«إيسيسكو» تحتفي بسفراء السلام الشباب

الدكتور المالك يتحدث بالمناسبة
الدكتور المالك يتحدث بالمناسبة
TT

«إيسيسكو» تحتفي بسفراء السلام الشباب

الدكتور المالك يتحدث بالمناسبة
الدكتور المالك يتحدث بالمناسبة

شهد مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالرباط، أمس، الحفل الختامي المشترك لبرنامج الإيسيسكو لتدريب النساء والشباب على القيادة من أجل السلام والأمن لعام 2021، حيث جرى الإعلان عن نظام الالتزام الخاص بسفراء الإيسيسكو الشباب من أجل السلام، وتوزيع الشهادات على أعضاء الفوج الذين ينتمون إلى أكثر من 20 دولة، ليصبحوا بشكل رسمي سفراء للإيسيسكو من أجل السلام.
وحظي الاحتفال باختتام البرنامج، الذي تنفذه الإيسيسكو بشراكة مع مكتب اليونسكو للمنطقة المغاربية، ومؤتمر وزراء التربية والتعليم للدول الفرنكفونية «كونفيمين»، ومؤتمر وزراء الشباب والرياضة للدول الفرنكفونية «كونفيجيس»، ومؤتمر لواندا، بمشاركة رفيعة المستوى من جانب عدد من المسؤولين والسفراء من دول مختلفة، وممثلين عن مجموعة من المنظمات والهيئات الدولية، حضوريا في مقر الإيسيسكو بالرباط وعبر تقنية الاتصال المرئي من الدول الأخرى.
وفي كلمته خلال افتتاح الحفل قال الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، إن السلام مكون أساسي من مكونات حضارة العالم الإسلامي، وهو شرط أساسي لبناء مجتمع سليم مزدهر، حيث لا يمكن بناء وتكوين رأس مال بشري حيوي ونشيط وقادر على الصمود في وجه التحديات إلا في إطار من السلام والأمن.
وأشار إلى أن الإيسيسكو أصبحت منظمة رائدة في بناء السلام والأمن من خلال بناء شراكاتها المتعددة، واستراتيجيتها المبنية على إدراج قضايا السلام في مجالات التعليم، مبرزا أن برنامج الإيسيسكو للتدريب على القيادة من أجل السلام والأمن يهدف إلى تسليط الضوء على الدور الجوهري الذي يلعبه الشباب والنساء بصفتهم بناة السلام والأمن في مجتمعاتهم.
من جهته، أبرز تون موسى بـن هيتام، نائب رئيس وزراء ماليزيا الأسبق، أهمية برامج تدريب النساء والشباب ليكونوا سفراء سلام يساهمون في بناء مجتمعات يسودها السلم والأمن، داعيا إلى التعاون بين جميع الأطراف للتخفيف من معاناة النازحين في مناطق النزاع.
ونوه عثمان الفردوس، وزير الثقافة والشباب والرياضة بالمملكة المغربية، في كلمة ألقاها نيابة عنه، الدكتور مصطفى التيمي، الكاتب العام ( وكيل) للوزارة، بمبادرة الإيسيسكو إلى تكوين القيادات من النساء والشباب باعتبارهم أطرافا نشيطة في بناء السلام والمواطنة.
ودعا الدكتور فيصل بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات «كايسيد»، إلى تكثيف التعاون من أجل تنفيذ برامج تدريبية مماثلة تعمل على تعزيز ثقافة السلم والأمن.
وقدم الحاج إس سي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة كوفي عنان، التهاني لمنظمة الإيسيسكو على نجاح برنامجها التدريبي، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل محاربة العنف. وأكد الدكتور عبد الرحمن بابا موسى، الأمين العام لـ«كونفيمين»، أهمية تحسين جودة التعليم باعتباره سبيلا أساسيا لبناء مجتمعات آمنة. فيما أشار موديبو تراوري، نائب الأمين العام لـ«كونفيجيس»، إلى أن برامج المؤتمر تهدف إلى ترسيخ مبادئ السلم والتماسك الاجتماعي من خلال الأنشطة الرياضية.
ونوه صلاح خالد، مدير المكتب الإقليمي لليونسكو بإفريقيا الوسطى، بالبرنامج الذي نفذته الإيسيسكو وشركاؤها بهدف تعزيز السلام والأمن من خلال تدريب الشباب والنساء.
وعقب ذلك تمت تلاوة نظام الالتزام الخاص بسفراء الإيسيسكو الشباب من أجل السلام باللغات الثلاث للمنظمة، والذي ينص على التزام السفراء الشباب باتخاذ التدابير اللازمة لنشر السلام والأمن مع التصدي لجميع أنواع العنف والتطرف والتركيز على النساء والشباب في بناء السلام، والامتناع عن الترويج لأي أجندة سياسية أو حزبية أو اتخاذ أي موقف سياسي أو حزبي من شأنه تقويض جهود ومهام الإيسيسكو والمنظمات الشريكة لها.
وشهد الحفل تسليم جائزة دعم قيادة السلام لأربعة من أعضاء فوج 2021 لبرنامج الإيسيسكو التدريبي، وتوزيع الشهادات على أعضاء الفوج الثلاثين الذين ينتمون إلى أكثر من 20 دولة، ليصبحوا بشكل رسمي سفراء للإيسيسكو من أجل السلام.
وفي ختام الحفل جرى فتح المجال أمام الفائزين بجائزة دعم قيادة السلام لتقديم مشاريعهم، كما تم تقديم أبرز نقاط ومراحل برنامج الإيسيسكو لتدريب النساء والشباب على القيادة من أجل السلام والأمن، والمراحل المستقبلية للبرنامج.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».