«الموهوبون العرب»... مبادرة تنطلق من السعودية بمشاركة 13 دولة

تعاون بين «موهبة» و«الألكسو» لخلق بيئة تطويرية للمبدعين

الأمين العام لمؤسسة موهبة د. سعود المتحمي (علي الظاهري)  -  المدير العام لمنظمة الألكسو محمد ولد أعمر (علي الظاهري)
الأمين العام لمؤسسة موهبة د. سعود المتحمي (علي الظاهري) - المدير العام لمنظمة الألكسو محمد ولد أعمر (علي الظاهري)
TT

«الموهوبون العرب»... مبادرة تنطلق من السعودية بمشاركة 13 دولة

الأمين العام لمؤسسة موهبة د. سعود المتحمي (علي الظاهري)  -  المدير العام لمنظمة الألكسو محمد ولد أعمر (علي الظاهري)
الأمين العام لمؤسسة موهبة د. سعود المتحمي (علي الظاهري) - المدير العام لمنظمة الألكسو محمد ولد أعمر (علي الظاهري)

يزخر العالم العربي بالكثير من المواهب الفكرية الشابة الذين تميزوا بعلمهم عن باقي أقرانهم ليخلقوا حولهم هالة برّاقة ركزت عليها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» واستقطبتهم لتكون مظلة تسهم في تطويرهم لمستقبل أفضل.
ولخلق منصات ذات مستوى عالٍ لدعم وتطوير المواهب الشابة، تعاونت المنظمة مع مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» في مبادرة (الموهوبون العرب) على مستوى العالم العربي.
حيث دشّنها الدكتور سعود المتحمي، الأمين العام لـ«موهبة»، والدكتور محمد ولد أعمر المدير العام لمنظمة «الألكسو»، وبحضور رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة هاني المقبل، وذلك في مؤتمر صحافي عُقد اليوم في مقر مؤسسة «موهبة» في الرياض.
وقال الدكتور المتحمي خلال المؤتمر الصحافي إن «الموهوبون العرب» تُعد مبادرة من السعودية للعالم العربي، في مجال اكتشاف ورعاية الموهوبين، لتؤكد حرص المملكة على تفعيل دور المملكة بشكل مؤسسي في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، بما ينسجم مع أدوار الدول الأعضاء ويسهم في تحقيق أهداف المنظمة.
ورفع الدكتور المتحمي، الشكر للأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، ووزير الثقافة، على رعايته لتوقيع اتفاقية «الموهوبون العرب» وجهوده في دعم المبادرات والشراكات مع الجهات الوطنية في مجالات التربية والثقافة والعلوم ومع المنظمات الإقليمية والدولية، وذلك لصقل مزيد من المواهب العربية الناشئة التي ستسهم في تحقيق التنمية المستدامة 2030 لرفع الكفاءات والطاقات في العالم العربي، وهي تُعد أول مبادرة من نوعها لاكتشاف ورعاية الموهوبين على مستوى العالم العربي، استشعاراً من السعودية لكونها تترأس المجلس التنفيذي للمنظمة.
وأكمل الدكتور المتحمي أن «موهبة» مؤسسة رائدة وخبيرة في مجال اكتشاف ورعاية وتمكين الطلبة الموهوبين وتمتلك البرنامج الأكثر شمولية في رعاية الموهوبين على مستوى العالم. حيث عملت «موهبة» على تطوير مقياس علمي خاص باكتشاف الموهوبين العرب بالتعاون مع هيئة تقويم التعليم والتدريب، بما يراعي الاختلافات الثقافية المتنوعة، إلى جانب التركيز على الاستثمار في الطاقات العربية الشابة من الموهوبين والمبدعين بما يقود إلى رعايتهم واستيعابهم وتوفير البيئة الملائمة لهم والاستفادة من قدراتهم النوعية وتمكينهم لقيادة التغيير وصناعة المستقبل في العالم العربي.
وذكر المحتمي أنه تم توجيه الدعوة إلى الدول العربية كافة الأعضاء في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لترشيح طلبتها وفق الآلية المحددة، وقد شاركت 13 دولة عربية حتى الآن، وهي السعودية، والإمارات، والبحرين، وقطر، وعمان، والأردن، والعراق، وتونس، وليبيا، وفلسطين، واليمن، والسودان، وموريتانيا.
من جانبه، قال مدير عام «الألكسو» الدكتور محمد ولد أعمر: «إن اكتشاف الموهوبين العرب وتنمية قدراتهم يعكس الاهتمام بالتحديات العلمية والاجتماعية والثقافية التي تشكّلها الثورة الصناعية الرابعة، بوصف الثقافة عنصراً أساسياً من عناصر رسم الهوية العربية، ولما تمثله قضية تعزيز الثقافة العربية من أهمية كبيرة اجتماعياً واقتصادياً، والتي تعد ركيزة ضرورية لضمان مستقبل أفضل للأجيال العربية الناشئة في ظل التوجهات العالمية لتحقيق التنمية المستدامة، وفق منظور ينسجم مع الثقافة والتراث والإرث الحضاري للشعوب العربية ولا يتعارض مع معتقداتها».
وأضاف أن المنظمة حريصة على التكامل مع مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، للإسهام في دعم الموهوبين في الوطن العربي بالاستفادة من خبراتها الرائدة، مؤكداً ثقة وتقدير «الألكسو» للمكانة المتميزة التي وصلت إليها المؤسسة في اكتشاف ورعاية وتمكين الموهوبين على المستوى العالمي.
لافتاً إلى أن «المبادرة تمثل تعزيزاً لشراكتنا النوعية، وتعد خطوة للتوعية بأهمية الموهبة ودور الموهوبين في بناء المعرفة ودعم التنمية المستدامة بالوطن العربي، وتشجيع ثقافة الإبداع والابتكار».
وتطرق ولد أعمر إلى أهمية الشراكة بين المؤسسة و«الألكسو»، لأنها «تهدف إلى رعاية الموهوبين والمبدعين في وطننا العربي بوصفهم الثروة الحقيقية التي إذا ما أحسنّا معرفتها وتقدير قيمتها ورعايتها وتنميتها، استطعنا أن نكون أمّة قادرة على المساهمة في الإبداع الإنساني في شتّى مجالات المعرفة وأصناف العلوم».
يُذكر أن «موهبة» و«الألكسو» ترتبطان بتاريخ طويل من الشراكة والتعاون، بدأ بتوقيع مذكرة تفاهم عام 2008 لإعداد «الاستراتيجية العربية للموهبة والإبداع في التعليم العام»، تنفيذاً لتوصيات المؤتمر السادس لوزراء التربية والتعليم العرب الذي استضافته العاصمة السعودية الرياض عام 2008.


