نضال الأشقر لـ «الشرق الأوسط»: سنقدّم «تنفيسة» ثانية بعد الحصول على ترخيص

«مشكال» يختتم فعالياته متجاوزاً توقيف إحدى مسرحياته

مهرجان {مشكال}... في برنامجه نشاطات فنية منوعة
مهرجان {مشكال}... في برنامجه نشاطات فنية منوعة
TT

نضال الأشقر لـ «الشرق الأوسط»: سنقدّم «تنفيسة» ثانية بعد الحصول على ترخيص

مهرجان {مشكال}... في برنامجه نشاطات فنية منوعة
مهرجان {مشكال}... في برنامجه نشاطات فنية منوعة

يختتم مهرجان «مشكال» الفني فعالياته اليوم في بيروت، وهي التي انطلقت في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. لكن النسخة التاسعة من المهرجان لم تمر بسلام بعدما أوقف الأمن العام اللبناني عرض مسرحية «تنفيسة» التي تندرج على برنامج السنة الحالية. وجاء هذا الإجراء بسبب «عدم مرور المسرحية بالمسار القانوني»، حسب ما أعلن الأمن العام اللبناني. في حين أكدت نضال الأشقر، مؤسسة «مسرح المدينة» الذي يستقبل «مشكال» والمشرفة على المهرجان، أنّها ستقدم العرض الثاني للمسرحية بعد أن تحصل على ترخيص لها. وقالت لـ«الشرق الأوسط»، لقد تقدمنا إلى الأمن العام بطلب للحصول على ترخيص لعرضها. وعندما يتم الموضوع، وهذا قد يحتاج إلى وقت، سنقدّمها من جديد.
تحرص سيدة المسرح اللبناني نضال الأشقر على أن تبقى بيروت مدينة تنبض بالحياة. فهي من خلال خشبة «مسرح المدينة» التي أسستها في عام 1994، تكثف إقامة برامج ثقافية وفنية تستقطب أهل العاصمة، لا سيما الشباب منهم. وتقول لـ«الشرق الأوسط»، «إنّهم في حاجة إلى مساحة للتعبير عن آرائهم وهواجسهم. ولذلك؛ لا أتردد في تنظيم نشاطات مختلفة في هذا المجال».
في الأول من أكتوبر الحالي انطلقت النسخة التاسعة من مهرجان «مشكال» لينتهي اليوم في الخامس منه. وهو عبارة عن ورش عمل جماعية تتناول الفنون على أنواعها. وهذه السنة حملت دورته اسم أسامة العارف. «إنّه صديق وكاتب ومسرحي كان يدعمني دائماً ويساندني في عملي المسرحي. فهو ابن بيروت ومحام ناجح، ولكنه هرب من عالم مهنته تلك إلى أجواء الخشبة. هربه من المجتمع اللبناني الصعب والمتطلب، قابله تحصنه في عالم الإبداع والفن والحرية. العنوان العريض لورشات العمل التي نقيمها في (مشكال) هو «المعالجة بالمسرح). وأطلقنا عليها اسم أسامة العارف؛ لأنّه وجد في المسرح علاجاً له، فارتأينا تكريمه من خلال هذه الدورة».
وتضمن «مشكال» نشاطات فنية تدور حول الموسيقى والرقص والغناء والمسرح. وشارك فيه إضافة إلى زينة دكاش التي تتقن العلاج النفسي بالدراما زميلها البريطاني الفرنسي الأصل أرثر ليسترانج. «إنّه مسرحي عريق متخصص بمسرح شكسبير، وشارك معنا من خلال ورشة عمل غنية. فهو عرفنا إلى تقنيته بالعلاج الدرامي من خلال الضحك واللعب والارتجال والغناء والموسيقى والرقص».
تعتبر نضال الأشقر، أنّ اللبنانيين اليوم، في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى مساحة حرة تخرجهم من حزنهم ومشكلاتهم. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»، «العلاج بالدراما تقنية مشهورة ومزدهرة في العالم. وهي تشمل عناصر مختلفة تطال الصوت والغناء والاسترخاء والسيطرة على الجسم والنفس، ليتم معالجة الإنسان». ومن النشاطات التي تضمنها «مشكال» ورشة عمل شاركت فيها نضال الأشقر إلى جانب منى كنيعو وخالد العبد الله. وتوضح الأشقر «في هذه الورشة استعنا بمقاطع من مسرحية (إضراب الحرامية) من تأليف الراحل أسامة العارف. وتدرّب المشاركون فيها على الارتجال حول مشاهد وأغنيات مقتطعة منها. لقد فكرت في الاستعانة بعدد من الممثلين الشباب للقيام بهذه الورشة، ولكني اكتشفت أن غالبيتهم هاجروا البلاد مع الأسف».
