القنابل اليدوية... سلاح جديد لـ«حل الخلافات العائلية» في سوريا

TT
20

القنابل اليدوية... سلاح جديد لـ«حل الخلافات العائلية» في سوريا

بما يعكس تصاعد الانفلات الأمني وتزايد معدلات الجريمة في مناطق الحكومة السورية، تخطت أساليب ارتكاب جرائم القتل، استخدام رصاص الأسلحة الفردية أو أدوات حادة، ووصلت إلى تفجير قنابل يدوية بالآخرين بسبب خلافات عائلية، وسط عجز حكومي عن إنهاء ظاهرة انتشار السلاح.
وكان لافتاً خلال الأسبوع الجاري وأواخر الماضي، إعلان وزارة الداخلية التابعة للحكومة عن حصول ثلاث جرائم استُخدمت فيها قنابل وقُتل وأُصيب فيها عدة أشخاص.
الجريمة الأولى، وقعت الثلاثاء الماضي بتفجير رجل لقنبلة أمام منزل والد زوجته إثر خلاف بينه وبين زوجته ووالدتها في حي «نهر عيشة» جنوب دمشق، ما أدى إلى وفاة زوجته وإصابة شقيقتها ووالدتها وسبعة أشخاص كانوا في المنطقة. والثانية، حصلت الأحد الماضي في مدينة حلب شمال سوريا عندما أقدم مطلوب بجرم السلب بالعنف والسرقة على إشهار قـنبلة على دورية شرطية كانت تتابعه وقيامه بنزع مسـمار الأمـان منها لمنعـهم من إلقاء القبض عليه، لكنّ الدورية تمكنت من السيطرة عليه وسحب القنبلة من يده والقبض عليه مع الشخصين اللذين كانا معه.
‏كما قام شخص في 23 الشهر الماضي، بإشهار قنبلة على محام أمام القصر العدلي في مدينة طرطوس الساحلية، ومن ثم تفجيرها، ما أدى إلى مقتل المحامي وإصابة ملقي القنبلة، وشقيق المحامي وثلاثة ضباط شرطة وثلاثة عناصر، وشخصين مدنيين كانا موجودين بالمكان، على حين تحدث «المركز الإذاعي والتلفزيوني» في طرطوس التابع للحكومة عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 13 آخرين، نتيجة خلاف عائلي، فيما ذكر ضابط شرطة في تقرير مصوّر أن هناك خلافاً عائلياً بين مفجر القنبلة وزوجته ووصلا إلى الطلاق، وأن المحامي هو شقيق الزوجة التي يوجد دعاوى قضائية بينها وبين زوجها.
وضجت وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بتلك الجرائم، وعلق أحد الناشطين في صفحته على موقع «فيسبوك» على الجريمة الأولى بعبارة «صارت موضة»، في إشارة إلى توالي جرائم القتل باستخدام القنابل، فيما علق آخر: «ممنوع ندخل مؤسسة بشورت. بس عادي نحمل قنابل».
وأضاف ثالث: «عندما يكون السلاح متوفراً أكثر من الخبز هذه هي النتيجة»، بينما كتب ناشط آخر: «ربما نشهد استخدام الصواريخ بحل الخلافات».
وجاءت سوريا في المرتبة الأولى عربياً، والتاسعة عالمياً، في قائمة الدول العربية بارتفاع معدل الجريمة لعام 2021، حسبما ذكر موقع متخصص بمؤشرات الجريمة حول العالم في بداية فبراير (شباط) الماضي. واحتلت دمشق المرتبة الثانية بارتفاع معدل الجريمة في الدول الآسيوية. وحسب الموقع، تعد سوريا من الدول التي يسجل فيها مؤشر الجريمة مستوى عالياً، إذ سجلت 68.09 نقطة من أصل 120 نقطة، في حين انخفض مؤشر الأمان إلى 31.91%.
وذكر رئيس الطبابة الشرعية في مناطق سيطرة الحكومة، زاهر حجو، لإذاعة محلية، في منتصف يونيو (حزيران) الماضي، أن أكثر من 50 حالة وفاة سببها الجرائم سُجلت في سوريا خلال 35 يوماً، بدءاً من أول يونيو حتى 5 يوليو (تموز) الماضي. ووصف شهر يوليو الماضي بـ«الأكثر دموية من حيث عدد الجرائم المسجلة».
وبعدما يذكر خبير اجتماعي، لـ«الشرق الأوسط»، أن جرائم القتل عادةً ما تحصل بإطلاق الرصاص أو باستخدام أدوات حادة أو الخنق والتسميم، يصف استخدام القنابل في ارتكابها، بأنه «تطور لافت لأساليب تنفيذ الجرائم، وهو أمر خطير يشير إلى انفلات عقال من يمتلكون السلاح واستهتارهم أكثر بأرواح الناس، في ظل عجز الحكومة عن إنهاء ظاهرة انتشار السلاح».



