«بيروت 6:07» يترشح لـ«إيمي» الدولية

يتضمن 15 قصة قصيرة تتطرق لانفجار بيروت

مبادرة «6:07» توصل الإبداع اللبناني إلى العالمية
مبادرة «6:07» توصل الإبداع اللبناني إلى العالمية
TT

«بيروت 6:07» يترشح لـ«إيمي» الدولية

مبادرة «6:07» توصل الإبداع اللبناني إلى العالمية
مبادرة «6:07» توصل الإبداع اللبناني إلى العالمية

في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي عمدت شركتا «مجموعة أي ماجيك» و«بيغ بيكتشير ستوديوز» إلى إطلاق مبادرة بعنوان «بيروت 6:07». ورغبة منها في مساندة هذه المبادرة، وضعت قناة «إم بي سي» ومنصة «شاهد» الإلكترونية التابعة لها إمكانياتها في مجال العرض، تحت تصرف الشركتين. وتتألف هذه المبادرة من 15 فيلماً قصيراً بعنوان «تحية إلى الذين رحلوا ولم ولن يُنسوا»، ولكل منها عنوانه وقصته وأبطاله ومخرجه. وكل فيلم منها يروي حكاية ضحية أو ناج وشاهد حي. قدمت بأسلوب منفذها الذي اختارها بناء على مدى تفاعله مع هذه القصة أو تلك، وليس على أساس شهرة واسعة يحققها. 15 مخرجاً لبنانياً وضعوا جميع إمكانياتهم الإبداعية في خدمة رسالة إنسانية أرادوها تخليداً لذكرى أبطال أفلامهم، فشدوا أحزمتهم وحملوا كاميراتهم وانتقلوا إلى مكان الانفجار مرة وإلى شوارع تزلزلت بفعل الحادثة مرة أخرى. بنى المخرجون أحداث أعمالهم من رحم واقع مؤلم وموجع واسترجعوا معها لحظات ما بعد الكارثة، وما خلفته من آثار معنوية ونفسية على أصحابها.
وفي 24 سبتمبر (أيلول) الحالي أعلنت منصة «شاهد» عن ترشيح الأكاديمية الدولية لفنون وعلوم التلفزيون «بيروت 6:07» إلى جائزة ايمي الدولية عن فئة أفضل مسلسل أجنبي قصير.
جاء وقع هذا الخبر على فريق عمل مسلسل «بيروت 6:07» بمثابة مفاجأة لم تخطر على بال. فبعد مرور نحو عام على إطلاق المبادرة شكّل ترشيحها لهذه الجائزة العالمية مكافأة معنوية غير متوقعة له. ويقول المخرج مازن فياض أحد الشركاء الأساسيين في هذه المبادرة لـ«الشرق الأوسط»: «لقد كانت مفاجأة جميلة جداً وتترجم طموحنا كعاملين في هذه المهنة. فبعيد إطلاق المبادرة لم نلمس على أرض الواقع الأصداء التي كنا ننتظرها في لبنان، سيما وأننا رغبنا من خلالها تكريم ضحايا انفجار المرفأ. كما أردنا أيضاً أن نوصل الصوت لتأخذ العدالة مجراها خصوصاً أنّنا لا نثق بزعمائنا. والأهم هو أنّ هذه المبادرة وضعت الأصبع على الجرح في بلد اعتاد تحوير التاريخ. فكنا نريد أن ندق المسمار في وقته وقبل أن تبرد الجراح».
وعمد المخرجون الـ15 المشاركين في كتابة وتصوير وتنفيذ 15 قصة تؤلف محتوى المسلسل، إلى تقديم خلطة درامية جديدة من نوعها. وعلى قاعدة قصص حقيقية ترتبط بانفجار بيروت، أجروا ولادة قيصرية لقصص تخيلوها. فتراوحت حلقات المسلسل الـ15 بين واقع معاش وخيالهم الإبداعي.
وتحت عناوين مختلفة «175» و«عماد» و«تروبيل» و«ميرا» و«لا يموت» و«يوم عادي» و«عازفة البيانو» و«بترون» و«أجمل يوم في حياتي» وغيرها، نقل فريق العمل من مخرجين وممثلين ومنتجين قصصاً حقيقية عن الانفجار. فاستنبطوا حواراتها من الناجين أنفسهم، ومن أهالي الضحايا.
ومن المخرجين المشاركين في هذه الأفلام إميل سليلاتي ومازن فياض وإنعام العطار وكريم الرحباني ووسيم سكر وكارولين لبكي وكارل حديفي وغيرهم. ولم تتوانَ مجموعة من نجوم الشاشة اللبنانية أمثال ريتا حايك وزينة مكي وكارول عبود ورودريغ سليمان وفادي أبو سمرا عن المشاركة في هذه الأعمال، مندفعين وراء ضرورة إنجاز هذه اللفتة وإنجاحها.
ويعلق فياض في سياق حديثه: «الجميع كان متحمساً لتنفيذ العمل من دون مقابل، والذي استغرق نحو 8 أسابيع وكان إنجازاً بحد ذاته. ولعل تمويل الإنتاج من قبل مجموعة (إم بي سي) وتوفير فرصة عرضه عبر منصة (شاهد)، شكّل طاقة الفرج التي كنا نحتاجها. فأمنوا لنا بذلك منبراً إعلامياً لا يستهان به في منطقة الشرق الأوسط».
كل قصة من قصص المسلسل تأخذ مشاهدها إلى حبكة درامية تترك عنده أثرها، فحملت في طياتها الحزن والأمل والقسوة والفرح وإلى ما هنالك من مشاعر مختلطة ترجمت في عمل تلفزيوني من المستوى الرفيع. ومن بين القصص التي طبعت اللبنانيين ولاقت تعليقات وانتقادات كثيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأنّها تعيد لحظات انفجار المرفأ قصة «175» من توقيع المخرجة كارولين لبكي.
