حضور قوي للأفلام السورية في «الإسكندرية السينمائي»

أثناء تكريم المخرج علي بدرخان
أثناء تكريم المخرج علي بدرخان
TT

حضور قوي للأفلام السورية في «الإسكندرية السينمائي»

أثناء تكريم المخرج علي بدرخان
أثناء تكريم المخرج علي بدرخان

يحتفي مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط خلال دورته السابعة والثلاثين الجارية، بمرور 125 عاما على أول عرض سينمائي في مصر الذي شهدته مدينة الإسكندرية وأقيم بمقهى «طوسون» في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 1896، ويعرض في إطار ذلك الفيلم الوثائقي «لوميير ثاني مرة» للمخرج أحمد عاطف.
دورة المهرجان الجديدة التي افتتحت مساء أول من أمس، حملت شعار «السينما من أجل الحياة»، احتفالا بعودة السينما بعد تعثرها خلال جائحة كورونا، كما تحمل الدورة اسم المخرج السينمائي الكبير علي بدرخان الذي يواكب هذا العام عيد ميلاده الماسي.
وانطلقت فعاليات حفل الافتتاح الذي قدمته الإعلامية رشا سليمان، والفنانة نسرين أمين بكلمة لرئيس المهرجان الناقد الأمير أباظة أكد فيها أن المهرجان يحتفي بكل ما هو جديد في عالم السينما ويقدم برنامجا خاصاً للاحتفال بالسينما اليونانية ضيف شرف المهرجان، كما سيتم تكريم السينما السورية ومنح الفنان السوري الكبير دريد لحام وسام عروس البحر المتوسط خلال حفل الختام.
واستهل الحفل بعرض تابلوه غنائي استعراضي بعنوان «125 سنة سينما»، وجاء الاستعراض على خلفية عرض مقاطع من الأفلام الغنائية لعبد الحليم حافظ وعبد الوهاب وسعاد حسني وأخرجه المخرج السكندري محمد مرسي، وأعلنت المخرجة الكبيرة إنعام محمد علي جوائز «مسابقة ممدوح الليثي للسيناريو» التي تولت رئاسة تحكيمها وفاز ثلاثة من شباب الكتاب بجوائزها المالية التي تدعمها أسرة الكاتب الراحل ونجله الإعلامي عمرو الليثي، حيث فاز بالجائزة الأولى سيناريو فيلم «سينما كايرو»، والجائزة الثانية سيناريو فيلم «بلوك»، فيما حصل على الجائزة الثالثة سيناريو فيلم «ضحكي ودموعي وسنيني السودة».
وكرمت وزيرة الثقافة المصرية رفقة محافظ الإسكندرية ورئيس المهرجان المخرج المصري الكبير علي بدرخان الذي حضر بصحبة زوجته وابنته، وقال في تصريحات لـ«لشرق الأوسط» إن سعادته كبيرة بهذا التكريم الذي يأتي بعد مسيرة سينمائية امتدت منذ سبعينات القرن الماضي قدم خلالها عدداً كبيراً من الأفلام التي طرحت قضايا عديدة على غرار (الكرنك، أهل القمة، شفيقة ومتولي، الراعي والنساء)، وغيرها» وأشار إلى أنه يواصل مسيرته من خلال تدريسه السينما للأجيال الجديدة، مشيراً إلى أنه يشعر بمتعة كبيرة وهو ينقل خبراته للمواهب الشابة. كما كُرم كل من الفنان خالد الصاوي، ومدير التصوير طارق التلمساني، والفنانة سلوى خطاب، والمخرج عمر عبد العزيز وتسلم جائزته المخرج الكبير محمد عبد العزيز، مؤكدا سعادته بتكريم شقيقه الأصغر الذي يعتبره ابنه وليس شقيقه فقط، كما كرمت الناقدة السينمائية خيرية البشلاوي، واسم الكاتبة الراحلة كوثر هيكل، وتسلمتها نجلتها سماح أبو بكر عزت، ويصدر المهرجان هذه الدورة 16 كتابا عن المكرمين، بجانب الاحتفاء بمئوية ميلاد كل من الفنان محمد رضا «المعلم رضا»، والفنان كمال الشناوي، والمنتج رمسيس نجيب.
وتسجل السينما السورية حضوراً قوياً في مسابقات المهرجان المتنوعة، عبر مشاركتها بخمسة أفلام أبرزها «الإفطار الأخير» للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، و«المطران» لباسل الخطيب، و«الظهر إلى الجدار» لأوس محمد، بجانب الفيلمين القصيرين «حبل» للمخرج محمود جقماقي، و«فوتوغرافيا» للمخرج المهند كلثوم.
ويقيم المهرجان مسابقتين لأفلام دول البحر المتوسط، أولهما للأفلام الروائية الطويلة، وتضم 13 فيلما، وترأس لجنة تحكيمها المنتجة الإيطالية إنغريد ليل هوجتون، وتضم في عضويتها كلا من الفنانة الإسبانية كارلا نيتو، إلى جانب ثلاثة مخرجين... السوري جود سعيد، المصري سامح عبد العزيز، الفرنسي أوليفييه كوسيماك، والثانية مسابقة الأفلام القصيرة، ويشارك بها 17 فيلماً، وتضم لجنة تحكيمها المخرجة البوسنية إينا سنينديجارفيتش، المغربي حسن الروخ، الإسبانية نايرا ساننزفويتس، الممثل المصري كريم قاسم، الناقد الألماني توماس كاسكي.
فيما تتنافس تسعة أفلام على مسابقة «نور الشريف للأفلام العربية الطويلة»، ويرأس لجنة تحكيمها الفنان محمود قابيل، وتضم الناقد العراقي مهدي عباس، والناقدة المغربية ملاك داحموني.
من جهته يقول الناقد عصام زكريا مدير المهرجان، لـ«الشرق الأوسط» إن أهم ما يميز الدورة الـ37 هو مشاركة أفلام متميزة سواء في المسابقة أو خارجها، مثل برنامج الأفلام اليونانية، وأفلام المخرج الراحل لويس بونويل، كما تشهد حضور عدد كبير من الضيوف العرب والأجانب، حيث يتواجد كافة صناع الأفلام وهذا مهم لإثراء مناقشات الأفلام، مؤكداً أن المهرجان يعبر عن توجهاته، ليس فقط بمشاركة أفلام من دول البحر المتوسط، بل أيضاً باختيار أفلام تعكس ثيمات البحر وثقافة وعادات وخصوصية هذه المنطقة، مشيراً إلى حرص المهرجان على التواجد السكندري به، فقد حرصنا على إقامة مسابقة خاصة لأفلام الطلبة السكندريين لأول مرة يشارك بها 36 فيلما، كما أن الفيلم الذي يمثل مصر في مسابقة الأفلام الطويلة «وش القفص» لمخرجة سكندرية هي دينا عبد السلام، منوهاً إلى أن من أهم أدوار المهرجان تشجيع الموهوبين من أبناء المدينة.


مقالات ذات صلة

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)
سينما بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

يأتي فيلم «سعود وينه؟» بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي.

«الشرق الأوسط» (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.