طريقة مبتكرة لتحسين الكشف عن الطفيليات الضارة في الماء

أسرع وأرخص من الحلول التقليدية

TT

طريقة مبتكرة لتحسين الكشف عن الطفيليات الضارة في الماء

حدد مهندسو جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية، طريقة جديدة أبسط لاكتشاف الميكروبات الصغيرة في الماء، والتي تسبب مخاطر صحية كبيرة، وربما الموت.
وأظهر البحث الذي أجرته الدكتورة إيوا غولديس، من كلية الدراسات العليا للهندسة الطبية الحيوية بجامعة نيو ساوث ويلز، وفريقها أن تقنية المقص الجيني (كريسبر) فائقة الحساسية يمكنها تحديد وجود طفيلي «خفية الأبواغ» أو ما يعرف بـ«كريبتوسبوريديوم بارفوم» في العينات في الموقع، وذلك باستخدام معدات بسيطة.
و«خفية الأبواغ» طفيلي مجهري يمكن أن يسبب اضطرابات معدية معوية خطيرة، وهو منتشر بشكل خاص في المواقع التي قد تكون فيها مصادر المياه ملوثة بالحيوانات، سواء البرية أو المنزلية، وغالباً ما تؤدي فترات الجفاف الطويلة التي تعقبها أمطار غزيرة، والتي أصبحت أكثر شيوعاً في أستراليا، إلى زيادة تلوث مجاري المياه بهذا الطفيل. وحتى الآن، يتطلب الكشف عن طفيليات الأبواغ الأكثر شيوعاً استخدام معدات مختبرية باهظة الثمن ومجاهر متخصصة وتدريباً ماهراً لتحديد الميكروب في عينة من الماء. ولكن في الدراسة التي نشرت في 24 أغسطس (آب) بدورية «أبحاث المياه»، تم اقتراح طريقة جديدة أرخص وأسهل في التنفيذ وتتطلب القليل من التدريب الخاص لإدارة النتائج وتحليلها، وذلك لأن النظام ينتج توهجاً فلورياً مميزاً في عينة الماء عند العثور على «الكريبتوسبوريديوم».
وتوضح الدراسة كيف يمكن تحديد حتى كائن حي دقيق واحد داخل عينة معينة، وهذا أمر مهم، نظراً لحقيقة أنه يعتقد أن ما لا يقل عن اثنين من هذه الميكروبات قادرة على التسبب في عدوى خطيرة.
تقول الدكتورة غولديز في تقرير نشرته جامعة نيو ساوث ويلز بالتزامن مع الدراسة: «هذه الطريقة الجديدة تقلل من تكلفة اختبار المياه وتجعلها متاحة على نطاق أوسع، ونأمل أن نجعل اختبار المياه أسرع وأرخص بكثير، وهذه فائدة للجميع، لأنها تجعل الوصول إلى التكنولوجيا على نطاق أوسع». وتضيف «نعتقد أنه يمكن تطبيق هذه التقنية في الكشف عن (كوفيد - 19)، والذي يستغرق حالياً ما يصل إلى 11 ساعة للحصول على نتائج من عينات مياه الصرف الصحي، وغالباً ما يستغرق الكثير منها وقتاً في نقل العينة إلى المختبر حيث يوجد جميع المتخصصين».
وقالت «يعطي نظامنا نتائج لـ«الكريبتوسبوريديوم» في غضون ساعتين ونصف الساعة فقط ونأمل أن تكون هذه تقنية جديدة يمكن تطبيقها بسهولة في الموقع حيث يتم أخذ عينات المياه».
وتستخدم الدكتورة غولديز وفريقها، تقنية كريسبر التي يمكنها اكتشاف بروتينات معينة على سطح ميكروب كريبتوسبوريديوم (المعروف باسم البويضة) ثم يرتبط بها. وعند إضافة عامل الفلورسنت إلى خليط التفاعل، والذي يتم دمجه بعد ذلك مع عينات الماء، تكون النتيجة إشارة واضحة يمكن اكتشافها بواسطة قارئ لوحة قياسي.
وتعد أجهزة قراءة اللوحات هذه مناسبة للفحص على نطاق واسع لعينات متعددة في وقت واحد، مما يجعل عملية الكشف أسرع وأكثر كفاءة. ويمكن لهذه التقنية أن تعطي نتائج في حوالي 2.5 ساعة، بأقصى حساسية وصولاً إلى بويضة كريبتوسبوريديوم واحدة لكل مليلتر.
تقول غولديز «رغم أن العامل الممرض يمكن أن يكون نادراً جداً في الماء، إلا أنه لا يزال خطيراً للغاية لأن تناول القليل منه يمكن أن يجعلك مريضاً، والنظام الحالي الذي يستخدم الفحص المجهري صعب للغاية ويستغرق أيضاً وقتاً طويلا، وهذه الطريقة الجديدة تجعله أسرع وأسهل».