كارولين الموجودة حالياً في أميركا وتستعد لولادة طفلها الأول تقول لـ«الشرق الأوسط»: «لم نتوقع كفريق عمل أن نحظى بهذه الفرصة أبداً، سيما وأنه مر عام كامل عليها، فاعتقدنا أنها فقدت بريقها. ولكن هنا تكمن قوة السينما التي توفر الفرص ولو بعد حين. فإن تعبر جهة فنية دولية عن إعجابها بهذا العمل لهو تقدير نفتخر به، وفي الوقت نفسه هو ترجمة لحبنا لبيروت. فلم يكن أحد منا يقوم بهذا العمل بهدف الشهرة بل تعبيراً عن دعمه لمدينته». وتتابع: «أنا شخصياً تأثرت بفيديو قصير تداوله اللبنانيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي يحكي عن الدقائق الأخيرة، التي أمضاها عناصر فوج الإطفاء العشرة قبيل ملاقاة حتفهم في الانفجار. تأثرت كثيراً حينها وعندما عرضوا علينا قصص حقيقية لتناولها في أعمالنا اخترتها من دون تردد. ولأنني أفكر دائماً بأسلوب إيجابي في الحياة نفذت القصة تحت عنوان (ماذا لو نجا هؤلاء العناصر ونفذوا مهمتهم بنجاح؟) طارحة فكرة الأمل بنهايات سعيدة وهو سلوك يهيمن على شخصيتي الطبيعية».
ومن ناحيته، يشير المخرج إميل سليلاتي منفذ قصة «عازفة البيانو» في المسلسل لفت إلى أنّ كل مخرج استطاع أن يعبر عن حبه لبيروت على طريقته. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الحب ترجمناه في الشخصيات التي تناولناها مستخدمين اللغة السينمائية وكل ما يحيط بها من تفاصيل إبداعية. فقصة (عازفة البيانو) تحكي عن سيدة لبنانية (مي ملكي) وصلت إلى منزلها بعيد الانفجار ووقفت مصدومة تكتشف هول الدمار الذي أصابه. غيرت في القصة وقدمت السيدة ملكي بأنّها كانت في بيتها خلال الانفجار. واستعنت بصورتها الشهيرة تجلس على البيانو وتعزف عليه. فهذه الآلة نجت من الحادثة وهي تمثل هدية قيمة تلقتها من والدها عندما كانت فتية. كان لا بد لنا كمخرجين أن نحلم ونخلق قصة من كل قصة. الأعمال ليست من النوع الوثائقي، وهو الأمر الذي سمح لنا بالإبداع. وكنا نلجأ إلى التغيير في سياقها لإبراز شعور المقاومة عند اللبناني عامة».
ولكن إلى أي مدى يتفاءل مخرجو العمل في الفوز بجائزة «إيمي»؟ ترد لبكي: «الأهم هو أن العالم اليوم وصله صوتنا وصار ملماً بأوضاعنا، وبما عانيناه من جراء الانفجار. أن نفوز بالجائزة لهو أمر سيبدل حياتنا رأساً على عقب ويفتح أمامنا آفاقا واسعة. ولكن من منا يجرؤ على ملامسة هذا الحلم؟».
أمّا مازن فياض الذي قدم قصة مؤثرة بعنوان «عباس وفاضل» يروي فيها قصة أب وابنه، تسبب انفجار بيروت في تقوية علاقتهما وتصويبها، بعدما استطاع الابن إنقاذ والده من بين ركام انفجار المرفأ فيقول: «هدفنا من المبادرة تحقق بما أنها ترسخت عالمياً وفتحت آفاق مشاهدتها لجمهور عالمي. أن نصل إلى الـ(إيمي) في عالم التلفزيون هي تماما كالـ(أوسكار) في عالم السينما. وفي موضوع كالذي نخوض فيه اليوم، ليس هناك من فائز أو خاسر. أننا انطلقنا في هذه المبادرة كخاسرين لمدينة ولسكانها الذين تأذوا بشكل كبير. فأكبر جائزة في العالم لن ترد الابن الضحية لأمه ولا الزوج لزوجته ولا الأم لأولادها. فما حققناه حتى اللحظة يصب في مجال تحقيق العدالة، وإيصال الصوت للمجتمع الدولي، وهو الهدف الرئيسي الذي كنا نتوخاه من هذه المبادرة. ولكن وبما أني من الأشخاص الذين يتأثرون بإشارات القدر فأحمل بعض التفاؤل كون موعد هذه الجائزة يقع في 22 نوفمبر، أي في نفس تاريخ احتفالنا سنوياً بعيد الاستقلال في لبنان. فإذا استطعنا أن نفوز بالجائزة فسيكتبها التاريخ من دون شك».
لم يتخذ فريق العمل قراره الأخير بمن سيمثل المبادرة في حفل جائزة «إيمي» الذي يقام في مدينة نيويورك. ولكن من المتوقع أن يشارك فيه بعض من المخرجين وفريق إنتاج العمل إضافة إلى ممثل عن منصة «شاهد». وكانت المنصة المذكورة قد أعلنت إضافة إلى ترشيح مسلسل «بيروت 6:07» لجائزة «إيمي»، أن هذه البصمة العالمية التي أحرزتها مؤخراً، تطال أيضاً مسلسل آخر تعرضه وعنوانه «في كل أسبوع يوم جمعة». بحيث ترشح الأكاديمية نفسها بطلته الممثلة منة شلبي عن فئة أفضل أداء لممثلة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.