إطار محطم وآثار حمض نووي تكشف لص لوحة فان غوخ

المتهم ينفي الاتهامات الموجهة إليه

TT

إطار محطم وآثار حمض نووي تكشف لص لوحة فان غوخ

لم يكن نيلز إم مبتدئاً في مجال السرقات الفنية، ومع ذلك أعلن محققون أن أدلة الحمض النووي التي وجدت على إطار محطم لصورة في أحد المتاحف وعلى حزام ثقيل في متحف آخر، عاونت المحققين الهولنديين على تحديد هوية نيلز باعتباره الرجل الذي سرق لوحتين أبدعتهما أنامل فان غوخ وفرانز هالز في عمليتي سرقة اتسمتا بجرأة واضحة.
كان التطابق مع بيانات موجودة في قاعدة البيانات الخاصة بهم قد قادت السلطات إلى المتهم البالغ 59 عاماً، والذي سبق أن قضي 5 سنوات في السجن لسرقته وعاءً مطلياً بالفضة يعود إلى القرن الـ17 من أحد المتاحف في خاودا عام 2012.
أثناء حادث السرقة، استخدم نيلز إم، الذي لم يكشف عن اسمه بالكامل، حسبما تفرض قوانين الخصوصية الهولندية، متفجرات لنسف باب المتحف.
ويسعى المدعون للمطالبة بسجنه 8 سنوات عما وصفوه بأنه «حوادث استثنائية» جرى تنفيذها بمعاونة شريك لم تكشف هويته بعد. أما فيما يخص اللوحتين، اللتين تتراوح قيمة التأمين عليهما قرابة 2.5 مليون يورو (2.9 مليون دولار) للوحة فان غوخ، وما بين 10 و15 مليون يورو (11.7 و17.6 مليون دولار) للوحة هالز، فلم يتم استعادتهما حتى الآن.
من ناحيته، قال المدعي العام في القضية غابرييل هوبينبرويزر، داخل قاعة المحكمة في وقت سابق: «اقتحام متحف وسرقة لوحات لفنانين مشهورين عالمياً، وهي قطع تنتمي لتراثنا الثقافي، ولا يمكن الاستغناء عنها، أمر غير مقبول على الإطلاق».
وأثناء جلسة المحكمة، التي انعقدت في ليليستاد، نفى المتهم الاتهامات الموجهة له، وقال المحامي الذي يمثله، رينسكي فان زاندان، أثناء مقابلة أجريت معه: «لقد قال إنه لم يسرق هذه اللوحات ولا علاقة له بها».
في المقابل، أكد المدعون العموميون في منطقة وسط هولندا إن دليل الحمض النووي الذي جرى استخراجه من إطار الصورة والحزام الذي من المحتمل أن المهرب استخدمه، يشير إلى نيلز إم.
وتعود لوحة فان غوخ التي تحمل اسم «حديقة القسيس في نيونيين» إلى العام 1884. وكانت جزءاً من معرض مؤقت ينظمه متحف «سينغر لارين»، على سبيل الاستعارة من متحف «غرونينغر» في غرونينغن.
وأظهرت لقطات كاميرات الأمن المرتبطة بعملية السطو التي وقعت العام الماضي، رجلاً يستخدم مطرقة ثقيلة لتحطيم بابين زجاجيين لاقتحام المتحف، وبعد ذلك غادر مع اللوحة تحت ذراعه.
وقال ممثلو الادعاء إن إطار اللوحة خلّف وراءه شظايا في ساحة انتظار السيارات، وأضافوا أن بعض هذه القطع تحمل آثار الحمض النووي للمشتبه به.
من ناحية أخرى، سرقت لوحة هالز، التي تحمل اسم «صبيان يضحكان مع قدح من البيرة»، والتي تعود إلى القرن السابع عشر، بعد 5 أشهر في أغسطس (آب) 2020 من متحف صغير يدعى «هوفجي فان ميفرو فان آردن» في ليردام. ولفتت هذه السرقة الأنظار على نحو خاص، لأنها كانت المرة الثالثة التي تُسرق فيها اللوحة من نفس المتحف الصغير، «تعرضت للسرقة فيما سبق عامي 2011 و1988، لكن جرت استعادتها في المرتين».
بعد حادث السرقة، كان الباب الخلفي للمتحف مفتوحاً وعثرت الشرطة على حزام برتقالي مربوط بسارية علم في الحديقة الواقعة خارج المتحف. ويعتقد المدعون أنه من المحتمل أن الحبل جرى استخدامه في إنزال لوحة هالز من المتحف باتجاه دراجة بخارية كانت في الانتظار. وأظهرت كاميرا أمنية شخصين يقودان الدراجة بعيداً، وكان الراكب يحمل شيئاً مربعاً يشبه لوحة صغيرة.