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«متلازمة ريت»... حدتها تختلف عند الإناث عن الذكور

«متلازمة ريت»... حدتها تختلف عند الإناث عن الذكور
TT

«متلازمة ريت»... حدتها تختلف عند الإناث عن الذكور

«متلازمة ريت»... حدتها تختلف عند الإناث عن الذكور

كشفت دراسة حديثة أجراها معهد البحث الطبي في اضطرابات النمو العصبي بجامعة كاليفورنيا الأميركية، عن فروق مهمة في كيفية ظهور «متلازمة ريت» التي تكون عادة أثر شيوعاً في الإناث. ويميل الذكور المصابون بالمتلازمة إلى إظهار أعراض أكثر حدة تظهر في وقت مبكر من الحياة بسبب كروموسوم «إكس» X الأنثوي الوحيد لديهم. وفي العادة تمتلك الإناث كروموسومي «إكس».

«متلازمة ريت»

«متلازمة ريت» Rett syndrome اضطراب وراثي نادر يصيب الفتيات في المقام الأول، حيث تبدأ المتلازمة الناجمة عن طفرات في جين MECP2 على الكروموسوم «إكس» عادة بعد فترة من النمو الطبيعي في مرحلة الطفولة؛ ما يؤدي لاحقاً إلى أعراض مثل فقدان وظيفة اليد وصعوبات التنفس والنوبات وضعف كبير في الكلام والحركة والأكل.

ويحتاج الأطفال والبالغون المصابون بـ«متلازمة ريت» إلى المساعدة في أداء معظم المهام اليومية، مثل تناول الطعام والمشي واستخدام الحمَّام، ويمكن أن تكون هذه الرعاية المستمرة واضطراب النوم أمراً منهكاً ومسبباً للتوتر للعائلات، ويمكن أن تؤثر على صحة أفراد العائلة ورفاهيتهم. وفي الدراسة التي نُشرت في عدد 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2024 في مجلة Communications Biology، وأشرفت عليها جانين لاسال، الباحثة من قسم الأحياء الدقيقة الطبية والمناعة كلية الطب بالجامعة، فحص الباحثون نماذج الفئران الذكور والإناث لـ«متلازمة ريت».

وركَّزت الدراسة على كيفية تحول التعبير الجيني في خلايا المخ عبر ثلاث مراحل، هي: قبل ظهور الأعراض وعند ظهورها وفي المرض المتقدم، حللت التعبير الجيني في 14 نوعاً من خلايا الدماغ لفهم الاختلافات في كيفية تقدم المرض في كلا الجنسين. خلل تنظيم الجينات

وأظهرت الفئران الإناث «تأثيراً متأرجحاً» عند حدوث خلل في تنظيم الجينات، حيث حاولت الخلايا التي تعبّر عن الجين الطبيعي تعويض الخلايا التي تحتوي على الجين المتحور.

وهذا التوازن في التعبير الجيني ذهاباً وإياباً الذي يُرى بشكل أساسي في الخلايا العصبية في وقت مبكر أو مع تطور الأعراض في المراحل اللاحقة، يسلط الضوء على كيفية محاولة أدمغة الإناث للحفاظ على التوازن مع تقدم المرض، حيث يكون الاختلال أسوأ في المراحل المبكرة، لكنه يستقر بمرور الوقت.

كما أظهرت الدراسة أيضاً أن الفئران الإناث لديها عدد أكبر من الجينات غير المنظمة قبل ظهور الأعراض مقارنة بالوقت الذي تظهر فيه لاحقاً، حيث تحتوي خلايا الدماغ في الإناث المصابات بـ«متلازمة ريت» على نمط فسيفسائي من التعبير الجيني يعبّر نصف خلاياها عن جين MECP2 الطبيعي ويعبّر النصف الآخر عن الجين المتحور.وهذا يتناقض مع التوقعات بأن اختلال تنظيم الجينات يرتبط ارتباطاً مباشراً بشدة الأعراض؛ ما يشير إلى وجود عملية تنظيمية معقدة.

وأكدت جانين لاسال أن نماذج الفئران الأنثوية أكثر أهمية للبحوث البشرية؛ لأنها تعكس بشكل أفضل التعبير الفسيفسائي لجين MECP2 الموجود لدى الفتيات المصابات بـ«متلازمة ريت». ولا تلتقط الفئران الذكور التي تُستخدم غالباً في الأبحاث هذا التعقيد الفسيفسائي، حيث لا يمتلك الذكور سوى كروموسوم «إكس» واحد؛ ما يعني أن جميع خلاياهم تتأثر بطفرة الجين MECP2.

جين يرتبط بأمراض أخرى

وربط الباحثون أيضاً طفرة MECP2 بمسارات أخرى مثل تلك التي تشارك في مرض ألزهايمر والإدمان؛ وهو ما يشير إلى أن الطفرة قد يكون لها آثار أوسع نطاقاً تتجاوز «متلازمة ريت»، وقد تؤثر على حالات عصبية أخرى.