من هو بيتر دانداس؟

من {إيميليو بوتشي} إلى «روبرتو كافالي»

بيتر دانداس و من عرضه الأخير لدار «إيميليو بوتشي» و من عرضه الأخير لدار «إيميليو بوتشي»
بيتر دانداس و من عرضه الأخير لدار «إيميليو بوتشي» و من عرضه الأخير لدار «إيميليو بوتشي»
TT

من هو بيتر دانداس؟

بيتر دانداس و من عرضه الأخير لدار «إيميليو بوتشي» و من عرضه الأخير لدار «إيميليو بوتشي»
بيتر دانداس و من عرضه الأخير لدار «إيميليو بوتشي» و من عرضه الأخير لدار «إيميليو بوتشي»

ولد في أوسلو، لأب نرويجي وأم أميركية. انتقل مع عائلته إلى إنديانا وهو في الرابعة عشرة من عمره. بعد تخرجه في المدرسة توجه إلى نيويورك ليلتحق بمعهد «بارسونز» للتصميم، وما إن حصل على شهادته في عام 1992 حتى انتقل إلى باريس للعمل مع جون بول غوتييه. بعد ثماني سنوات انتقل إلى دار «كريستيان لاكروا»، وبقي فيها لمدة عامين، قبل أن يغريه روبرتو كافالي بالانضمام إلى فريقه.
ثلاث سنوات قضاها في فلورنسا مع المصمم الإيطالي كان لها تأثير كبير على أسلوبه ومسيرته في ما بعد. فكل جانب من جوانب فلورنسا يفوح بالفن والجمال والتاريخ، مما وسع آفاقه وانعكس على أسلوبه في التصميم. وحسب اعترافه فإن روعة المدينة كانت تتفتح أمام عينيه في كل صباح ومساء. تأثيرها شجعه على أن يكون أكثر جرأة وشجاعة، مما تجلى في لمسات البانك والروك آند رول، التي طبعت تصاميمه حين انتقل إلى باريس للعمل في دار «إيمانويل أونغارو» ثم «إيميليو بوتشي».
خبر عودته إلى بيته القديم «روبرتو كافالي» لم يفاجئ أوساط الموضة، فالألسن تلوك خبر تقاعد المصمم كافالي واستعداده لتسليم مشعل التصميم الفني لمصمم آخر، مكتفيا بدوره كمساهم فقط، ويتردد ذلك منذ فترة، وتحديدا منذ أكتوبر من عام 2013، حين عين إيفان ميسبيليري، الذي سبق له العمل مع دايان فون فورتنسبورغ، كمدير فني.
مؤخرا تردد اسم دانداس كثيرا كمرشح قوي للمنصب، لا سيما أنه سبق له العمل في الدار ويفهم جيناتها، وهو ما عبر عنه روبرتو كافالي بقوله إن اختياره كان طبيعيا لتعزيز عنصر الإبهار فيها، وليحافظ على الأسلوب الأنثوي الذي تتميز به، مع احترام تقاليدها وبصمتها العالمية.
من جهة أخرى، وخلال أسبوع ميلانو الأخير، كان الكل متأكدا أن بيتر دانداس يقدم عرض الوداع لدار «إيميليو بوتشي» التي عمل فيها لأكثر من ست سنوات، نجح فيها أن يحقنها بجرعة حيوية استوحاها من ثقافة الشارع ومن الحركات الشبابية. فقد أعاد لها أمجادها في الستينات بلغة تفهمها بنات هذا الجيل، مذكرا دائما بأنها بُنيت على الإبهار والأسلوب الأوروبي الذي يناسب المنتجعات الصيفية ورحلات اليخوت. والأهم من هذا أنه أخذ دائما بعين الاعتبار أن الراحل إيميليو بوتشي أسسها على عنصر الترف لكن أرادها أن تكون شابة وعملية تناسب كل الأوقات والأجواء. هذا ما قرأه بيتر دانداس وأثمر عن أناقة بعيدة عن أي بهرجة، وترف واقعي، على الأقل في التصاميم إن لم يكن في الأسعار. الوصفة التي اتبعها أنه أدخل عليها نوعا من الشقاوة والمرح من خلال النقوشات والأقمشة والقصات التي تعانق الجسم وترقص على نغمات من «الروك آند رول». لم ينس أيضا أن يجعلها مفعمة بالأنوثة، الأمر الذي كان يظهر في الفتحات الجانبية والياقات المفتوحة وكأنه يدعو المرأة لمعانقة أنوثتها والحياة بكل متعها، مستقطبا بذلك شريحة جديدة من الزبونات الشابات.
هذه الإنجازات هي التي يعول عليها روبرتو كافالي ويأمل أن يُكررها دانداس في دوره الجديد، الذي سيشرف فيه على تصميم الأزياء الجاهزة، للنساء والرجال، والإكسسوارات، فضلا عن التسويق وغيرها من الأمور التي تتطلب ترتيب أوراق الدار، في ظل إشاعات بأنها مطروحة للبيع.



الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
TT

الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)

تحظى سراويل الجينز اليابانية المصبوغة يدوياً بلون نيلي طبيعي، والمنسوجة على أنوال قديمة، باهتمام عدد متزايد من عشاق الموضة، الذين لا يترددون في الاستثمار في قطع راقية بغض النظر عن سعرها ما دامت مصنوعةً باليد. وعلى هذا الأساس يتعامل كثير من صُنَّاع الموضة العالمية مع ورشات يابانية متخصصة في هذا المجال؛ فهم لا يزالون يحافظون على كثير من التقاليد اليدوية في صبغ قطنه وتصنيعه من الألف إلى الياء.

