير من التسريبات، وكتب قياديون في الحزب تغريدات تشكك بإمكانية بناء شراكة مع حزب لا يمكنه الالتزام بأسس التشاور الرئيسية.
بعض المراقبين قرأ رد الفعل المبالغ به هذا، بأنه محاولة من الأحرار لإيجاد ذريعة تُخرجهم من المشاورات مع الحزب الذي خسر الانتخابات، إذ قد لا يكون الحكم مع حزب خاسر - رغم قربه آيديولوجياً - فكرة سديدة. لكن آخرين اعتبروا التسريبات انعكاساً لتشرذم في الكتلة المحافظة، تحديداً، بين «مكونيها» حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي و«شقيقه» الحاكم في ولاية بافاريا الاتحاد الاجتماعي المسيحي بزعامة ماركوس زودر. وهذا الأخير كان يطمح للترشح لمنصب المستشارية باسم الحزبين المحافظين الشقيقين، إلا أنه خسر المعركة أمام لاشيت. وهنا نشير إلى أن الحزب البافاري يتحالف تاريخياً مع حزب ميركل على المستوى الفيدرالي، لكن وجوده ونفوذه محصوران في ولاية بافاريا، حيث لا تنظيم للديمقراطيين المسيحيين بموجب اتفاق قديم بين الحزبين.
وعندما تكرر السيناريو نفسه، بتسريب تفاصيل اجتماع الديمقراطيين المسيحيين مع «الخضر» بعد يومين، علت التساؤلات حول مدى «سيطرة لاشيت» على حزبه، ومدى جدية الكلام عن وجود «مخرب» يسعى لإلغاء حظوظ لاشيت بأن يغدو المستشار المقبل. وبالمناسبة، عندما سُئل لاشيت عن التسريبات المتكررة اكتفى بالقول إنها «مزعجة»، رافضاً اتهام أحد بها، مضيفاً أنه «لا يعرف» مَن المسؤول عن التسريبات.
ورغم أن أحداً لم يُسم زودر، فإن الشكوك تحيط به وبفريقه، خاصة بعد الخلافات الكبيرة بينه وبين لاشيت إبان الحملة الانتخابية. إذ أمضى زودر بضعة أسابيع بعد خسارته معركة الترشح لمنصب المستشارية، في التهجم على لاشيت ومحاولة إظهاره ضعيفاً، ما أثر على الأخير سلباً يوم التصويت. هذا، ويحظى زودر بتأييد شعبي أكبر بكثير من لاشيت، وينظر إليه على أنه زعيم قوى وناجح بعكس منافسه، ومع ذلك امتنع الديمقراطيون المسيحيون عن اختياره كونه زعيم الحزب الشقيق الأصغر. وفي أعقاب إعلان نتائج الانتخابات، علت أصوات محافظة لتتحدث صراحة عن «خطأ» ارتُكب برفض ترشيح زودر، الذي كانت استطلاعات الرأي تشير إلى أنه كان سيقود الكتلة المحافظة إلى الفوز بفارق كبير.

- تلميح إلى الاستقالة
والآن، رغم الانقسامات الواضحة داخل الاتحاد الديمقراطي المسيحي، والدعوات الكثيرة للاشيت من داخل الحزب وخارجه، للاعتراف بالهزيمة والجلوس في صفوف المعارضة، فهو ما زال يرفض ذلك بشكل واضح. وحتى عندما خرج قبل يومين ليعلن «استعداده» للاستقالة، فإنه لم يذكر حتى كلمة «استقالة»، بل استخدم كلمات تعطي المعنى نفسه.
في نهاية المطاف، قد يصل لاشيت إلى هذا الاستنتاج بمفرده قريباً في حال أثمرت المشاورات الجارية بين الاشتراكيين و«الخضر» والديمقراطيين الأحرار «حكومة ائتلافية ثلاثية الأطراف»، إلا أن الوصول إلى هذه النقطة قد يستغرق أسابيع إن لم يكن أشهراً، هي المدة التي قد تمضيها الأطراف الثلاثة في المشاورات الهادفة إلى تشكيل الحكومة. إذ إن الخلافات بينهم لا تنحصر فقط بالسياسات الضريبية ومكافحة التغير المناخي، بل تذهب أبعد فتشمل السياسة الخارجية أيضاً. وبينما يتفق «الخضر» والاشتراكيون على السياسة الضريبية ويختلفان في ذلك مع الأحرار، يختلف «الخضر» مع الاشتراكيين في مجال السياسة الخارجية. وبالتالي، كل هذه الخلافات تعني أن المشاورات الحكومية قد لا تنتهي قبل نهاية العام كما يأمل أولاف شولتز.

