«أورانج الأردن» تتعاقد مع «هواوي» الصينية لإنشاء وتطوير شبكتها للجيل الرابع

رصدت 350 مليون دولار لتطوير شبكتها للجيل الرابع

«أورانج الأردن» تتعاقد مع «هواوي» الصينية لإنشاء وتطوير شبكتها للجيل الرابع
TT

«أورانج الأردن» تتعاقد مع «هواوي» الصينية لإنشاء وتطوير شبكتها للجيل الرابع

«أورانج الأردن» تتعاقد مع «هواوي» الصينية لإنشاء وتطوير شبكتها للجيل الرابع

أعلنت شركة «أورانج الأردن» عن اختيارها لشركة «هواوي» الصينية لتكون شريكها الرسمي في مشروع إنشاء وتنفيذ شبكتها للجيل الرابع الداعمة لتكنولوجيا (LTE) المتطورة، والمخطط لإطلاقها رسميا خلال النصف الأول من العام الحالي 2015.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقدته «أورانج الأردن» أمس الثلاثاء، وذلك بحضور عدد من مسؤولي كلا الطرفين، والسفير الصيني لدى الأردن غاو يوشينغ.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «أورانج الأردن»، جان فرانسوا توما، إن إطلاق شبكة الجيل الرابع يعتبر بمثابة إعلان عن أحد أكبر مشاريعها للعام الحالي 2015، وحرصها على فتح آفاق العصر التقني من مختلف القطاعات والشرائح، الأمر الذي دفعها للتعاون مع «هواوي» التي أبدت التزاما مطلقا بدعم مشروع «أورانج الأردن»، وتبني أفضل حلول الشبكات لديها. وأوضح توما أن تكنولوجيا الجيل الرابع ستتيح سرعات عالية للإنترنت عريض النطاق، مما يثري تجربتهم في استخدام الإنترنت بشكل مختلف تماما عما سبق، مشيرا إلى أن الإطلاق المرتقب لشبكة الجيل الرابع يؤكد على التزام «أورانج الأردن» المستدام بإحداث ثورة ونقلة نوعية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المحلي، لا سيما في ضوء ما حققته الشركة في إدخال وتقديم خدمات الجيل الرابع للمملكة العام الماضي 2014، وذلك في إطار إطلاقها للمرحلة التجريبية لشبكتها للجيل الرابع حينها، وتقديمها لفرصة الاتصال والتواصل المجاني باستخدام الجيل الرابع في عدد من مناطق الكثافة السكانية والتجارية حول العاصمة عمّان.
وأكد توما ثقة «أورانج» بحلول وخبرات «هواوي» في مجال تطوير التكنولوجيا وتنفيذها لسمعتها الطيبة كواحدة من الشركات العالمية الرائدة في مجال بناء شبكات الاتصالات وتوفير التقنيات والحلول المتوافقة مع أرقى المعايير العالمية، موضحا أن ذلك ما جعلها الشريك الأنسب لهذا المشروع.
ومن جانبه، عبر أليكس شو، نائب الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة «هواوي»، عن فخر الشركة بوقوع اختيار «أورانج الأردن» عليها لتولي هذا المشروع بالكامل، مبينا أن «هواوي» تتبنى في عملها وتطويرها للتقنيات نهجا يركز في المقام الأول على الزبائن. وقال إنه تم اختيار «هواوي» وإبرام الاتفاقية معها على أثر نتائج عملية الاختيار الواسعة التي قامت بها «أورانج الأردن»، والتي شملت أربعة عروض تم استدراجها من قبل عدة مزودين عالميين من كبرى الشركات الرائدة المتخصصة؛ حيث تم تأهيل ثلاثة للدراسة والمفاضلة، وأسفر ذلك في نهاية العملية عن اختيار «هواوي» كشريك مثالي لـ«أورانج» في هذا المشروع.
بدوره، أكد سفير جمهورية الصين الشعبية في عمّان أهمية إنشاء شبكة للجيل الرابع في المملكة، واصفا إياها بالخطوة «الريادية» من شركة «أورانج»، مؤكدا في الوقت ذاته أهمية اختيار شركة «أورانج الأردن» لشركة «هواوي» الصينية التي أثبتت وجودها كواحدة من أكبر شركات الاتصالات في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط. وأشار السفير الصيني إلى أن هذه الاتفاقية تجسد معاني التعاون والعلاقات الاقتصادية الناجحة بين الأردن والصين، وستكون انطلاقة خلال العام الحالي بعد الزيارة المرتقبة للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى الصين خلال شهر سبتمبر (أيلول) المقبل للمشاركة في المعرض العربي الصيني، والتي ستعطي دفعة للعلاقات الأردنية الصينية.
وكانت «أورانج الأردن» قد طرحت عطاء تزويدها بحلول لتطوير شبكتها للجيل الرابع بعد حصولها في وقت سابق على ترخيص صادر من قبل هيئة تنظيم قطاع الاتصالات مقابل 71 مليون دينار أردني (ما يعادل 100 مليون دولار) للرخصة وتبعاتها من التحسينات التقنية. وحسب بيان لشركة «أورانج» فقد رصدت مبلغ 350 مليون دولار لتطوير شبكة الجيل الثالث ولاستثمارها في إنشاء وتطوير شبكتها للجيل الرابع.
وتتضمن الاتفاقية قيام «هواوي» علاوة على إنشائها للبنية التحتية لشبكة الجيل الرابع الخاصة بـ«أورانج الأردن»، بتعزيز موثوقية وتغطية شبكاتها للجيلين الثالث والثاني، وذلك من أجل تحسين تجربة زبائنها في جميع أنحاء المملكة.
وسيتم إنشاء وتنفيذ مشروع شبكة «أورانج الأردن» للجيل الرابع على عدد من المراحل، ليتم في ختام الأولى إطلاق الشبكة وخدماتها تجاريا قبل نهاية النصف الأول من العام الحالي لتغطية العاصمة عمّان، ومن ثم الانتقال لتغطية كل المدن الأردنية الأخرى ضمن المراحل اللاحقة بحلول نهاية العام.
يشار إلى أن شركة «هواوي» الصينية من الشركات الرائدة في مجال حلول تقنية المعلومات والاتصالات العالمية، وتوظف 150 ألف موظف حول العالم، ويتم تطبيق حلولها وخدماتها في أكثر من 170 دولة حول العالم.



وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 
TT

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة)، قبل أن تصبح اليوم أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم، وحاصلة على 9 شهادات قياسية من «غينيس».

وسميت «الكنداسة» اشتقاقاً من اسمها اللاتيني (Condenser) والتي تعني المكثف، هذه الآلة كانت تعمل بالفحم الحجري لتكثيف وتقطير مياه البحر لتنتج المياه العذبة.

وفي عام 1926، وبسبب معاناة الحجاج والمعتمرين من قلة المياه العذبة عند وصولهم إلى جدة، إذ كانت بالكاد تكفي السكان، أمر الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود باستيراد آلتين كبيرتين لتقطير مياه البحر لتأمين احتياجهم من الماء.

أما نقطة التحول فكانت في 1974، العام الذي أنشئت فيه المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في السعودية (الهيئة السعودية للمياه حالياً). وتدير حالياً 33 محطة تحلية، من بينها 8 محطات على ساحل الخليج العربي و25 محطة على ساحل البحر الأحمر.

وتنتج هذه المحطات 5.6 مليون متر مكعب من المياه العذبة يومياً، ما يعادل نحو 70 في المائة من إنتاج المياه المحلاة في المملكة، ما يجعلها أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم.

وقد سجّلت في فبراير (شباط) الماضي المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تسعة أرقام قياسية سعودية جديدة في موسوعة «غينيس» العالمية، وذلك لإنتاجها ما يزيد على 11.5 مليون متر مكعب يومياً.

استثمارات ضخمة

أصبحت السعودية من كبرى الدول في العالم من حيث حجم الاستثمارات في تحلية المياه، إذ ضخت استثمارات كبيرة في بناء محطات التحلية، بحسب وكيل الرئيس للشراكات الاستراتيجية والمحتوى المحلي في الهيئة السعودية للمياه المهندس محمد آل الشيخ، خلال حديثه في مؤتمر الأطراف (كوب 16) المقام حالياً في الرياض.

وأوضح آل الشيخ أن العاصمة الرياض على سبيل المثال تحصل على المياه المحلاة من بحر الخليج العربي عبر خط أنابيب يمتد لمسافة 500 كيلومتر، وهو نظام نقل مياه متطور لنقل المياه المحلاة، مضيفاً أن هناك استثمارات في البنية التحتية قد تمت على مدار أكثر من أربعة عقود.

ووفقاً لآخر الأرقام المعلنة، فقد رصدت البلاد ميزانية تجاوزت 80 مليار دولار لتنفيذ مئات المشاريع المائية خلال السنوات المقبلة.

تعميم التجربة

ولم تدخر السعودية الخبرات التي جمعتها منذ أن تحولت تحلية المياه من «الكنداسة» إلى أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم.