أمّا الراقص ألكسندر بوليكيفيتش، فاستمتع الحضور بمشاهدة لوحاته الراقصة واختبروا معه علاقة الروح بالجسد وطرق تفكيكها وتحريرها. ومن ناحية أخرى، جرى تقديم مسرحية «تنفيسة» في موعدها الأول في الأول من الحالي في حين توقف عرضها الثاني في اليوم التالي بقرار من قبل قوى الأمن العام.
وجاء هذا التوقيف على خلفية عدم حصولها على ترخيص مسبق لعرضها؛ مما دفع بالممثلين إلى استكمال مقاطع منها في الشارع، مما أثار ردود فعل واعتراضات على المنع. وأشارت الأشقر إلى أنّ العمل ليس عرضاً مسرحياً؛ ولذا لم تقم بأخذ رخصة له من «الأمن العام». وتابعت «إنها خلاصة محترفات أقامها المخرج عوض عوض سابقاً مع الشباب، وفي مضمونها صدى لما ردّده الغاضبون في الشارع من هتافات وأناشيد خلال الثورة والاحتجاجات المستمرة في البلاد، لا سيما من فئة الشباب التي وصلت حدّ اليأس بفعل تقويض الأحلام والانهيارات والحال المزرية في كل مجال».
وتؤكد نضال الأشقر في سياق حديثها، أن شبابنا يتمتعون بمواهب كبيرة وكثيرة. «إنّنا نفتح لهم أبواب مسرحنا كي يأتوا ويعبروا عما يخطر على بالهم. فهذا المكان هو عام، يستقبل أي شخص، وأشعر أنّنا في حاجة إلى الالتقاء ببعضنا. فلقد مللنا من الجلوس وحدنا منعزلين ومنفردين أمام جهاز الكومبيوتر. العام الماضي غابت نسخة (مشكال)؛ لأني رفضت إقامته في ظل الحجر المنزلي عبر تطبيق (زوم)».
وعما إذا ما كانت النشاطات التي تقوم بها تقابَل بالتفاعل المطلوب، ترد «هناك تفاعل ملحوظ نلمسه من قبل الناس، وإلا لما كنا نقوم بهذه النشاطات. كثيرون منهم يتوقفون ليشكرونا على ما ننظمه. فالجميع في حاجة إلى الخروج من عزلة فرضت علينا ومن أزمات أتحفتنا بها دولتنا. لم يبق عندنا سوى الثقافة كي تلوّن حياتنا. فهي وحدها التي تأخذنا في رحلات لغوية وإبداعية وتزودنا بالمعرفة».
«مسرح المدينة» الذي استضاف «مشكال» لخمسة أيام متتالية، يقع في شارع الحمراء البيروتي العريق. فهو شارع حصد شهرة واسعة، وكانت مقاهيه ومسارحه مقصداً للمثقفين والفنانين وأهل الإعلام. وتعلق أشقر «هذا الشارع يعني لنا الكثير. وهو بمثابة الشعاع الذي يلقي بضوئه على مدينتنا. وهنا لا بد من التذكير بأن منى حلاق صاحبة مبادرة (حسن الجوار) في الجامعة الأميركية، تنظم في 9 أكتوبر الحالي يوم تنظيف عاماً لهذا الشارع؛ كي يستعيد رونقه بعد فترة شلل طويلة. فلقد لاحظنا نوعاً من الاستهتار يمارسه سكان الشارع تجاهه، فما عادوا يحاولون حتى الحفاظ على نظافته».
وتشير نضال الأشقر إلى أنّ نشاطات «مسرح المدينة» مستمر حتى بعد «مشكال»؛ إذ يستضيف أعمالاً مسرحية وموسيقية وغنائية مختلفة. وتختم «لقد بدأنا أيضا للتحضير لشهر رمضان الكريم. سيتلون مسرحنا بأعمال عدة تحت عنوان (رمضانيات). ونقوم باتصالاتنا مع فنانين من سوريا وبغداد وحلب وتركيا؛ كي نتعاون معهم في مناسبة هذا الشهر. إننا في (مسرح المدينة) نستمد من الضعف قوة بمساعدة الأصدقاء الذين لا يتوانون عن تشجيعنا ومساندتنا في غياب تام للدولة اللبنانية».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».