- ملامح محتملة لتوجه الحكومة الائتلافية المقبلة
يروج حزب «الخضر» البيئي الذي يسعى إلى الحصول على وزارة الخارجية وتنصيب «زعيمته» أنالينا بيربوك على رأس الوزارة، لموقف متشدد من روسيا والصين. ويعتمد الحزب البيئي على سياسة خارجية مبنية على احترام وحماية حقوق الإنسان، ويعد هذا الأساس الذي يقوده في بناء سياساته الخارجية. ولكن حتى في حال حصل الحزب على وزارة الخارجية، فإن السياسة الخارجية للبلاد تتخذ في مقر المستشارية، وهو ما يعني أنه سيتوجب على الحزب الالتزام بشكل كبير بالسياسة التي تحدد على مستوى رئاسة الحكومة. والمعروف عن الزعيم الاشتراكي (والمستشار المقبل المحتمل) شولتز برغبته في تجنب الصدامات، وهو يشبه في هذا ميركل إلى حد بعيد في ذلك. وحول هذا الشأن كتبت صحيفة «تاغس شبيغل» البرلينية أنه من الأفضل على الاشتراكيين و«الخضر» الاتفاق حول السياسة الخارجية والأمنية بتفاصيلها، وإلا فإن «أزمة دولية مفاجئة، كتلك التي حصلت في أزمة الغواصات مع أستراليا، أو التهديد بحرب في البلقان، قد تباغت الحكومة وتحشرها في الزاوية».
من ناحية ثانية، بينما يسعى «الخضر» للحصول على وزارة الخارجية، يريد الديمقراطيون الأحرار أن يتولى زعيمهم كريستيان ليندنر حقيبة وزارة المالية، وذلك لضمان تمرير سياساتهم الصديقة لقطاع الأعمال، والرافضة للاستدانة ورفع الضرائب. وهنا، بالذات، يختلف الأحرار عن «الخضر» والاشتراكيين بعمق.


مقالات ذات صلة

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

حصاد الأسبوع Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

منذ فترة ولايته الأولى عام 2014، كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكبر مناصر للعلاقات بين الهند وأفريقيا.

براكريتي غوبتا (نيودلهي)
حصاد الأسبوع نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

سطرت نيتومبو ناندي ندايتواه، 72 عاماً، اسمها في التاريخ بوصفها أول امرأة تتولى رئاسة ناميبيا منذ استقلال البلاد عام 1990، بعدما حصدت 57 في المائة من الأصوات في

فتحية الدخاخني ( القاهرة)
رياضة سعودية السعودية تستمر في تشكيل خريطة مختلف الرياضات العالمية بتنظيم واستضافات غير مسبوقة (الشرق الأوسط)

السعودية ستُشكل خريطة الرياضة العالمية في 2025

شارف عام حافل بالأحداث الرياضية بما في ذلك الألعاب الأولمبية التي حظيت بإشادة واسعة وأربع بطولات قارية لكرة القدم على الانتهاء ومن المتوقع أن يكون عام 2025 أقل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
حصاد الأسبوع فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

بعد 9 أيام من سقوط الحكومة الفرنسية بقيادة ميشال بارنييه في اقتراع لحجب الثقة، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو، زعيم رئيس حزب الوسط (الموديم)،