علاوة على ذلك، جرى اكتشاف سلم قابل للتمديد قبل أسبوعين من السرقة التي وقعت في ليردام، مغمور في امتداد من الماء بالقرب من قاعدة جدار حديقة المتحف الذي يشتبه المدعون في أن اللصوص ربما اختبئوا هناك لتسلق الجدار. وقال المحققون إن أحد المارة لاحظ السلم ونقله من مكانه، وربما أحبط بذلك جزءاً من خطتهم. وأكد المدعون على قوة أدلة الحمض النووي في كل من هذه الحوادث، لكنهم قالوا كذلك إن هناك أسباباً أخرى مقنعة تشير إلى أن السرقتين جرى تنفيذهما من جانب نفس الرجل. ووقعت السرقتان في وقت ما بعد الساعة الثالثة صباحاً بقليل، وجرى خلالهما استخدام قوة شديدة لاقتحام المتاحف، وشارك فيها شريك ساعد اللص على الفرار من مسرح الجريمة على ظهر دراجة بخارية، على حد قولهم. ولم يحدد المحققون هوية هذا الشخص بعد.
جدير بالذكر في هذا الصدد أن المتحف القائم في ليردام جزء من منزل مخصص للنساء غير المتزوجات، ويعرض كذلك المقتنيات الفنية لصاحب المنزل، الذي يعود إلى القرن الـ18. وتجري إدارة المتحف في الجزء الأكبر منه، من جانب متطوعين، يتولون صيانة المتحف والحديقة المجاورة له. وأشار ممثلو الادعاء إلى نبتة تعرضت للدهس ساعدت المحققين في معرفة المكان الذي صعد منه السارق فوق الجدار إلى داخل الحديقة.
تجدر الإشارة إلى أنه تم القبض على المدعى عليه، نيلز إم، في أبريل (نيسان)، بمنزله في مدينة بارن، وهي بلدة صغيرة قريبة من لارين. وقال ممثلو الادعاء إنه تم العثور على سلاح ناري وذخيرة أثناء تفتيش منزل المتهم، بالإضافة إلى أكثر عن 10000 قرص من مخدر إكستاسي.
من جهته، ورداً على الاتهامات المنسوبة إليه داخل المحكمة في وقت سابق من هذا الشهر، قال نيلز إم، الذي يعمل في مرآب يتولى داخله إصلاح السيارات، إنه استخدم أحياناً نوع الحزام الموجود في ليردام عندما كان يصلح سيارات، الأمر الذي ربما يفسر وجود الحمض النووي الخاص به على حزام. وقالت محاميته، فان زاندن، إن موكلها لا يعرف كيف وصل الحزام إلى ليردام.
وشرحت المحامية في رسالة، بعثت بها عبر البريد الإلكتروني، متحدثة عن موكلها: «قال إنه كثيراً ما كان يستخدم الأحزمة، على سبيل المثال، في التقاط أجزاء من السيارات. وأشار إلى أنه في بعض الأحيان كان يترك مثل هذه الأحزمة خلفه».
وفيما يخص دليل الحمض النووي، أكدت فان زاندن أن دليل الحمض النووي الذي جرى الحصول عليه من لارين ليس حاسماً، وذلك لأسباب، منها وجود تطابق مع أشخاص آخرين كانت آثار من الحمض النووي الخاص بهم موجودة على إطار الصورة. وأشارت كذلك إلى أن موكلها يبدو أطول من الرجل الذي ظهر في لقطات لارين، وأضافت أن الطريقة التي تعامل بها اللص مع المطرقة في الفيديو توحي بأنه يستخدم يده اليسرى، بينما يستخدم موكلها يده اليمنى.
وفي سياق متصل، أدت سرقة الأعمال الفنية الخاصة باثنين من الفنانين الهولنديين البارزين في غضون أشهر قليلة إلى ظهور كثير من النظريات حول الدافع وراء السرقة. داخل المحكمة، قال هوبينبرويرز إن المدعين يعتقدون أن المتهم باع اللوحتين المسروقتين أو تخلص منهما، وهما الآن أصبحا داخل دائرة عالم الجريمة.
وذكرت لائحة الاتهام بعض الأسباب التي تجعل الأعمال الفنية الشهيرة جذابة في عيون اللصوص، رغم أنه من المتعذر بيعها أو عرضها علانية بسهولة. ويعتقد المحققون أن مثل هذه الأعمال الفنية ربما تجتذب أموالاً ضخمة في عالم الجريمة، لأنه يمكن استغلالها في المطالبة بفدية من شركات التأمين التي تؤمن عليها، وفي بعض الحالات يمكن استغلالها في المفاوضات مع السلطات لضمان الحصول على عقوبات سجن مخففة.
أما آرثر براند، المحقق الفني الخاص الذي يتابع الحالتين، فأعرب عن اعتقاده بأن ثمة طلباً شديداً داخل عالم الجريمة في هولندا على الأعمال الفنية. وقال إن المتهمين بجرائم المخدرات يعتقدون أن تسليم أعمال فنية مسروقة للسلطات قد يضمن لهم عقوبات مخففة.
- خدمة «نيويورك تايمز»



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.