«كورونا المضيء»... تعديل بحثي لمراقبة انتشار الفيروس

علماء أدخلوا «بروتيناً» لا يغير من التركيبة الأصلية

مشاهدة انتشار فيروس {كورونا المستجد} (الفريق البحثي)
مشاهدة انتشار فيروس {كورونا المستجد} (الفريق البحثي)
TT

«كورونا المضيء»... تعديل بحثي لمراقبة انتشار الفيروس

مشاهدة انتشار فيروس {كورونا المستجد} (الفريق البحثي)
مشاهدة انتشار فيروس {كورونا المستجد} (الفريق البحثي)

نجح باحثون في معهد تكساس للأبحاث الطبية الحيوية بأميركا، في تعديل نسخة من كورونا المستجد، الفيروس المسبب لمرض «كوفيد – 19»، ليتوهج بنجاح بشكل مشرق في الخلايا والأنسجة الحيوانية، ما يوفر طريقة لتتبع انتشار العدوى الفيروسية وشدتها. ومن المقرر الإعلان عن هذا الإنجاز في 12 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بدورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS).
يقول عالم الفيروسات لويس مارتينيز سوبريدو، الأستاذ بجامعة تكساس وكبير مؤلفي الورقة البحثية في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة (الاثنين): «يمكننا الآن تتبع مسار الفيروس في النماذج الحيوانية، والقدرة على رؤية كيفية تقدم الفيروس، وأي الأعضاء وأنواع الخلايا التي يستهدفها على وجه التحديد، ستكون مساعدة كبيرة لفهم الفيروس وتحسين الأدوية واللقاحات المضادة للفيروسات».
وبالإضافة إلى تتبع الفيروس، بدأ سوبريدو ومعاونوه بالفعل في استخدام الفيروس المعدل، الذي يطلق عليه «الفيروس المراسل»، لفحص مدى نجاح تحييد الأجسام المضادة ضد المتغيرات المختلفة المثيرة للقلق.
ولصنع الفيروس المراسل، قام سوبريدو وفريقه بدمج العديد من أدوات البيولوجيا الجزيئية المتقدمة لإضافة التسلسل الجيني لبروتينات الفلورية أو الحيوية إلى الشفرة الجينية للفيروس، ونظراً لأن رمز الفيروس يتم نسخه، كذلك يتم أيضاً نسخ البروتينات المتوهجة.
وفي دراسة سابقة، استبدل الفريق أحد جينات الفيروس بجين البروتينات المتوهجة، لكن هذا أدى إلى إشارة خافتة للغاية، لم يتم التعبير عن الجين بما يكفي ليتم اكتشافه بسهولة في الحيوانات. ولزيادة السطوع، كان على الباحثين معرفة كيفية جعل الفيروس ينتج كميات أكبر من البروتينات المسؤولة.
والحل الذي توصلوا إليه، هو أنهم قاموا بإدخال الجين المراسل بجوار جين مختلف في الفيروس، وعلى وجه التحديد، قاموا بالترميز الجيني لبروتين «نوكليوكابسيد». يقول عالم الأحياء الجزيئية تشنغجين يي، وهو عضو في مختبر مارتينيز سوبريدو: «إنه البروتين الأكثر وضوحاً في الفيروس، وهذه المرة، كانت الإشارة ساطعة للغاية، لقد أعمتني الإضاءة تقريباً عندما نظرت من خلال المجهر».
وتعمل بروتينات الإضاءة بالفيروس المراسل في الخلايا ونماذج الحيوانات الحية، جنباً إلى جنب مع أنظمة التصوير التي تكتشف الأطوال الموجية للضوء المنبعث من البروتينات، وتوفر القدرة على مراقبة الحمل الفيروسي والموقع بصرياً، مع العديد من المزايا مقارنة بالطرق الأخرى، فهي أبسط وأسرع بكثير، ما يوفر الوقت والمواد.
يقول يي: «بدلاً من الحاجة إلى فريق كبير لفحص 2000 مركب لمعرفة ما إذا كانت تعمل ضد الفيروس، يمكن لشخص واحد أن يفعل ذلك مع فيروس مراسل في غضون ساعات قليلة، كما أنه يمكن من تتبع الفيروس في نفس الحيوان طوال مسار العدوى والعلاج، ما يقلل من عدد الحيوانات اللازمة لاكتساب رؤى مماثلة».
وقام الفريق بتكييف فيروسات المراسل للتعبير عن بروتينات ملونة مختلفة مرتبطة بمتغيرات الفيروس المثيرة للقلق، وبشكل حاسم، ومكنهم هذا النهج من اختبار مدى جودة عمل الجسم المضاد المعادل ضد متغيرين في اختبار واحد جيداً، في الوقت نفسه.
يقول كيفن شيم، عضو في مختبر مارتينيز سوبريدو: «هذه ميزة مهمة لتوفير الوقت والموارد، خاصة مع وجود العديد من المواد الأساسية مثل البلاستيك والكواشف في مثل هذا الطلب المرتفع والعرض المحدود بسبب الوباء، ومع ظهور متغيرات جديدة، يمكننا بسهولة تكييف النظام والكشف بسرعة عن مدى فاعلية الأجسام المضادة».
الأهم من ذلك، أظهرت المجموعة البحثية أن فيروسات المراسل تتصرف بنفس سلوك النسخة الأصلية من الفيروس، وهذا لأنهم لم يزيلوا أي جينات فيروسية، ولأنهم صمموا البروتين المراسل لينفصل على الفور عن بروتين «نوكليوكابسيد» الخاص بالفيروس بحيث يعمل بشكل طبيعي.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».