علماء يؤكدون إمكان تخطي عمر الإنسان 130 عاماً... نظرياً

المعمر الإندونيسي سوديميدغو (إ.ب.أ)
المعمر الإندونيسي سوديميدغو (إ.ب.أ)
TT

علماء يؤكدون إمكان تخطي عمر الإنسان 130 عاماً... نظرياً

المعمر الإندونيسي سوديميدغو (إ.ب.أ)
المعمر الإندونيسي سوديميدغو (إ.ب.أ)

يمكن للإنسان أن يعيش حتى سن 130 عاماً أو أكثر، رغم أن هذا الاحتمال يبقى ضئيلاً، وفق دراسة نُشرت بشأن هذا الموضوع أمس (الأربعاء).
ولا يزال أمد الحياة الأقصى للإنسان موضوعاً جدلياً، إذ تحدده دراسات بأنه قد يصل إلى 150 عاماً، فيما يرفض آخرون فكرة وجود حدود علمية لعمر الإنسان، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وتقدم الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة «رويال سوسايتي أوبن ساينس»، مساهمتها في هذا الجدل مع تحليل بيانات جديدة عن المعمّرين الذين تخطوا عتبة 110 سنوات، وأولئك الذين ناهزوا هذه السن وبلغوا أو تخطوا عامهم الخامس بعد المائة.
وفيما يزداد خطر الوفاة طبيعياً مع التقدم في السن، خلص التحليل الذي قدّمه الباحثون إلى أنه يصطدم بعدها بسقف للأشخاص في سن متقدمة للغاية، إذ يصبح احتمال الموت 50 في المائة.
وأوضح أستاذ علم الإحصاء في مدرسة البوليتكنيك الفيدرالية في لوزان أنتوني ديفيسون الذي وقّع على الدراسة: «بعد سن 110 سنوات، يمكن تشبيه احتمال العيش سنة إضافية بالقرعة بالعملة المعدنية».
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «إذا ما وقعت العملة المعدنية على جهة الوجه، فإنكم ستحتفلون بعام إضافي، أما في حال العكس فستموتون خلال العام».
وبالاستناد إلى البيانات المتوافرة، يبدو محتملاً أن يبلغ الإنسان سن 130 عاماً، لكن من خلال عملية استقراء يمكن استنتاج «ألا حدود لأمد حياة البشر»، وفق الدراسة.
وتتوافق هذه الخلاصات مع تحليلات إحصائية مشابهة أجريت بالاستناد إلى بيانات تتعلق بأشخاص طاعنين للغاية في السن. غير أن الدراسة «تعززها وتوضحها» بفضل بيانات جديدة، وفق ديفيسون.
ودرس فريقه معلومات جديدة في قاعدة البيانات الدولية بشأن أمد الحياة تتعلق بأكثر من 1100 شخص بلغوا سن العاشرة بعد المائة أو أكثر في 13 بلداً.
كما استخدم الباحثون بيانات من إيطاليا تتعلق بالأشخاص في سن الخامسة بعد المائة على الأقل بين يناير (كانون الثاني) 2009 وديسمبر (كانون الأول) 2015.
ودافع ديفيسون عن الطريقة المستخدمة في دراسته التي لجأت إلى استقراء بيانات قائمة، من دون الاعتماد على معايير طبية. ولفت إلى أن «أي دراسة عن الطاعنين للغاية في السن، سواء كانت إحصائية أم طبية، تستخدم أسلوب الاستقراء».
وقال ديفيسون: «تمكننا أن نثبت أنه في حال كان هناك أي حدود (لأمد الحياة) دون عتبة 130 عاماً، كنا لنجدها من خلال استخدام البيانات المتوفرة».
لكن حتى في حال عدم وجود حدود علمية، فإن احتمال بلوغ سن 130 عاماً أو تخطيها يبقى ضئيلاً للغاية. وبحسب الحسابات، فإن فرص بلوغ إنسان في سن العاشرة بعد المائة عمر 130 عاماً لا تتجاوز «واحدا بالمليون»، وهي فرضية «ليست مستحيلة لكنها مستبعدة للغاية»، بحسب ديفيسون.
لكنّه أشار إلى أن «غياب أي مواضع تقدم كبرى على الصعيدين الطبي والاجتماعي يعني أن احتمال بلوغ سن متقدمة لهذه الدرجة ضئيل للغاية».
وحتى اليوم، تبقى أكبر معمّرة رسمياً في تاريخ البشرية هي الفرنسية جان كالمان التي توفيت سنة 1997 عن 122 عاماً. لكنّ هذا العمر أثار تشكيك البعض قبل أن يؤكده خبراء كثر سنة 2019.
ولا يزال الطريق طويلاً أمام الطامحين لتسجيل هذا اللقب، إذ إن أكبر إنسان على قيد الحياة حالياً بحسب السجلات الرسمية في العالم هي اليابانية كاني تاناكا البالغة 118 عاماً.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.