أنيسة مخالدي (باريس)
حصاد الأسبوع خافيير ميلي (أ.ب)

خافيير ميلي... شعبية «المخرّب الأكبر» لا تعرف التراجع

في المشهد الشعبوي واليميني المتطرف، المتنامي منذ سنوات، يشكّل الصعود الصاعق لخافيير ميلي إلى سدّة الرئاسة في الأرجنتين، حالة مميّزة، لا بل فريدة، من حيث الأفكار

شوقي الريّس (مدريد)

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟
TT

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

بعد 9 أيام من سقوط الحكومة الفرنسية، بقيادة ميشال بارنييه، في اقتراع لحجب الثقة، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو، زعيم رئيس حزب الوسط (الموديم)، على رأس الحكومة الجديدة. يأتي قرار التعيين في الوقت الذي تعيش فيه فرنسا أزمة برلمانية حادة بسبب غياب الأغلبية وهشاشة التحالفات، مما يضفي على الحياة السياسية جواً من عدم الاستقرار والفوضى. كان هذا القرار متوقَّعاً حيث إن رئيس الوزراء الجديد من الشخصيات المعروفة في المشهد السياسي الفرنسي، والأهم أنه كان عنصراً أساسياً في تحالف ماكرون الوسطي وحليف الرئيس منذ بداية عهدته في 2017. تساؤلات كثيرة رافقت إعلان خبر التعيين، أهمها حظوظ رئيس الوزراء الجديد في تحقيق «المصالحة» التي ستُخرِج البلاد من الأزمة البرلمانية، وقدرته على إنقاذ عهدة ماكرون الثانية.

أصول ريفية بسيطة

وُلِد فرنسوا بايرو في 25 مايو (أيار) عام 1951 في بلدة بوردار بالبرينيه الأطلسية، وهو من أصول بسيطة، حيث إنه ينحدر من عائلة مزارعين، أباً عن جدّ. كان يحب القراءة والأدب، وهو ما جعله يختار اختصاص الأدب الفرنسي في جامعة بوردو بشرق فرنسا. بعد تخرجه عمل في قطاع التعليم، وكان يساعد والدته في الوقت ذاته بالمزرعة العائلية بعد وفاة والده المفاجئ في حادث عمل. بدأ بايرو نشاطه السياسي وهو في سن الـ29 نائباً عن منطقة البرانس الأطلسي لسنوات، بعد أن انخرط في صفوف حزب الوسط، ثم رئيساً للمجلس العام للمنطقة ذاتها بين 1992 و2001. إضافة إلى ذلك، شغل بايرو منصب نائب أوروبي بين 1999 و2002. وهو منذ 2014 عمدة لمدينة بو، جنوب غربي فرنسا، ومفتّش سامٍ للتخطيط منذ 2020.

شغل بايرو مهام وزير التربية والتعليم بين 1993 و1997 في 3 حكومات يمينية متتالية. في 2017 أصبح أبرز حلفاء ماكرون، وكوفئ على ولائه بحقيبة العدل، لكنه اضطر إلى الاستقالة بعد 35 يوماً فقط، بسبب تورطه في تحقيق يتعلق بالاحتيال المالي. ومعروف عن فرنسوا بايرو طموحه السياسي، حيث ترشح للرئاسة 3 مرات، وكانت أفضل نتائجه عام 2007 عندما حصل على المركز الثالث بنسبة قاربت 19 في المائة.

مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف (إ.ب.أ)

شخصية قوية وعنيدة

في موضوع بعنوان «بايرو في ماتنيون: كيف ضغط رئيس (الموديم) على إيمانويل ماكرون»، كشفت صحيفة «لوموند» أن رئيس الوزراء الجديد قام تقريباً بليّ ذراع الرئيس من أجل تعيينه؛ حيث تشرح الصحيفة، بحسب مصادر قريبة من الإليزيه، أن بايرو واجه الرئيس ماكرون غاضباً، بعد أن أخبره بأنه يريد تعيين وزير الصناعة السابق رولان لوسكور بدلاً منه، واستطاع بقوة الضغط أن يقنعه بالرجوع عن قراره وتعيينه هو على رأس الحكومة.

