مصر تحتفي بثروت عكاشة في معرض وثائقي

40 مستنداً رسمياً وقصاصات صحافية ترصد محطاته البارزة

مصر تحتفي بثروت عكاشة في معرض وثائقي
TT

مصر تحتفي بثروت عكاشة في معرض وثائقي

مصر تحتفي بثروت عكاشة في معرض وثائقي

«قال لي الرئيس جمال عبد الناصر: مهمتك هي تمهيد المناخ الثقافي لإعادة صياغة الوجدان المصري... وتذكّر أنّ بناء المصانع سهل... ولكن بناء الإنسان صعب جداً»؛ كلمات وردت في مذكرات الدكتور ثروت عكاشة، ليبدأ الرجل رحلته في تأسيس سياسة ثقافية حرة وطنية تؤدي دورها في المجتمع المصري، مع تسلمه مهام وزارة الثقافة سنة 1958، ليخلد اسمه كأول وأشهر وزير ثقافة في مصر على مر العصور.
احتفاءً بإسهامات الدكتور ثروت عكاشة (1921 – 2012)، وتعريفاً بدوره البارز في إحياء الثقافة في مصر والوطن العربي، تشهد القاهرة معرضاً وثائقياً بعنوان «مختارات من وثائق فارس الثقافة المصرية»، مسلّطاً الضوء على جانب من حياة الراحل داخل أروقة الوزارة، حيث يرصد المعرض من خلال 40 وثيقة رسمية وقصاصات صحافية، أهم القرارات التي اتخذها عكاشة، عبر عرض مجموعة من هذه القرارات مذيّلة بتوقيعه، إلى جانب بعض ما كُتب عنه في الصحافة المصرية، والتي توثق محطات بارزة في مسيرته وتاريخ إبداعه.
المعرض، الذي استضافه مركز محمود مختار الثقافي بالقاهرة، يُنظَّم تحت إشراف قطاع الفنون التشكيلية بالتعاون مع الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، ضمن فعاليات احتفالية وزارة الثقافة المصرية بمئوية «فارس الثقافة»، وإعلان وزيرة الثقافة أن 2021 هو عام ثروت عكاشة، حيث يواكب هذا العام مُضي قرن كامل على ميلاده.
عن المعرض؛ تقول الدكتورة نيفين محمد موسى، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، لـ«الشرق الأوسط»: «يوثق المعرض جانباً مهماً من حياة ثروت عكاشة ويرصد عبقريته كفارس للثقافة، خصوصاً خلال توليه وزارة الثقافة التي حمل مسؤوليتها لسنوات طويلة، حيث اخترنا أن نعرض مجموعة من أهم القرارات التي أصدرها خلال توليه فترة الوزارة، وهي مستنسخات من قراراته الرسمية بتوقيعه الشخصي، للتعريف بما قام به الراحل من جهود وإنجازات تمثل علامات مضيئة في الحياة الثقافية».
ولفت موسى إلى أنّ من أبرز القرارات التي يضمها المعرض: «القرار الجمهوري بشأن سفر ثروت عكاشة في جولة أوروبية لجمع تبرعات لتمويل مشروع إنقاذ آثار النوبة عام 1962، وهي القضية التي كان يوليها اهتماماً كبيراً، والقرار الجمهوري بتعيينه رئيساً للمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية 1966».
وعن أهم قراراته كوزير للثقافة، يضم المعرض مستنسخاً من قراره بإرساء حجر الأساس لمبنى هيئة دار الكتب المصرية بكورنيش النيل عام 1961 وقرار بتكوين فريقين لأوبرا وباليه القاهرة 1968، وقرارات تخص الثقافة الجماهيرية بإنشاء قصرَي ثقافة بمحافظتي مطروح والوادي الجديد 1968.
أما عن محطات «فارس الثقافة» البارزة ومظاهر التقدير والاحتفاء به التي رصدتها الصحافة المصرية ممثلةً في صحيفة «الأهرام»، فأبرزها خبر تعيينه وزيراً للثقافة بتاريخ 8 أكتوبر (تشرين الأول) 1958، وخبر افتتاحه معرض القاهرة للكتاب في دورته الأولى 23 يناير (كانون الثاني) 1969، وخبر عن انتخابه زميلاً بالأكاديمية البريطانية 12 سبتمبر (أيلول) 1975، وحفل تكريمه بمعهد الكونسرفتوار عام 1988، وفوزه بجائزة الدولة التقديرية في الفنون 30 يونيو (حزيران) 1988، وخبر عن قيام الجامعة الأميركية بإهدائه الدكتوراه الفخرية 1995، إلى جانب مقاله الذي كتبه لصحيفة «الأهرام» بمناسبة تجديد انتخابه عضواً بالأكاديمية البريطانية بتاريخ 22 مايو (أيار) 1995.
وعن أهمية المعرض، تقول رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية: «للأسف وعلى الرّغم من الجهد الكبير غير المسبوق الذي قام به ثروت عكاشة الذي أعاد صياغة وجدان المصريين، سواء بإنجازاته في وزارة الثقافة، وكذلك إبداعاته في مجال الدراسات وتاريخ الفنون، فإنّ بعض المصريين لا يعرفونه، خصوصاً الأجيال الجديدة، لذلك حاولنا تسليط الضوء على مسيرته، سواء بهذا المعرض، أو من خلال احتفالية المئوية، حتى نعطي الحق لصاحب الشخصية العبقرية الذي نال عن جدارة لقب (فارس الثقافة)».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.