العراق بلا برلمان بدءاً من اليوم... وحكومة الكاظمي تتحوّل إلى تصريف الأعمال

تمهيداً لإجراء الانتخابات يوم الأحد

امرأة بجوار ملصقات انتخابية في مدينة البصرة جنوب العراق أمس (أ.ف.ب)
امرأة بجوار ملصقات انتخابية في مدينة البصرة جنوب العراق أمس (أ.ف.ب)
TT

العراق بلا برلمان بدءاً من اليوم... وحكومة الكاظمي تتحوّل إلى تصريف الأعمال

امرأة بجوار ملصقات انتخابية في مدينة البصرة جنوب العراق أمس (أ.ف.ب)
امرأة بجوار ملصقات انتخابية في مدينة البصرة جنوب العراق أمس (أ.ف.ب)

في سابقة من نوعها في تاريخ الانتخابات العراقية، بدءاً من عام 2005 وحتى عام 2018، رفض البرلمان العراقي عقد جلسة نيابية للإعلان عن حل نفسه قبل 60 يوماً من إجراء الانتخابات، طبقاً لما ينص عليه الدستور. وبرر البرلمان رفضه بأنه يخشى في حال حل نفسه خلال المدة المقررة في الدستور أن ترفض الحكومة تحويل نفسها إلى حكومة تصريف أعمال يومية، وبذلك فإنها تبقى طليقة اليد دون غطاء تشريعي ورقابي.
وجاء الرفض في ضوء اتفاق سابق على أن يحل البرلمان نفسه قبل ثلاثة أيام من إجراء الانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها يوم الأحد العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وبذلك، فإن البرلمان العراقي يكون قد حلّ نفسه بدءاً من اليوم دون عقد جلسة لاتخاذ مثل هذا القرار، طبقاً لما أعلنه النائب الثاني لرئيس البرلمان بشير حداد، الذي قال إن حل البرلمان نفسه ليس بحاجة إلى عقد جلسة من أجل هذه الغاية، لأن هذا القرار تم اتخاذه من قبل. وأوضح بشير الحداد، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أمس، أنه «لا حاجة لعقد جلسة لحل مجلس النواب».
وأضاف أن «المجلس صوّت في 31 مارس (آذار) الماضي على حل نفسه في السابع من أكتوبر الحالي»، لافتاً إلى أن «القرار سيدخل حيز التنفيذ يوم غد (اليوم) الموافق السابع من أكتوبر».
ومع حل البرلمان الذي لم يتمكن من عقد جلساته خلال الفترة القليلة الماضية بسبب الحملة الانتخابية الطويلة التي جاوزت ثلاثة أشهر، بينما المقرر لها أن تكون شهراً واحداً فقط قبل الانتخابات، فإن الحكومة الحالية التي يترأسها مصطفى الكاظمي تحوّلت هي الأخرى تلقائياً إلى حكومة تصريف أعمال يومية.
وحول ما إذا كان حل البرلمان نفسه وتحول الحكومة إلى تصريف الأعمال يمكن أن ينتج عنه فراغ دستوري، أكد الخبير القانوني طارق حرب، في بيان، أنه «لا فراغ دستورياً يمكن أن تدخله البلاد، إلا أنه بحلول الظهيرة (اليوم) سترفع الحصانة عن النواب الحاليين». وأضاف أنه «بحل مجلس النواب ورفع الحصانة ستتحول الحكومة إلى تصريف أعمال».
إلى ذلك، أكدت اللجنة القانونية النيابية أن مجلس النواب لا يحتاج إلى عقد جلسة لحل نفسه كونه صوّت سابقاً على أن يحل البرلمان يوم السابع من أكتوبر، شرط أن تُجرى الانتخابات في موعدها.
وقال عضو اللجنة، رشيد العزاوي، في تصريح صحافي، إن «البرلمان لا يحتاج إلى عقد جلسة لحل نفسه وإنما سيحل تلقائياً الأربعاء شرط إجراء الانتخابات في موعدها. وإذا ما حدث شيء منع إقامة الانتخابات فإن البرلمان سيعود لمزاولة مهامه وإكمال مدته الدستورية». وأضاف أن نتائج الانتخابات ستعلن خلال 24 ساعة، وبعدها تذهب النتائج للمصادقة عليها في المحكمة الاتحادية، كما سيتم النظر بالطعون المقدمة، ولذلك فإن موعد انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد ما زال «غير معلوم».
وأكد أنه «لن يكون هناك فراغ دستوري، لأن الانتخابات إذا ما جرت ستعني أن هناك مجلساً منتخباً، وفي حال عدم المصادقة على النتائج أو كانت الطعون كثيرة وألغيت الانتخابات المقبلة فإن مجلس النواب القديم (الحالي) سيعود إلى مزاولة أعماله».
وتوقع العزاوي أن «تمضي الانتخابات بصورة طبيعية لأن المفوضية المستقلة للانتخابات اتخذت إجراءات كثيرة جداً لمنع التزوير وإجراءاتها ممتازة جداً، وتعليماتها ستحد كثيراً من التزوير».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.