أدلة علمية على جدوى لقاحات «كورونا» لمرضى السرطان

90 دراسة تم تقديمها في مؤتمر «الجمعية الأوروبية لعلم الأورام»

TT

أدلة علمية على جدوى لقاحات «كورونا» لمرضى السرطان

وصل تأكيد طال انتظاره لفعالية تطعيم مرضى السرطان بلقاح «كوفيد - 19»، وذلك عبر المؤتمر السنوي لـ«الجمعية الأوروبية لعلم الأورام الطبي»، وهي جمعية مهنية رائدة لطب الأورام.
وكشفت 90 دراسة، تم تقديمها خلال المؤتمر، الذي عقد افتراضياً خلال الفترة من 16 إلى 21 سبتمبر (أيلول) الحالي، عن أن الأفراد المصابين بالسرطان لديهم استجابة مناعية وقائية مناسبة للتطعيم دون التعرض لأي آثار جانبية أكثر من عامة السكان، كما تشير الدلائل إلى أن حقنة ثالثة «معززة» يمكن أن تزيد من مستوى الحماية بين هؤلاء المرضى.
ونظراً لاستبعاد مرضى السرطان من التجارب السريرية التي أجريت لتطوير اللقاحات ودعم ترخيصها للاستخدام، فإن الأسئلة حول ما إذا كانت اللقاحات آمنة في هذه الفئة السكانية الضعيفة وما إذا كانت توفر الحماية الكافية ضد الأشكال الشديدة من «كوفيد - 19»، للأفراد الذين قد يضعف جهاز المناعة لديهم بسبب العديد من الأدوية المضادة للسرطان، تركت مفتوحة حتى الآن.
يقول جورج بينثيروداكيس، كبير المسؤولين الطبيين في الجمعية الأوروبية، إن «المؤتمر السنوي للجمعية، كرس جهوداً كبيرة لجعل (كوفيد – 19) أولوية، وتلقينا أكثر من 90 ملخصاً حول هذا الموضوع، مع بيانات ممتازة حول فاعلية اللقاحات مع مرضى السرطان، وهذا دليل واضح على أن تلقيحهم كان الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله».
ومن بين الدراسات التي عرضت في المؤتمر، دراسة من هولندا سجلت 791 مريضاً من مستشفيات عدة، وتم تقسيمهم لأربع مجموعات دراسية متميزة تضم أفراداً غير مصابين بالسرطان، ومرضى يعانون من السرطان، بعضهم تلقى العلاج المناعي، ومرضى عولجوا بالعلاج الكيميائي وأخيراً المرضى الذين عولجوا بمزيج من العلاج المناعي الكيميائي، لقياس استجاباتهم للقاح «موديرنا».
وبعد 28 يوماً من إعطاء الجرعة الثانية، تم العثور على مستويات كافية من الأجسام المضادة للفيروس في الدم في 84 في المائة من المرضى المصابين بالسرطان الذين يتلقون العلاج الكيميائي، و89 في المائة من المرضى يتلقون العلاج المناعي الكيميائي معاً و93 في المائة من المرضى يتلقون العلاج المناعي وحده.
ووفقاً للدكتور أنطونيو باسارو، خبير سرطان الرئة في المعهد الأوروبي للأورام في ميلانو بإيطاليا، والذي لم يشارك في الدراسة، فإن هذه النتائج تقارن بشكل إيجابي مع استجابات الأجسام المضادة التي شوهدت في (99.6 في المائة) تقريباً من مجموعة الأفراد غير المصابين بالسرطان.
وقال في تقرير نشره أول من أمس موقع الجمعية الأوروبية «إن المعدلات العالية لفاعلية اللقاح التي لوحظت بين مجتمع التجربة، بغض النظر عن نوع العلاج المضاد للسرطان، تشكل رسالة قوية ومطمئنة للمرضى وأطبائهم».
وسلط باسارو الضوء على أهمية ضمان التطعيم الكامل بجرعتين للمرضى المصابين بالسرطان لتطوير أجسام مضادة واقية كافية ضد الفيروس، حيث أظهرت بيانات التجربة أيضاً أن واحداً فقط من كل ثلاثة ممن يتلقون العلاج الكيميائي بمفرده أو بالاشتراك مع العلاج المناعي قد حقق استجابة كافية بعد الجرعة الأولى.
وعلق الدكتور لويس كاستيلو - برانكو، اختصاصي الأورام الطبية بالجمعية الأوروبية، قائلاً «هذه النتائج تقدم دعماً إضافياً لمبدأ تقديم الدورة الكاملة، بما في ذلك جرعة تقوية ثالثة، من أجل مرضى السرطان لتحسين حمايتهم؛ لأنه يشير إلى أن جهاز المناعة لديهم سوف يستجيب للمنبهات الإضافية».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم