معرض الرياض الدولي للكتاب ينعش قطاع النشر بعد «أزمة كورونا»

حضور لافت في حدث ثقافي استثنائي

حضور من كل الأجيال داخل معرض الكتاب (تصوير: بشير صالح)
حضور من كل الأجيال داخل معرض الكتاب (تصوير: بشير صالح)
TT

معرض الرياض الدولي للكتاب ينعش قطاع النشر بعد «أزمة كورونا»

حضور من كل الأجيال داخل معرض الكتاب (تصوير: بشير صالح)
حضور من كل الأجيال داخل معرض الكتاب (تصوير: بشير صالح)

كان ازدحام الأروقة خلال الأيام الأولى لمعرض الرياض الدولي للكتاب، لافتاً وباعثاً للأمل عن حجم الإقبال على الكتاب الذي تأثر لقرابة عامين، منذ حلت جائحة «كورونا» بتأثيرها على قطاعات مختلفة، وكان النشر واحداً من أكثرها تضرراً وتعثراً، اضطر بعض مؤسساته إلى تسريح موظفيها والتوقف عن طباعة إصدارات جديدة، لأنه يستنزف الميزانيات الشحيحة، من دون مردود يغطي تكاليفها، فضلاً عن أن يحقق ربحاً يعود بالنفع لأحد.
وقد تجاوز عدد زوار المعرض خلال أول يومين من انطلاقه الستين ألف زائر، في أكبر نسخة تنظمها السعودية خلال أربعة عقود هي عمر المناسبة السنوية، واتسع فيها صدر المعرض في نسخته الجديدة لكل العناوين وانفتح على كل الثقافات.
سعد إبراهيم، مدير التسويق بإحدى الدور المصرية، قال في حديث مع «الشرق الأوسط»، إن الأزمة كانت صعبة وغير مسبوقة، لأن المعارض هي شريان هذا القطاع. ومعرض الرياض الذي يشكل قلادة عقد المعارض العربية، باستئنافه مجدداً، سيكون باعثاً على أمل عودة الأمور إلى سابق عهدها، وانتعاش السوق من جديد.
ملمحاً إلى فاعلية وجودة الإجراءات المتبعة، ودرجة التنظيم العالية في ظل هذه الظروف، الذي سيشكل نجاحها إنموذجاً يمكن اتباعه والسير على منواله، حتى يخرج القطاع والعالم أجمع من هذه المرحلة الحرجة.
أجنحة ومرافق المعرض التي توزعت على مساحة تتجاوز 36 ألف متر مربع، ويُعد أكبر معرض للكتاب في تاريخ السعودية، بمشاركة أكثر من 1000 دار نشر تنتمي لـ30 دولة من مختلف قارات العالم.
صُمم المعرض لتستوعب أروقته خمسة عشر ألف زائر في وقت واحد، في رهان على توق الجماهير لاستعادة علاقتهم مع الكتاب، وهو النسخة الأولى التي تقام بإشراف وزارة الثقافة وتنظيم هيئة الأدب والنشر والترجمة، المشغولة بالهم الثقافي والمنفتحة على التجارب وتحديات السوق، وتصمم خطواتها من واقع شعورها بكل ما يتعلق بمجال اهتمامها وتحدياته العالمية التي ينعكس تأثيرها على الجميع.
معرض الرياض الدولي للكتاب صبغ ببنية جديدة متصلة بالأبعاد التطويرية والعالمية التي تتخذها السعودية في خطواتها مؤخراً، وتشمل كل القطاعات، ويأتي تنظيم مؤتمر الناشرين 2021، لأول مرة، كانعكاس لهذا المبدأ في تعظيم القيمة الإقليمية والدولية للفعاليات داخل السعودية.
وتنظم الهيئة على هامش المعرض مؤتمر الناشرين الدولي، وذلك في يومي الرابع والخامس من أكتوبر (تشرين الأول)، وهو أول مؤتمر من نوعه في السعودية، ويسعى إلى إعادة صياغة مستقبل صناعة النشر عربياً، ويضم ورش عمل يقدمها كبار الناشرين في العالم، وقيادات صناعة الكتاب، وسط مشاركة فاعلة من اتحادات النشر العالمية، ويُعد بمثابة نقطة الانطلاق نحو تطوير وتعزيز قطاع النشر على المستويين المحلي والإقليمي؛ لما يقدمه من فرصة مثالية لبناء وتعزيز العلاقات بين الناشرين على مختلف الصُعد المحلية والعربية والدولية، متضمناً جلسات حوارية ستتناول عملية نقل الحقوق والترجمة وفرصها.


مقالات ذات صلة

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

كتب الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

في كتاب «حياتي كما عشتها» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يروي الفنان المصري محمود ياسين قبل رحيله طرفاً من مذكراته وتجربته في الفن والحياة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب «عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
كتب «البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

«البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

في كتابه الأحدث «البؤس الأنثوي... دور الجنس في الهيمنة على المرأة»، يشير الباحث فالح مهدي إلى أن بغيته الأساسية في مباحث الكتاب لم تكن الدفاع المباشر عن المرأة

محمد خضير سلطان
خاص الكاتب الغزي محمود عساف الذي اضطر إلى بيع مكتبته لأحد الأفران (حسابه على «فيسبوك»)

خاص غزة تحرق الكتب للخبز والدفء

يعاني سكان قطاع غزة، خصوصاً في شماله، من انعدام تام لغاز الطهي، الذي يُسمح لكميات محدودة منه فقط بدخول مناطق جنوب القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
ثقافة وفنون الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

كرّمت «جائزةُ الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» في قطر الفائزين بدورتها العاشرة خلال حفل كبير حضره الشيخ ثاني بن حمد وشخصيات بارزة ودبلوماسية وعلمية.

ميرزا الخويلدي (الدوحة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.