قادة عرب على رأس القمة للمرة الأولى

أبرزهم الملك سلمان والسيسي والسبسي ومعصوم

قادة عرب على رأس القمة للمرة الأولى
TT

قادة عرب على رأس القمة للمرة الأولى

قادة عرب على رأس القمة للمرة الأولى

تشهد القمة العربية اليوم متغيرات لافتة، أبرزها مشاركة ستة ممثلين جدد لدولهم، في مقدمتهم قادة السعودية ومصر وتونس والعراق، إذ تعد مشاركتهم هي الأولى في تاريخ القمم العربية، التي أصبحت سنوية منذ قمة القاهرة عام 2000، عندما تم استحداث مبدأ الانعقاد الدوري للقمة.
وقمة اليوم هي الأولى التي يحضرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، منذ أن تمت مبايعته ملكا للسعودية في يناير (كانون الثاني) الماضي خلفا للراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز. وكان الملك سلمان مثل بلاده في قمة الكويت العام الماضي بصفته وليا للعهد.
ومن أبرز الوجوه الجديدة على ساحة القمم العربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يترأس القمة في أول مشاركة له بعد أن تم انتخابه رئيسا للبلاد في يونيو (حزيران) الماضي، عقب أكثر من أربع سنوات من الاضطرابات السياسية والأمنية.
ويترأس وفد العراق الرئيس الجديد فؤاد معصوم، الذي انتخب رئيسا لبلاده في يوليو (تموز) العام الماضي، خلفا للرئيس المنتهية ولايته جلال طالباني.
ومن تونس، ينتظر أن يحضر الرئيس المنتخب حديثا الباجي قائد السبسي، بعد أن أصبح أول رئيس منتخب من قبل الشعب التونسي، منذ الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.
وإضافة إلى هؤلاء الشخصيات، قال السفير طارق عادل، مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية، إن المشاركة على مستوى القادة في القمة ستفوق المشاركة في القمم العربية التي عقدت خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن دولا مثل ليبيا ولبنان ليس لديها رؤساء جمهورية لأسباب متباينة، لكن سيكون مستوى التمثيل بأعلى مستوى، إذ يرأس وفد ليبيا رئيس البرلمان (الشرعي) عقيلة صالح عيسى، فيما يرأس وفد لبنان رئيس الوزراء تمام سلام.
وفي مفاجأة ربما تسفر عن تغيير نوعي في العلاقات العربية - العربية، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إنه تم إبلاغ بلاده بأن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد سيمثل الوفد القطري في القمة، رغم التوترات التي تشهدها العلاقات المصرية - القطرية منذ فترة والتي نتج عنها قطع العلاقات بين البلدين، بسبب اتهام القاهرة للدوحة بدعم جماعات إرهابية في مصر.
وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن حضور الشيخ تميم إلى مصر ربما سيسفر عنه إتمام المصالحة بين القاهرة والدوحة التي كانت قد بدأت العام الماضي بوساطة سعودية، قبل أن تتجمد برحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وكان السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، قد أكد أن أغلبية الدول ستشارك في القمة بوفود على مستوى القادة والرؤساء والملوك، والبعض الآخر على المستوى الوزاري بسبب الظروف التي تتعرض لها بعض الدول العربية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.