طارق صالح يدعو إلى توحيد المعركة ضد الحوثيين وتحرير صنعاء

TT

طارق صالح يدعو إلى توحيد المعركة ضد الحوثيين وتحرير صنعاء

على وقع اشتداد الهجمات الحوثية باتجاه المناطق اليمنية المحررة في مأرب وشبوة وأبين ولحج، وتصاعد خروق الميليشيا الانقلابية للهدنة الأممية في محافظة الحديدة، دعا العميد طارق صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، إلى توحيد المعركة ضد الحوثيين، وصولاً إلى تحرير العاصمة صنعاء.
تصريحات صالح جاءت خلال خطاب ألقاه أمام دفعة من المجندين الذين من المقرر أن يلتحقوا بالألوية التي يقودها في الساحل الغربي منذ 2018 تحت اسم ألوية «حراس الجمهورية»، ضمن القوات المشتركة التي تضم أيضاً ألوية العمالقة والألوية التهامية. وجدد خلاله دعوته للقوى الوطنية إلى توحيد المعركة، وتوجيه البوصلة إلى صنعاء، والابتعاد عن المعارك الجانبية، وقال: «نحن نخطئ في حق ثورة 26سبتمبر (أيلول) (الثورة ضد الحكم الإمامي في 1962)، وفي حق اليمن، عندما نذهب إلى معارك جانبية صغرى، وهناك عدو متربص بالجميع، يريد أن ينقضَّ على اليمن من أقصاه إلى أقصاه».
وحذر نجل شقيق صالح الذي نجا من قبضة الحوثيين عقب مقتل عمه في ديسمبر (كانون الأول) 2017 من خطر المشروع الحوثي المدعوم من إيران، وقال: «الحوثي لن يترك شبراً في اليمن إلا دمره، ولن يترك جماعة أو قوة أو منطقة أو مدينة، هو لديه مشروع أتى من طهران مدعوم إيرانياً».
وفي الوقت الذي كانت فيه عملية تحرير الحديدة قد توقفت من قبل القوات المشتركة بناء على «اتفاق استوكهولم» أواخر 2018، أشار طارق صالح إلى أن الاتفاق «جاء من أجل أن يخصص ميناء الحديدة وعائداته إلى البنك المركزي لدفع الرواتب، ولكن لم يتم شيء من هذا، ولا تبادل الأسرى»، مذكراً بالاتفاقات التي وقعها الحوثي ولم ينفذها، ابتداء من حروب صعدة ووصولاً إلى «اتفاق السلم والشراكة».
وحذر القائد العسكري الذي كان يتولى الحراسة الخاصة لعمه صالح من الانخداع بالمبادرات التي يعرضها الحوثي بخصوص مأرب. كما ندد بالإعدامات الجماعية الأخيرة التي قامت بها الميليشيات في صنعاء، والتي شملت 9 من أبناء تهامة.
وفي إشارة إلى انسجام قواته مع سلطات الحكومة الشرعية، قال إن الشرعية «تعمل في الساحل الغربي بكل أريحية، حيث تدعم قواته السلطة المحلية، وتدعم مكاتبها وأمنها واستقرارها، وتقدم لها التسهيلات كافة».
وكشف طارق صالح في خطابه عن «دخول أكثر من 300 خبير من خبراء (حزب الله) بعد عام 2011 لتدريب ميليشيا الحوثي على متن سفن عسكرية، بعد استيلائها على السلطة في صنعاء».
وأوضح أن هذه السفن كانت تحمل «صواريخ (إيغلا إس) وصواريخ (الكورنيت)»، مؤكداً أن إيران «استعدت وحشدت للمعركة في اليمن، وجرت المنطقة ودولها إلى حرب»، وفق قوله.
وكان نجل شقيق صالح قد تمكن من بناء قوات مدربة، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، بعد إفلاته من صنعاء، أطلق عليها «قوات المقاومة الوطنية»، وتضم كثيراً من الألوية العسكرية التي شاركت في تحرير مناطق واسعة من الساحل الغربي لليمن، وصولاً إلى محيط مدينة الحديدة.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.