السعودية تسارع الخطى نحو تحقيق المناعة المجتمعية ضد «كورونا»

سيدة سعودية تقيس درجة حرارتها عند دخولها أحد المجمعات التجارية في الرياض (رويترز)
سيدة سعودية تقيس درجة حرارتها عند دخولها أحد المجمعات التجارية في الرياض (رويترز)
TT

السعودية تسارع الخطى نحو تحقيق المناعة المجتمعية ضد «كورونا»

سيدة سعودية تقيس درجة حرارتها عند دخولها أحد المجمعات التجارية في الرياض (رويترز)
سيدة سعودية تقيس درجة حرارتها عند دخولها أحد المجمعات التجارية في الرياض (رويترز)

باتت السعودية اليوم أقرب لتحقيق المناعة المجتمعية ضد فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد-19)، في ظل تسارع وتيرة إعطاء اللقاحات في البلاد خلال الفترة الماضية، وارتفاع نسبة متلقي الجرعتين إلى نحو 53 في المائة.
كانت السعودية شهدت خلال الأشهر الماضية عودة الحياة الطبيعية والنشاط الدراسي الحضوري وإقامة المؤتمرات والفعاليات، مع اشتراط التحصين لدخول الأماكن العامة، والالتزام بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي.
وبداية من هذا الأسبوع، ركّزت وزارة الصحة في إحصاءاتها اليومية المتعلقة بمستجدات الفيروس على نسب متلقي جرعتي اللقاح في جميع مناطق السعودية الـ13، حيث تشير إلى أن 11 منطقة منها تجاوز فيها عدد متلقي الجرعتين نصف السكان. وتصدّرت منطقة الباحة القائمة بنسبة 67.6 في المائة، فيما حلّت نجران بالمرتبة الأخيرة بنسبة 49 في المائة.
وبينما تعدّ المناطق ذات الكثافة السكانية العالية نقطة تحدٍ تواجه أهداف تحقيق المناعة المجتمعية، جاءت منطقتا الرياض ومكة المكرمة ذواتا أعلى كثافة سكانية بالسعودية في المرتبتين الثانية والرابعة ضمن القائمة، بنسبتي 66.9 و59 في المائة على التوالي.
ويمثل إكمال أكثر من 13 مليون شخص في المملكة التطعيم بجرعتين خطوة للوصول إلى تحقيق المناعة المجتمعية، والتي تتحقق عندما تتكون مناعة ضد المرض لدى نسبة كبيرة من المجتمع، مما يجعل انتقاله من شخص لآخر غير مرجح. ونتيجة لذلك، يُصبح المجتمع بأكمله محمياً وليس فقط أولئك الذين لديهم مناعة.
يأتي ذلك بعد سماح وزارة الصحة بتلقي نوعين مختلفين من اللقاح، حيث توفر السعودية للمواطنين والمقيمين 3 أنواع من اللقاحات؛ هي: «فايزر» و«أسترازينيكا» و«موديرنا»، ويمكن أخذ كل جرعة من نوع مختلف، حيث لا ضرر في ذلك، بحسب تأكيد الوزارة.
وتتبع «الصحة السعودية» أسلوباً تشويقياً مبتكراً في نشر التوعية الصحية منذ بدء الوباء؛ من ذلك حملة أطلقتها مؤخراً تتناسب مع الوضع الراهن بعنوان «كملها» وتهدف للتحفيز على أخذ الجرعة الثانية، وتشير إلى أن أنصاف الأشياء قصص غير مكتملة، وأن نصف المناعة مواجهة غير متكافئة. ويلعب الوتر العاطفي دوراً مهماً في الوصول إلى جميع شرائح المجتمع بالكفاءة نفسها.
ومع معدلات الإصابة المنخفضة التي تشهدها السعودية حالياً، سيقام معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يضم برامج وأنشطة ثقافية وفنية بحضور جماهيري، وسيشهد «موسم الرياض الترفيهي» ابتداءً من 20 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، حفلات وفعاليات ترفيهية متنوعة تستمر لأشهر.
وفي ظل استمرار تطبيق الاحترازات الوقائية في جميع الأماكن العامة ومواقع التجمعات، سيجري التحقق من حالة المحصن بجرعتين قبيل الدخول لأي فعالية من خلال تطبيق «توكلنا» الذي حقق نتائج إيجابية ضمن جهود الدولة في مواجهة الوباء.


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
TT

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية، وحاجياتهم الحيوية الملموسة»، متهماً «التصورات المتطرفة» بالمراهنة على تطلعات آيديولوجية تبرر التضحية بطموحات الشعوب في سبيل مشروعات ترى التدمير إنجازاً والتنمية تهمة.

وأشار «اعتدال»، الذي يتّخذ من الرياض مقرّاً له، في تقرير نشر عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، الأربعاء، إلى عدد من الأسباب التي تدفع الفكر المتطرّف إلى مهاجمة الدول المستقرة، لافتاً إلى اعتبارات متطرّفة عدة مقابل ما يقدّمه الاستقرار للتنمية والأمن والمستقبل.

الأزمات «لحظات عابرة»

الدول المستقرّة، وفقاً للتقرير، تعدّ كل أزمة «لحظةً عابرة» ينبغي تجاوزها للعودة إلى مهامها الأساسية القائمة على العناية بجودة الحياة وضمان الأمن، بينما تُعدّ الأزمات «جزءاً من عقيدة التطرف بمختلف مشاربه»، وبيّن أن الاستقرار «محك واقعي لمدى صدق الوعود والعهود التي يطلقها المتطرفون عبر خطابهم الترويجي والاستقطابي»، وللاستدلال على أن «المتطرّفين» لا يملكون أي مشروع حقيقي غير الدعوة إلى التدمير والصراع، أوضح «اعتدال» أن خُلُو العالم من الأزمات، وشيوع الاستقرار بين الدول، «سيحرمهم لا محالة من الوضع المعلق الذي تخلقه الصراعات».

وضمن الأسباب التي تدفع الفكر المتطرف إلى مهاجمة الدول المستقرة، يرى التقرير أن «الاستقرار يُمَتَّنُ حالة الولاء بين المجتمعات وبين الدول»، عادّاً أن ذلك يحول دون «تنامي المشاعر السلبية والانفعالات المريضة والحاقدة بين الناس، مما يُعدّ حرماناً للمتطرفين من مادتهم الأساسية».

ويعتقد يوسف الرميح، وهو مستشار أمني سعودي، أن الفكر المتطرّف «يحاول استهداف الدول المستقرة والدول المضطربة على حدٍّ سواء».

دوافع واختلافات

ويرى الرميح أن «الدول المستقرة ليس لديها هامش للأفكار المضطربة، مما يدفع بالمتطرفين إلى محاولة الاصطياد في الماء العكر واختراق المجتمعات عبر استهداف مواطنين، خصوصاً الشباب، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات العامة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ بهدف خلخلة هذا النظام العام في المجتمع».

يذكر أن «اعتدال» يضطلع بمهام رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف، وحجب منافذه بمختلف أشكالها وتعطيل مصادر تغذيتها. وقد دُشّن من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعدد من قادة الدول خلال في مايو (أيار) عام 2017 بالرياض.