«أنوار من لبنان»... ثلاثة أجيال فنية في قلب باريس

100 عمل تؤرّخ لسبعة عقود يحتضنها «معهد العالم العربي»

حلم أنس البريحي
حلم أنس البريحي
TT

«أنوار من لبنان»... ثلاثة أجيال فنية في قلب باريس

حلم أنس البريحي
حلم أنس البريحي

يشهد «معهد العالم العربي» في باريس معرضاً كبيراً وجامعاً، يبرز الوجه الفني التشكيلي للبنان، بمختلف تياراته ومدارسه وأجياله منذ عام 1950 إلى اليوم. «أنوار من لبنان» يأتي مواكبة للتضامن الثقافي الفرنسي مع لبنان الذي تلا انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس (آب) 2020. وتجلى في أنشطة مختلفة، ودعم لمتاحف وإعادة تأهيل مبان أثرية، وتمويل أنشطة.
يضم المعرض أكثر من 100 عمل لـ55 فناناً، موزعة على ثلاث قاعات كبيرة، جزء منها اختيرت من أصل 600 عمل من مجموعة الفن العربي الحديث والمعاصر التي يمتلكها متحف المعهد، أما الغالبية التي يراها الزائر فقد تم اختيارها من مجموعة «كلود وفرانس ليمان» التي انضمت إلى المجموعة بعد عام 2018 بعد أن منحها المجمّع اللبناني كلود وزوجته فرانس، وصارت في عهدة المعهد، وانضمت إلى المجموعة الرئيسية. وهي تضم 1300 عمل.
يقول كلود ليمان لـ«الشرق الأوسط»: «إن لبنان هو بوتقة اجتذبت، وانصهر فيها الكثير من المهاجرين من الأرمن إلى الفلسطينيين والعراقيين والسوريين وجنسيات أخرى. وإن اللوحات المعروضة ليست بالضرورة للبناني الأصل، بل هم من عاشوا في لبنان وعملوا من وحيه. وهؤلاء لا يمكن نكران تأثرهم وتأثيرهم في البلد الذي عاشوا فيه.
هناك فرنسيون مثل هنري سيريغ وماكس أرنست، وعراقيون مثل ضياء العزاوي وشاكر حسن وإسماعيل فتاح، ومن مصر آدم حنين وحامد عبد الله، ومن سوريا عديدون بينهم فاتح المدرس. العدد لا يحدّ، لكن هؤلاء استفادوا من العصر الذهبي اللبناني، وأفادوا وأنتجوا.
والفنانون الذين تم اختيارهم في معرض «أنوار من لبنان» ينتمون إلى ثلاثة أجيال. تم تقسيمهم من باب تسهيل التعامل مع الأعمال الفنية، بحيث يمكن للزائر أن يقارن بين أعمال الجيل الواحد وربما يقارن الفروقات في المزاج بين مرحلة وأخرى. يشرح ليمان: «لو تأملنا أعمال فاطمة الحاج التي عانت الحرب الأهلية وويلاتها، نراها ترسم الحدائق والزهور، وتعبر عن ألمها بهدوء، ولا نلحظ خراباً في لوحاتها بل سكوناً وتأملاً. أما الجيل الجديد فهو أكثر صخباً، فلو أخذنا أعمال تغريد دارغوث وأيمن بعلبكي، على سبيل المثال، لوجدنا التعبير عن الحرب أكثر وضوحاً، وليس من محاولة للتواري وراء مواضيع تبعد عنها. فكل يعبر على طريقته وهذا ما أردنا إظهاره من خلال تقسيم المجموعات في الصالات، وإبراز الأجيال». يعتقد ليمان أن المسار الفني التشكيلي في بلد ما يصبح أكثر وضوحاً حين نتابعه بتسلسله الزمني وهذا ما تم اللجوء إليه في هذا المعرض. هناك جيل ولد بين 1950 و1975، هي فترة صاخبة وفيها تحولات لكنها ذهبية من حيث النهضة الفنية، ثم جيل آخر ولد بين 1975 و2000 أي جيل الحرب الأهلية اللبنانية، التي كانت قاسمة وغيرت في أمزجة الناس ورؤيتهم للحياة. إضافة إلى جيل يانع لم تتضح معالم نتاجاته بعد وهو متمثل في المعرض. والزائر سيلحظ أن المعرض يأخذه من الأحدث في الزمن، وكأنه يسافر في التاريخ ويعبر الزمن مع هذه اللوحات والوثائق والمنحوتات.