مقالات ذات صلة

«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

الاقتصاد جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)

«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

مع انطلاق «المسار البرتقالي»، اليوم (الأحد)، اكتمل تشغيل مسارات «قطار الرياض»، المشروع الأضخم من نوعه في العالم، وفق ما أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)

القطاع الخاص السعودي يختتم عام 2024 بأقوى نمو في المبيعات

اختتم اقتصاد القطاع الخاص غير المنتج للنفط بالسعودية عام 2024 على نحو قوي حيث تحسنت ظروف الأعمال بشكل ملحوظ مدفوعة بزيادة كبيرة في الطلبات الجديدة

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد «قطار الرياض» ينطلق نحو وجهات جديدة عبر المسار البرتقالي (واس)

تشغيل آخر مسارات «قطار الرياض»

بدء تشغيل «المسار البرتقالي - محور طريق المدينة المنورة» من «قطار الرياض»، ليكتمل بذلك التشغيل التتابعي لمسارات شبكته، وفق الخطة المعلنة عند افتتاحه.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد من معرض سيتي سكيب 2024 الأكبر عقارياً في العالم (واس)

سوق الرهن العقاري بالسعودية... محرك رئيسي في النمو والتنويع المالي

يأتي توجه السعودية نحو تطوير سوق الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري من ضمن التطورات المتسارعة التي يشهدها التمويل العقاري في السعودية.

محمد المطيري
يوميات الشرق تشارك الأوركسترا والكورال الوطني بأعمال تعكس جمال التراث الثقافي السعودي (هيئة الموسيقى)

بعد نجاحاتها العالمية... الرياض تحتفي بـ«روائع الأوركسترا السعودية»

يتجدد الإبداع الموسيقي مع حفل «روائع الأوركسترا السعودية» الذي يستضيفه مسرح مركز الملك فهد الثقافي في الرياض خلال الفترة بين 16 و18 يناير الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».