مصر والإمارات تبحثان تعزيز التعاون في «التصنيع العسكري»

ضمن التحضير لمعرض «السلاح» بالقاهرة نهاية نوفمبر

وزير الدولة للإنتاج الحربي المصري مستقبلاً وفد مجلس الإمارات للشركات الدفاعية (وزارة الإنتاج الحربي)
وزير الدولة للإنتاج الحربي المصري مستقبلاً وفد مجلس الإمارات للشركات الدفاعية (وزارة الإنتاج الحربي)
TT

مصر والإمارات تبحثان تعزيز التعاون في «التصنيع العسكري»

وزير الدولة للإنتاج الحربي المصري مستقبلاً وفد مجلس الإمارات للشركات الدفاعية (وزارة الإنتاج الحربي)
وزير الدولة للإنتاج الحربي المصري مستقبلاً وفد مجلس الإمارات للشركات الدفاعية (وزارة الإنتاج الحربي)

ناقش وفد إماراتي في القاهرة، أمس، سبل تعزيز التعاون المشترك بين الإنتاج الحربي المصري ومجلس الإمارات للشركات الدفاعية، وفتح آفاق جديدة في كثير من مجالات التصنيع المختلفة على الصعيدين العسكري والمدني. وقال وزير الدولة للإنتاج الحربي المصري، محمد أحمد مرسي، الذي استقبل الوفد الإماراتي، برئاسة أنس ناصر سعيد العتيبة المدير العام لمجلس الإمارات للشركات الدفاعية، إن اللقاء استهدف «بحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين الإنتاج الحربي ومجلس الإمارات للشركات الدفاعية، في ظل وجود تفاهم متبادل بشأن ضرورة دفع العلاقات الثنائية إلى الأمام في مختلف المجالات». وأكد الوزير مرسي أن سياسة العمل بوزارة الإنتاج الحربي هي الانفتاح على التعاون مع كل الشركات العاملة بمختلف المجالات من أجل تبادل الخبرات وتوطين تكنولوجيات التصنيع الحديثة داخل الشركات والوحدات التابعة، مضيفاً أن كلا الجانبين يمتلك إمكانات تصنيعية وتكنولوجية وفنية وبحثية وبشرية وبنية تحتية على أعلى مستوى، وهو ما يمثل مقومات يمكن الاستفادة منها في تعزيز أوجه التعاون المستقبلية بين الطرفين، خصوصاً في مجال الصناعات الدفاعية.
ونقل بيان للوزارة المصرية، عن العتيبة، تأكيده أن علاقات التعاون بين مصر والإمارات راسخة وممتدة تاريخياً بما يعزز من أهمية التعاون بين شركات الإنتاج الحربي والشركات الإماراتية في مختلف مجالات التصنيع، مشيداً بالتطور الكبير والنوعي الذي شهدته العلاقة بين البلدين خلال السنوات الماضية في عدة قطاعات رئيسية، لا سيما في المجالين الاقتصادي والتجاري الذي نتج عنه زيادات سريعة في معدل النمو التجاري بسبب ارتفاع حجم الاستثمارات الإماراتية الذي استهدف مختلف القطاعات المصرية، معرباً عن اهتمام المجلس بتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع مختلف الجهات والشركات المصرية وفي مقدمتها شركات الإنتاج الحربي.
وأوضح العتيبة أن اهتمام الجانب الإماراتي بالتعاون مع «الإنتاج الحربي» يأتي بهدف تبادل الخبرات والرؤى في ظل الإمكانات المتوفرة لدى الجانبين، مشيداً بدور وزارة الإنتاج الحربي والجهات التابعة لها في دعم خطة الدولة المصرية في التنمية المستدامة والتطوير من خلال المشاركة في تنفيذ المشروعات القومية والتنموية المختلفة بالاستفادة من فائض الطاقات الإنتاجية بها.
وأكد ترحيب شركات الصناعات الدفاعية بالإمارات بالمشاركة في معرض السلاح «EDEX 2021» المقرر إقامته في مصر خلال الفترة من 29 نوفمبر (تشرين الثاني) وحتى الثاني من ديسمبر (كانون الأول) 2021.
ووفق المستشار الإعلامي لوزير الدولة للإنتاج الحربي محمد عيد بكر، فإن الجانبين اتفقا في نهاية اللقاء على أهمية تبادل زيارات الوفود الفنية للتعرف بشكل أكثر عمقاً على إمكانات الجهتين على أرض الواقع والوقوف على نقاط التعاون المقترحة والعمل على تعزيزها.
في السياق ذاته، استقبل مساعد رئيس الهيئة العربية للتصنيع المصرية اللواء توحيد توفيق، وفداً عسكرياً كينياً، في سياق حرص مصر على دعم العلاقات مع أشقائها بدول حوض النيل.
ناقش اللقاء تعزيز آليات التعاون والاستفادة من الإمكانات المتطورة بالعربية للتصنيع لتلبية احتياجات المشروعات التنموية والصناعات الدفاعية والأمنية في كينيا؛ بالإضافة إلى بحث تشكيل لجنة فنية مشتركة لدراسة الإمكانات المتاحة؛ وتحديد أوجه التعاون المقترحة بين الجانبين في مختلف مجالات التصنيع.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.