إذ يتخلل مسار الزيارة اقتباسات ووثائق من أخبار العقود السبعة التي يجتازها المعرض. بعض الأحداث يعرفها اللبنانيون جيداً، ولكن ليس بالضرورة جمهور متنوع كالذي يرتاد معهد العالم العربي. بالطبع هناك محطة الحرب الأهلية أو الانفجار الكبير في مرفأ بيروت العام الماضي، الصراع مع إسرائيل، واستقبال السوريين بعد تهجيرهم.
فبعض المقارنات التي تسمح بها هذه المعارض، بسبب طريقة تقديم الأعمال، تسمح باستنتاجات ربما لا تخطر كثيراً على البال. وعلى أي حال فإن «معهد العالم العربي» له ميزة العناية بتقديم الأعمال بما يسمح بإعطائها قيمتها، وبما يتيح للزائر الذهاب إلى أعمق من السطح. ساعد إلى ذلك سيتنوغرافيا قام بها المهندس المعماري اللبناني كارل جرجس، ومديرة قسم المتحف والمعارض ناتالي بونديل، وأمين المتحف إريك دلبون.
ومن بين أسماء الفنانين الذين يمكن للزائر رؤية أعمالهم، إعلام مكرسون ومعروفون مثل شفيق عبود، وإيتيل عدنان، وصليبا الدويهي، وبول غيراغوسيان، وحسين ماضي، وأمين الباشا، وكذلك أيمن بعلبكي، وهبة كلش، وتغريد دارغوث، وزينة عاصي، وطارق القاصوف، وأسادور، وشوقي شوكيني، وزاد ملتقى، وسروان باران، وهالة متى، وخالد شمراني، وفاطمة الحاج.
منذ اليوم التالي لانفجار المرفأ المروع، أي قبل عام من اليوم، كان القرار قد اتخذ بإقامة المعرض. البرنامج كان يقتضي أن يتعاون المعهد مع كلود ليمان لإقامة معرض للفن الجزائري في موعد يسبق المعرض اللبناني، لكن الظرف المأساوي في بيروت جاء ليعكس المواعيد.
ويرى الزائر إضافة إلى المجموعة أعمالاً هي من تنفيذ حديث لفنانين شباب تتراوح أعمارهم بين 21 و35 عاماً، هؤلاء تم اختيارهم بعد أن أطلق رئيس معهد العالم العربي جاك لانغ نداءً لشباب لبنان للاشتراك في مسابقة يقدمون فيها رؤيتهم لبيروت. وقد تقدم 130 مشروعاً، تم اختيار بعض منها، وها هي أعمال 12 فناناً تعرض في قلب باريس اليوم. ويعبر ليمان عن سعادة كبيرة، لأن هؤلاء الفنانين اليانعين، فتحت لهم من خلال هذه المسابقة أبواب المستقبل، في حال أحسنوا استكمال المشوار، وهذه الأعمال ستنضم إلى مجموعة معهد العالم العربي بعد المعرض.
وتلفت ناتالي بونديل مديرة المتحف والمعارض في المعهد إلى «أن النساء حالة لافتة، لأن عدد التشكيليات كبير، ولديهن الكثير مما يستطعن قوله بأعمالهن». والحقيقة أنهن يشكلن نسبة كبيرة من مجموعة ليمان التي انضمت إلى متحف معهد العالم العربي، بينهن منى السعودي المولودة في عمان، ودرست في باريس ثم انتقلت إلى بيروت عام 1969. وهي تنحت في الحجر، وتلفت بمواضيعها التي تحمل روح الشرق. في المجموعة أيضاً 26 عملاً للفنانة اللبنانية المقيمة في أميركا حالياً إيتل عدنان، وهي أكبر مجموعة لها موجودة في متحف.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».