الحادثة التي نُقلت من مصادر موثوق بها، أعادت إلى الواجهة صفات الجرأة والشجاعة التي يتحّلى بها فرنسوا بايرو، الذي يوصف أيضاً في الوسط السياسي بـ«العنيد» المثابر. ففي موضوع آخر نُشر بصحيفة «لوفيغارو» بعنوان: «فرنسوا بايرو التلميذ المصاب بالتأتأة يغزو ماتنيون»، ذكرت الصحيفة أن بايرو تحدَّى الأطباء الذين نصحوه بالتخلي عن السياسة والتعليم بسبب إصابته وهو في الثامنة بالتأتأة أو الصعوبة في النطق، لكنه نجح في التغلب على هذه المشكلة، بفضل عزيمة قوية، واستطاع أن ينجح في السياسة والتعليم.

يشرح غيوم روكيت من صحيفة «لوفيغارو» بأنه وراء مظهر الرجل الريفي الأصل البشوش، يوجد سياسي محنّك، شديد الطموح، بما أنه لم يُخفِ طموحاته الرئاسية، حيث ترشح للرئاسيات 3 مرات، و«لن نكون على خطأ إذا قلنا إنه استطاع أن يستمر في نشاطه السياسي كل هذه السنوات لأنه عرف كيف يتأقلم مع الأوضاع ويغيّر مواقفه حسب الحاجة»، مذكّراً بأن بايرو كان أول مَن هاجم ماكرون في 2016 باتهامه بالعمل لصالح أرباب العمل والرأسماليين الكبار، لكنه أيضاً أول مع تحالف معه حين تقدَّم في استطلاعات الرأي.

على الصعيد الشخصي، يُعتبر بايرو شخصية محافظة، فهو أب لـ6 أطفال وكاثوليكي ملتزم يعارض زواج المثليين وتأجير الأرحام، وهو مدافع شرس عن اللهجات المحلية، حيث يتقن لهجته الأصلية، وهي اللهجة البيرينية.

رجل الوفاق الوطني؟

عندما تسلّم مهامه رسمياً، أعلن فرنسوا بايرو أنه يضع مشروعه السياسي تحت شعار «المصالحة» ودعوة الجميع للمشاركة في النقاش. ويُقال إن نقاط قوته أنه شخصية سياسية قادرة على صنع التحالفات؛ حيث سبق لفرنسوا بايرو خلال الـ40 سنة خبرة في السياسة، التعاون مع حكومات ومساندة سياسات مختلفة من اليمين واليسار.

خلال مشواره السياسي، عمل مع اليمين في 1995، حيث كان وزيراً للتربية والتعليم في 3 حكومات، وهو بحكم توجهه الديمقراطي المسيحي محافظ وقريب من اليمين في قضايا المجتمع، وهو ملتزم اقتصادياً بالخطوط العريضة لليبيراليين، كمحاربة الديون وخفض الضرائب. وفي الوقت ذاته، كان فرنسوا بايرو أول زعيم وسطي يقترب من اليسار الاشتراكي؛ أولاً في 2007 حين التقى مرشحة اليسار سيغولين رويال بين الدورين الأول والثاني من الانتخابات الرئاسية للبحث في تحالف، ثم في 2012 حين صنع الحدث بدعوته إلى التصويت من أجل مرشح اليسار فرنسوا هولاند على حساب خصمه نيكولا ساركوزي، بينما جرى العرف أن تصوّت أحزاب الوسط في فرنسا لصالح اليمين.