يوضع القطن في وعاء يحتوي على سائل أزرق داكن لا يلوّنها وحدها بل أيضاً أيدي العاملين (أ.ف.ب)

داخل مصنع «موموتارو جينز» الصغير في جنوب غربي اليابان، يغمس يوشيهارو أوكاموتو خيوط قطن في وعاء يحتوي على سائل أزرق داكن يلوّن يديه وأظافره في كل مرّة يكرر فيها العملية. يتم استيراد هذا القطن من زيمبابوي، لكنّ الصبغة النيلية الطبيعية المستخدَمة مُستخرجةٌ في اليابان، ويؤكد أوكاموتو أنّ لونها غني أكثر من الصبغات الاصطناعية. وكانت هذه الطريقة التي يشير إلى أنها «مكلفة» و«تستغرق وقتاً طويلاً»، شائعةً لصبغ الكيمونو في حقبة إيدو، من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر.

العمل في هذه المصانع صارم فيما يتعلق بمختلف جوانب التصنيع من صبغة إلى خياطة (أ.ف.ب)

وتشكِّل «موموتارو جينز» التي أسستها عام 2006 «جابان بلو»، إحدى عشرات الشركات المنتِجة لسراويل الجينز، ويقع مقرها في كوجيما، وهي منطقة ساحلية تشتهر بجودة سلعها الحرفية، بعيداً عن سراويل الجينز الأميركية المُنتَجة على نطاق صناعي واسع. ويقول رئيس «جابان بلو»، ماساتاكا سوزوكي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نحن صارمون جداً فيما يتعلق بمختلف جوانب التصنيع». ويشمل ذلك «جودة الخياطة والصبغة»، ما يجعل الاعتماد على مهارات التصنيع التقليدية للحرفيين المحليين، مسألة ضرورية.

بيد أن كل ما هو منسوج يدويا ومصنوع بهذا الكم من الحرفية له تكلفته، إذ يبلغ سعر النموذج الرئيسي من الجينز الذي تنتجه «موموتارو» نحو 193 دولاراً. أما النموذج الأغلى والمنسوج يدوياً على آلة خشبية محوّلة من آلة نسج كيمونو فاخرة، فيتخطى سعره 1250 دولاراً.

يعمل أحد الحرفيين على تنفيذ بنطلون جينز باليد بصبر رغم ما يستغرقه من وقت (أ.ف.ب)

ومع ذلك، ازداد الاهتمام بما تنتجه «جابان بلو» على أساس أنها إحدى ماركات الجينز الراقية على غرار «إيفيسو»، و«شوغر كين». وتمثل الصادرات حالياً 40 في المائة من مبيعات التجزئة، كما افتتحت الشركة أخيراً متجرها السادس في كيوتو، ويستهدف السياح الأثرياء بشكل خاص. يشار إلى أن صناعة الجينز ازدهرت في كوجيما بدءاً من ستينات القرن العشرين لما تتمتع به المنطقة من باع طويل في زراعة القطن وصناعة المنسوجات. وخلال حقبة إيدو، أنتجت المدينة حبالاً منسوجة للساموراي لربط مقابض السيوف. ثم تحوّلت بعد ذلك إلى صناعة «تابي»، وهي جوارب يابانية تعزل إصبع القدم الكبير عن الأصابع الأخرى، وانتقلت فيما بعد إلى إنتاج الأزياء المدرسية.

تعدّ سراويل الجينز الياباني من بين أغلى الماركات كونها مصنوعة ومصبوغة باليد (أ.ف.ب)

ويقول مايكل بندلبيري، وهو خيّاط يدير مشغل «ذي دينيم دكتور» لتصليح الملابس في بريطانيا، إنّ سوق سراويل الجينز اليابانية «نمت خلال السنوات الـ10 إلى الـ15 الماضية». ومع أنّ محبي الجينز في الدول الغربية يبدون اهتماماً كبيراً بهذه السراويل، «لا يمكن للكثيرين تحمل تكاليفها»، بحسب بندلبيري. ويتابع قائلاً: «إن ماركات الجينز ذات الإنتاج الضخم مثل (ليفايس) و(ديزل) و(رانغلر) لا تزال الأكثر شعبية، لكن في رأيي تبقى الجودة الأفضل يابانية». ويرى في ضعف الين وازدهار السياحة فرصةً إضافيةً لانتعاش سوق هذه السراويل.

رغم هشاشتها والضجيج الذي ينبعث منها فإن الأنوال القديمة لا تزال هي المستعملة احتراماً للتقاليد (أ.ف.ب)

يعزز استخدام آلات النسيج القديمة رغم هشاشتها والضجيج الذي ينبعث منها، وبالتالي لا تملك سوى رُبع قدرة أنوال المصانع الحديثة، من سمعة «موموتارو جينز» التي تعود تسميتها إلى اسم بطل شعبي محلي. وغالباً ما تتعطَّل هذه الأنوال المصنوعة في الثمانينات، في حين أنّ الأشخاص الوحيدين الذين يعرفون كيفية تصليحها تزيد أعمارهم على 70 عاماً، بحسب شيغيرو أوشيدا، وهو حائك حرفي في موموتارو.

يقول أوشيدا (78 عاماً)، وهو يمشي بين الآلات لرصد أي صوت يشير إلى خلل ما: «لم يبقَ منها سوى قليل في اليابان» لأنها لم تعد تُصنَّع. وعلى الرغم من تعقيد هذه الآلات، فإنه يؤكد أنّ نسيجها يستحق العناء، فـ«ملمس القماش ناعم جداً... وبمجرّد تحويله إلى سروال جينز، يدوم طويلاً».