انتقم منهما... مصوّر يحذف صور زفاف عروسين لحرمانه من استراحة الطعام

الزوجان كانا يتطلعان إلى توفير المال وعدم دفع مبلغ كبير لمصور محترف (رويترز)
الزوجان كانا يتطلعان إلى توفير المال وعدم دفع مبلغ كبير لمصور محترف (رويترز)
TT

انتقم منهما... مصوّر يحذف صور زفاف عروسين لحرمانه من استراحة الطعام

الزوجان كانا يتطلعان إلى توفير المال وعدم دفع مبلغ كبير لمصور محترف (رويترز)
الزوجان كانا يتطلعان إلى توفير المال وعدم دفع مبلغ كبير لمصور محترف (رويترز)

أثار مصوّر جدلاً على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن تساءل عما إذا كان مخطئاً في حذف صور الزفاف التي التقطها لعروسين بعد أن رفضا منحه استراحة لتناول الطعام.
وتم وصف المعضلة بالتفصيل في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أوضح الرجل أنه لم يعمل في الواقع مصوراً فوتوغرافياً محترفاً، ولكن مهنته في الأصل هي تربية الكلاب. وكشف، عن أن العريس طلب منه تصوير حفل الزفاف بتكلفة معقولة، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
وفقاً للمصور، كان الزوجان يتطلعان إلى توفير المال وعدم دفع مبلغ كبير لمصور محترف، وأكدا له أنهما لا يمانعان إذا لم تكن الصور مثالية.
وأوضح مربي الكلاب «لقد كانت ميزانيتهما ضئيلة، ووافقت على تصوير الحفل مقابل 250 دولاراً، وهو مبلغ لا يكفي لحدث مدته 10 ساعات».
في يوم الزفاف، قال المصور، إنه تابع العروسين في مواعيد مختلفة لالتقاط الصور، ثم قام بتصوير الحفل الأساسي، وكذلك حفل الاستقبال.
مع ذلك، عندما حان وقت تقديم الطعام - قبل نحو ساعتين من الانتهاء من تصوير حفل الزفاف - كشف الرجل عن أنه قيل له إنه لا يستطيع تناول الطعام ولا يوجد له مكان على الطاولات.
في تلك المرحلة، أبلغ المصور العريس أنه في حاجة إلى أخذ استراحة لمدة 20 دقيقة «للحصول على بعض الطعام والشراب»، ورد العريس قائلاً إن عليه مواصلة التصوير أو أخذ «استراحة من دون أجر».
وقال الرجل في منشوره عبر «ريديت»، «مع الحرارة المرتفعة والجوع والانزعاج بشكل عام من الظروف، سألته عما إذا كان متأكداً من قراره... وعندما أجاب بنعم، حذفت جميع الصور التي التقطتها أمامه»؛ وذلك للانتقام منه.
وأضاف «غادرت بعد أن أبلغت العريس أنني لم أعد المصور في الحفل».
وحصد هذا المنشور آلاف التفاعلات وانتشر منذ ذلك الحين بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي؛ مما دفع الآلاف من الناس إلى تأييد تصرّف الرجل، بينما عارضه البعض بشدة.



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».