ومعروف أيضاً عن رئيس الوزراء الجديد أنه الشخصية التي مدّت يد المساعدة إلى اليمين المتطرف، حيث إنه سمح لمارين لوبان بالحصول على الإمضاءات التي كانت تنقصها لدخول سباق الرئاسيات عام 2022، وهي المبادرة التي تركت أثراً طيباً عند زعيمة التجمع الوطني، التي صرحت آنذاك قائلة: «لن ننسى هذا الأمر»، كما وصفت العلاقة بينهما بـ«الطيبة». هذه المعطيات جعلت مراقبين يعتبرون أن بايرو هو الأقرب إلى تحقيق التوافق الوطني الذي افتقدته الحكومة السابقة، بفضل قدرته على التحدث مع مختلف الأطياف من اليمين إلى اليسار.

ما هي حظوظ بايرو في النجاح؟رغم استمرار الأزمة السياسية، فإن التقارير الأولية التي صدرت في الصحافة الفرنسية توحي بوجود بوادر مشجعة في طريق المهمة الجديدة لرئيس الوزراء. التغيير ظهر من خلال استقبال أحزاب المعارضة لنبأ التعيين، وعدم التلويح المباشر بفزاعة «حجب الثقة»، بعكس ما حدث مع سابقه، بارنييه.

الإشارة الإيجابية الأولى جاءت من الحزب الاشتراكي الذي عرض على رئيس الوزراء الجديد اتفاقاً بعدم حجب الثقة مقابل عدم اللجوء إلى المادة 3 - 49 من الدستور، وهي المادة التي تخوّل لرئيس الحكومة تمرير القوانين من دون المصادقة عليها. الاشتراكيون الذين بدأوا يُظهرون نيتهم في الانشقاق عن ائتلاف اليسار أو «جبهة اليسار الوطنية» قد يشكّلون سنداً جديداً لبايرو، إذا ما قدّم بعض التنازلات لهم.

وفي هذا الإطار، برَّر بوريس فالو، الناطق باسم الحزب، أسباب هذا التغيير، بالاختلاف بين الرجلين حيث كان بارنييه الذي لم يحقق حزبه أي نجاحات في الانتخابات الأخيرة يفتقد الشرعية لقيادة الحكومة، بينما الأمر مختلف نوعاً ما مع بايرو. كما أعلن حزب التجمع الوطني هو الآخر، وعلى لسان رئيسه جوردان بارديلا، أنه لن يكون هناك على الأرجح حجب للثقة، بشرط أن تحترم الحكومة الجديدة الخطوط الحمراء، وهي المساس بالضمان الصحّي، ونظام المعاشات أو إضعاف اقتصاد البلاد.

يكتب الصحافي أنطوان أوبردوف من جريدة «لوبنيون»: «هذه المرة سيمتنع التجمع الوطني عن استعمال حجب الثقة للحفاظ على صورة مقبولة لدى قاعدته الانتخابية المكونة أساساً من كهول ومتقاعدين قد ترى هذا الإجراء الدستوري نوعاً من الحثّ على الفوضى».

كما أعلن حزب اليمين الجمهوري، على لسان نائب الرئيس، فرنسوا كزافييه بيلامي، أن اليمين الجمهوري سيمنح رئيس الحكومة الجديد شيئاً من الوقت، موضحاً: «سننتظر لنرى المشروع السياسي للسيد بايرو، ثم نقرر». أما غابرييل أتال، رئيس الوزراء السابق عن حزب ماكرون، فأثنى على تعيين بايرو من أجل «الدفاع على المصلحة العامة في هذا الظرف الصعب».

أما أقصى اليسار، الممثَّل في تشكيلة «فرنسا الأبية»، إضافة إلى حزب الخضر، فهما يشكلان إلى غاية الآن الحجر الذي قد تتعثر عليه جهود الحكومة الجديدة؛ فقد لوَّحت فرنسا الأبية باللجوء إلى حجب الثقة مباشرة بعد خبر التعيين، معتبرة أن بايرو سيطبق سياسة ماكرون لأنهما وجهان لعملة واحدة.

فرانسوا بايرو يتحدث في الجمعة الوطنية الفرنسية (رويترز)

أهم الملفات التي تنتظر بايرو

أهم ملف ينتظر رئيس الوزراء الجديد الوصول إلى اتفاق عاجل فيما يخص ميزانية 2025؛ حيث كان النقاش في هذا الموضوع السبب وراء سقوط حكومة بارنييه. وكان من المفروض أن يتم الإعلان عن الميزانية الجديدة والمصادقة عليها قبل نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2024، لولا سقوط الحكومة السابقة، علماً بأن الدستور الفرنسي يسمح بالمصادقة على «قانون خاص» يسمح بتغطية تكاليف مؤسسات الدولة وتحصيل الضرائب لتجنب الشلّل الإداري في انتظار المصادقة النهائية. أوجه الخلاف فيما يخّص القانون تتعلق بعجز الميزانية الذي يُقدَّر بـ60 مليار يورو، الذي طلبت الحكومة السابقة تعويضه بتطبيق سياسة تقشفية صارمة تعتمد على الاقتطاع من نفقات القطاع العمومي والضمان الاجتماعي، خاصة أن فرنسا تعاني من أزمة ديون خانقة حيث وصلت في 2023 إلى أكثر من 3200 مليار يورو. الرفض على المصادقة قد يأتي على الأرجح من اليسار الذي يطالب بإيجاد حل آخر لتغطية العجز، وهو رفع الضرائب على الشركات الكبرى والأثرياء. وكان فرنسوا بايرو من السياسيين الأكثر تنديداً بأزمة الديون، التي اعتبرها مشكلة «أخلاقية» قبل أن تكون اقتصادية؛ حيث قال إنه من غير اللائق أن «نحمّل أجيال الشباب أخطاء التدبير التي اقترفناها في الماضي».

الملف الثاني يخص نظام المعاشات، وهو ملف يقسم النواب بشّدة بين اليمين المرحّب بفكرة الإصلاح ورفع سن التقاعد من 62 إلى 64 سنة، إلى اليسار الذي يرفض رفع سنّ التقاعد، معتبراً القانون إجراءً غير عادل، وبالأخص بالنسبة لبعض الفئات، كذوي المهن الشاقة أو الأمهات.

وتجدر الإشارة إلى أن فرنسا كانت قد شهدت حركة احتجاجات شعبية عارمة نتيجة إقرار هذا القانون، وبالأخص بعد أن كشفت استطلاعات الرأي أن غالبية من الفرنسيين معارضة له. صحيفة «لكبرس»، في موضوع بعنوان «بايرو في ماتنيون ماذا كان يقول عن المعاشات» تذكّر بأن موقف رئيس الوزراء بخصوص هذا الموضوع كان متقلباً؛ فهو في البداية كان يطالب بتحديد 60 سنة كحّد أقصى للتقاعد، ثم تبنَّى موقف الحكومة بعد تحالفه مع ماكرون.

وعلى طاولة رئيس الوزراء الجديد أيضاً ملف «الهجرة»؛ حيث كان برونو ريتيلو، وزير الداخلية، قد أعلن عن نصّ جديد بشأن الهجرة في بداية عام 2025، الهدف منه تشديد إجراءات الهجرة، كتمديد الفترة القصوى لاحتجاز الأجانب الصادر بحقهم أمر بالترحيل أو إيقاف المساعدات الطبية للمهاجرين غير الشرعيين. سقوط حكومة بارنييه جعل مشروع الهجرة الجديد يتوقف، لكنه يبقى مطروحاً كخط أحمر من قِبَل التجمع الوطني الذي يطالب بتطبيقه، بعكس أحزاب اليسار التي هددت باللجوء إلى حجب الثقة في حال استمرت الحكومة الجديدة في المشروع. وهذه معادلة صعبة بالنسبة للحكومة الجديدة. لكن محللّين يعتقدون أن الحكومة الجديدة تستطيع أن تنجو من السقوط، إذا ما ضمنت أصوات النواب الاشتراكيين، بشرط أن تُظهر ليونة أكبر في ملفات كالهجرة ونظام المعاشات، وألا تتعامل مع كتلة اليمين المتطرف.