فقد وقّعت في يوليو (تموز) 2024 اتفاقية مع البنك الدولي تهدف في أحد بنودها إلى تعميم تجربة المملكة الناجحة في قطاع المياه إلى الدول الأقل نمواً.

وتشمل أيضاً نقل المعرفة وتبادل الخبرات في إدارة الموارد المائية وتقليل التكاليف التشغيلية للمرافق.

وتسعى البلاد إلى مساعدة الدول الأخرى في تحسين كفاءة قطاع المياه وتطوير حلول مستدامة، ما يحقق الهدف السادس لهيئة الأمم المتحدة: «المياه النظيفة والنظافة الصحية»، وفق البيان.

تقنيات الطاقة

وفيما يخص التقنيات المتطورة في تحلية المياه، تحدث آل الشيخ عن التوجهات المستقبلية لتحسين تقنيات التحلية، إذ انتقلت المملكة من استخدام تقنيات التحلية الحرارية إلى تقنيات أكثر كفاءة وأقل استهلاكاً للطاقة بنسب تصل في توفير الطاقة لأكثر من 80 في المائة، وتهدف إلى أن تصبح 83 في المائة من مياه البحر المحلاة، وتعتمد على تقنية التناضح العكسي، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة.

وتُستخدم تقنية التناضح العكسي بشكل واسع في تحلية مياه البحر للحصول على مياه صالحة للشرب، وفي معالجة مياه الصرف الصحي، وكذلك في العديد من التطبيقات الصناعية التي تحتاج إلى مياه نقية وخالية من الشوائب.

آل الشيخ متحدثاً للحضور خلال إحدى الجلسات على هامش مؤتمر (كوب 16) بالرياض (الشرق الأوسط)

وأشار آل الشيخ إلى أن المملكة قامت بتنفيذ تجارب مبتكرة، مثل المشروع التجريبي في مدينة حقل (شمال غربي السعودية)، من خلال إنشاء محطة هجينة تعتمد على الطاقة الشمسية والرياح والطاقة التقليدية.

و«قد أثبت المشروع أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تساهم في تقليل استهلاك الطاقة في تشغيل محطات التحلية، حيث يمكن للطاقة المتجددة أن تساهم في تشغيل المحطات بنسبة تصل إلى 60 في المائة في بعض الفصول».

انخفاض تكلفة الإنتاج

وفيما يتعلق بتكاليف الإنتاج، أكد آل الشيخ أن تكلفة تحلية المياه قد انخفضت بشكل ملحوظ، إذ كانت تكاليف إنتاج متر مكعب واحد من الماء تتجاوز 4 ريالات (1.06 دولار) في الماضي، بينما الآن لا تتجاوز التكلفة 2.5 ريال (نحو 0.67 دولار)، مع توقعات بتحقيق انخفاض أكبر في المستقبل.

وخلال الجلسة الحوارية على هامش «كوب 16»، قال المدير العالمي لقطاع الممارسات العالمية للمياه بمجموعة البنك الدولي ساروج كومار جاه إن الدول التي تعاني من ندرة المياه يجب أن تسعى إلى إعادة استخدام كل قطرة مياه في البلاد عدة مرات.

وأشار إلى أن سنغافورة تعد نموذجاً في هذا المجال، حيث تعيد استخدام كل قطرة مياه 2.7 مرة. وفيما يتعلق بالسعودية، ذكر أن المملكة تستخدم المياه مرتين تقريباً، مع إمكانية تحسين هذه النسبة بشكل أكبر في المستقبل.

المدير العالمي لقطاع الممارسات العالمية للمياه بمجموعة البنك الدولي ساروج كومار خلال الجلسة الحوارية (الشرق الأوسط)

وفيما يخص تكلفة تحلية المياه، قال إنها انخفضت بنسبة 80 في المائة تقريباً عالمياً، بفضل استخدام الطاقة الشمسية وتطور التقنيات المستخدمة في التحلية، مما يجعل هذه الطريقة أكثر جدوى في البلدان مثل السعودية التي تقل فيها معدلات هطول الأمطار.

ولفت كومار جاه إلى زيارته الأخيرة منطقة أنتوفاغاستا في تشيلي، وهي الأشد جفافاً في العالم، إذ لا تسقط فيها الأمطار على الإطلاق.

ورغم ذلك، تُعد هذه المنطقة من أكثر المناطق الاقتصادية ازدهاراً في العالم، بفضل تبني تقنيات تحلية المياه وإعادة استخدامها، مما يعكس إمكانية بناء المرونة المائية في المناطق الجافة مثل السعودية، بحسب كومار جاه.