وزير الإعلام السوري: أحداث ريف دمشق تعكس توترات المرحلة الانتقالية

تصاعد أعمدة الدخان في صحنايا قرب دمشق (أ. ب)
تصاعد أعمدة الدخان في صحنايا قرب دمشق (أ. ب)
TT
20

وزير الإعلام السوري: أحداث ريف دمشق تعكس توترات المرحلة الانتقالية

تصاعد أعمدة الدخان في صحنايا قرب دمشق (أ. ب)
تصاعد أعمدة الدخان في صحنايا قرب دمشق (أ. ب)

أكد وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى اليوم الأربعاء، أن خطاب الدولة لا يميز بين أكثرية أو أقلية بل يقوم على المواطنة، وذلك بعد أحداث عنف طائفية دموية في ريف دمشق.

ولقي العشرات حتفهم في جرمانا وصحنايا بريف دمشق يومي الثلاثاء والأربعاء إثر مواجهات بين مسلحين مسلمين ودروز بعد انتشار مقطع صوتي يتضمن إساءة للنبي محمد.

وقال وزير الإعلام في مقابلة مع «تلفزيون سوريا»، إن أجهزة الدولة السورية سعت إلى حماية السكان داخل جرمانا وخارجها من أي اعتداء، مؤكدا أن العنف في المدينة طال أيضا أفراداً من إدارة الأمن العام.
وأضاف المصطفى أن أحداث العنف التي شهدها ريف دمشق «تعكس توترات المرحلة الانتقالية». وأكد أن قوات الجيش والأمن العام سيطرت على منطقة أشرفية صحنايا بعد أحداث العنف التي تسببت في مقتل 16 على الأقل، بحسب وسائل إعلام سورية.

إلى ذلك، قتل شخصان جراء غارة شنّتها إسرائيل على منطقة صحنايا قرب دمشق أثناء اشتباكات بين مسلحين مرتبطين بالسلطات وآخرين من الدروز في بلدة صحنايا، بحسب ما أفاد مسؤول محلي اليوم الأربعاء.

ووفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، قال محافظ ريف دمشق عامر الشيخ خلال مؤتمر صحافي «قام طيران الاحتلال الإسرائيلي خلال هذه العملية... باستهداف إحدى دوريات الأمن مما أدى لمقتل أحد عناصر الدورية وأحد أهالي بلدة أشرفية صحنايا» وجرح آخرين.

وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) في وقت سابق اليوم، نقلا عن مدير الأمن في ريف دمشق بانتهاء العملية الأمنية في منطقة أشرفية صحنايا بعد أحداث عنف أسفرت عن سقوط قتلى.

ونقل «تلفزيون سوريا» عن مصدر عسكري قوله إن قوات الجيش السوري والأمن العام تسيطر على كامل منطقة أشرفية صحنايا في ريف دمشق، مضيفاً أن قوات الأمن العام اعتقلت عددا من «المسلحين الخارجين عن القانون» في صحنايا لتقديمهم إلى المحاكمة.

وذكرت وسائل إعلام سورية أنه جرى التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في جرمانا وصحنايا «وتحديد خطوات عملية لتحقيق التهدئة في المنطقتين».

وفي وقت سابق وصل وفد من مشايخ محافظة السويداء وزعماء من الطائفة الدرزية إلى صحنايا في محاولة لاحتواء التوتر.

واندلعت أعمال عنف طائفية في منطقة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية بالقرب من دمشق أمس الثلاثاء بين مسلحين دروز ومسلمين سنة أسفرت عن مقتل 12، بحسب وسائل إعلام سورية.

وامتد العنف إلى صحنايا ذات الأغلبية الدرزية أيضا، وذكرت وسائل إعلام سورية أن 16 لقوا حتفهم اليوم الأربعاء بعد هجوم مسلح استهدف مقرا للأمن العام. وأفاد «تلفزيون سوريا» في وقت لاحق بمقتل اثنين من أفراد الأمن العام برصاص «مجموعات خارجة عن القانون» قرب طريق سريع يربط بين السويداء ودرعا في جنوب البلاد.

وقالت وزارة الداخلية السورية إن العنف اندلع بعد تداول تسجيل صوتي يتضمن إساءة للنبي محمد، مشيراً إلى أنها تحقق في مصدره.

وأكدت سوريا التزامها بحماية الأقليات، بما في ذلك الطائفة الدرزية.

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان إنها ترفض بشكل قاطع جميع أشكال التدخل الخارجي «وتعتبر الدعوات التي أطلقتها جماعات خارجة عن القانون، شاركت في أعمال عنف على الأراضي السورية، للمطالبة بما يسمى 'حماية دولية'، دعوات غير شرعية ومرفوضة بشكل كامل».

وأضافت «تؤكد الجمهورية السورية التزامها الراسخ بحماية جميع مكونات الشعب السوري دون استثناء، بما في ذلك أبناء الطائفة الدرزية، التي كانت ولا زالت جزءا أصيلا من النسيج الوطني السوري».

عاجل بلومبرغ: الولايات المتحدة وأوكرانيا توقعان اتفاقية الموارد الطبيعية