إليزابيث بورن (أ.ف.ب)

بومبيدو

دوفيلبان

حقائق

رؤساء الحكومة الفرنسيون... معظمهم من اليمين بينهم سيدتان فقط


منذ قيام الجمهورية الخامسة عام 1958، ترأَّس حكومات فرنسا 28 شخصية سياسية، ينتمي 8 منها لليسار الاشتراكي، بينما تتوزع الشخصيات الأخرى بين اليمين الجمهوري والوسط. ومن بين هؤلاء سيدتان فقط: هما إيديت كريسون، وإليزابيث بورن.هذه قائمة بأشهر الشخصيات:جورج بومبيدو: ترأَّس الحكومة بين 1962 و1968. معروف بانتمائه للتيار الوسطي. شغل وظائف سامية في مؤسسات الدولة، وكان رجل ثقة الجنرال شارل ديغول وأحد مقربيه. عيّنه هذا الأخير رئيساً للوزراء عام 1962 ومكث في منصبه 6 سنوات، وهو رقم قياسي بالنسبة لرؤساء حكومات الجمهورية الخامسة. لوران فابيوس: ترأَّس الحكومة بين 1984 و1986. ينتمي للحزب الاشتراكي. شغل منصب وزير المالية، ثم وزيراً للصناعة والبحث العلمي. حين عيّنه الرئيس الراحل فرنسوا ميتران كان أصغر رئيس وزراء فرنسي؛ حيث كان عمره آنذاك 37 سنة. شغل أيضاً منصب رئيس الجمعية الوطنية. تأثرت شعبيته بعد محاكمته بوصفه مسؤولاً عن الحكومة في قضية الدم الملوّث الذي راح ضحيته أكثر من 4 آلاف فرنسي. كما تكرر اسمه في مفاوضات الملف النووي الإيراني.جاك شيراك: إضافة لوظيفته الرئاسية المعروفة، ترأَّس جاك شيراك الحكومة الفرنسية مرتين: المرة الأولى حين اختاره الراحل فاليري جيسكار ديستان وكان ذلك بين 1974 و1976، ثم إبان عهدة الرئيس فرنسوا ميتران بين 1986 و1988. شغل مناصب سامية، وتقلّد مسؤوليات عدة في مؤسسات الدولة وأجهزتها، حيث كان عمدة لمدينة باريس، ورئيس حزب التجمع الجمهوري اليميني، ووزيراً للزراعة.دومينيك دوفيلبان: شغل وظيفة رئيس الحكومة في عهدة الرئيس جاك شيراك بين 2005 و2007، وكان أحد مقربي الرئيس شيراك. كما شغل أيضاً حقيبة الخارجية ونال شعبية كبيرة بعد خطابه المعارض لغزو العراق أمام اجتماع مجلس الأمن في عام 2003. حين كان رئيس الوزراء، أعلن حالة الطوارئ بعد أحداث العنف والاحتجاجات التي شهدتها الضواحي في فرنسا.فرنسوا فيون: عيّنه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في منصب رئيس الوزراء بين 2007 و2012، وهو بعد بومبيدو أكثر الشخصيات تعميراً في هذا المنصب. شغل مناصب وزارية أخرى حيث كُلّف حقائب التربية، والتعليم، والشؤون الاجتماعية، والعمل. أصبح رسمياً مرشح حزب الجمهوريون واليمين والوسط للانتخابات الرئاسية الفرنسية 2017، وأُثيرت حوله قضية الوظائف الوهمية التي أثّرت في حملته الانتخابية تأثيراً كبيراً، وانسحب بعدها من الحياة السياسية.