3 مهرجانات تتنافس في وقت واحد

تجتمع على حشد أفلام الموسم المقبل

«سيرانو» كميوزيكال
«سيرانو» كميوزيكال
TT

3 مهرجانات تتنافس في وقت واحد

«سيرانو» كميوزيكال
«سيرانو» كميوزيكال

ثلاثة مهرجانات متعاقبة في هذا الشهر أكدت أن السينما، كما نعرفها وكما ستتطور إليه في السنوات المنظورة، وجدت لتبقى.
هذه المهرجانات هي فينيسيا وتورونتو وتليورايد. الأخير هو أقل شهرة حول العالم لكنه اكتسب حضوراً ساطعاً في الولايات المتحدة بسبب اختلاف منهجه عن معظم المهرجانات واختياراته من الأفلام التي تنشد الظهور مجدداً في موسم الجوائز المقبل.
كل مهرجان من هذه الثلاثة، في الواقع، يختلف في كيانه الأساسي وهويته واهتماماته وبرامجه. لكن اجتماعها في خلال الأيام الثمانية عشرة الأولى من سبتمبر (أيلول) يشبه تحالفاً استراتيجياً كذلك الذي يقوم به أهل الحكم والسياسة. حتى وإن أخذنا بعين الاعتبار أن كل مهرجان منها، في صميمه، منافس للمهرجان الآخر، فإن حضورها المكثف في هذه الفترة يمنح السينما، صناعة وفناً، ما تحتاج إليه من دعم في مستهل الأشهر التالية التي تتعالى فيها التوقعات حول من سيفوز ومن لن يفوز في لعبة الجوائز.

ناصية إطلاق
أحد أوجه المنافسة بين اثنين منها تحديداً هو أي منها يوفر منصة إطلاق صوب الأوسكار. هذان المهرجانان هما فينيسيا وتليورايد. الأول بحشد أفلامه العالمية والثاني بمنتخباته الأميركية. تورونتو له دور مختلف: هو بوابة الموسم من الأفلام التي قد لا تهدف إلى جوائز المجتمع الفني، لكنها تضع في نصب أعينها السوق التجارية الممتدة خلال الأشهر المقبلة. لحين، ليس بالبعيد، بدا تورونتو كنموذج لما ستكون عليه المهرجانات مستقبلاً:
يُقام في مدينة واسعة ومتشعبة النشاطات. لا يحفل بالجوائز الرسمية وبالتالي ليست هناك من لجنة تحكيم. موجه مباشرة إلى الجمهور العريض (لكنه يدعو ويستقبل صحافيين ونقاداً) ويقيم حفلاته ليل - نهار في جو مريح للجميع، وكل حفلة من حفلاته هي مناسبة يؤمها نجوم السينما الذين عادوا للتو من فينيسيا أو قدموا مباشرة من هوليوود.
هذا العام لم يكن تورونتو المهرجان المألوف فيما مضى من السنوات. الدورة 46 (من 8 إلى 18 من الشهر الحالي) سقطت ضحية تدابير الحكومة المتشددة حيال «الكوفيد»، وبالتالي ضحية الوباء المنتشر. زيارة المهرجان اليوم تذكرة لزيارة نوستالجيا السنوات العشرين الأخيرة عندما تحول المهرجان من مجرد ناصية لجمع وإعادة عرض أفلام من المهرجانات التي سبقته إلى صرح قائم بذاته.
عندما كنت تشهد أمام كل صالة حشد لا ينتهي من المشاهدين وحين كانت الصالات الكبيرة تمتلئ بالمشاهدين كحال الصالات الصغيرة بلا فرق، كنت تستطيع أن تجلس على كرسيك، لتجد أن المخرج برايان دي بالما، يجلس مباشرة وراءك وبجانبك رئيس قسم الإنتاج في بارامانت. وها هو وودي ألن يتسلل قبل أن تطفئ الصالة أضواءها بلحظات.
رغم ذلك، استطاع تورونتو عرض عدد كبير من الأفلام بعضها، كما سيرد أدناه، سيتكرر الحديث عنه كونه سيتجه إما لعروض تجارية ناجحة أو لجولة جوائز مثمرة.

خمسة أيام
تليورايد احتفل بمناسبته الـ48 وهو كان حتى سنوات قليلة غير ذي حسبان لدى شركات الإنتاج والتوزيع في هوليوود، لكنه وجد المناسبة مؤخراً ليتحول من مجرد مهرجان صغير أسوة بمئات سواه من المهرجانات الأميركية، إلى محطة لعرض واستقطاب الإعلام المسبق للأفلام المنتخبة. ورغم نجاح خطته الجديدة إلا أنه ما يزال يؤاثر الحفاظ على عدد محدود من الأيام لا تتجاوز الخمسة. هذا العام أقيم ما بين الثاني والسادس من الشهر عرض فيها أفلام لشركات رئيسية منها «أمازون» و«نتفليكس» و«م ج م» و«فوكاس فيتشر»، ما يعني أن هوليوود باتت تتوقع من هذا المهرجان رصيداً إعلامياً وتسويقياً ضخماً. أما شيخ المهرجانات فينيسيا فكثر هنا الحديث عنه. ضمن هذه المجموعة هو الوحيد الذي يصر على أن تكون أفلام مسابقته الرئيسية حكراً له أولاً. تورونتو وتليورايد لا يشترطان ذلك.
ما بين هذه المهرجانات تكونت صورة واضحة للمهم والجيد من العروض التي سيتم التداول بشأنها حتى السنة المقبلة. التالي سبعة أفلام منها ولماذا ستتميز عن سواها خلال موسم الجوائز لعامي 2021 و2020:

Cyrano
> عروض: مهرجان تليورايد.
«سيرانو» اقتباس سينمائي جديد عن مسرحية إدموند روستاند «سيرانو دو برجيراك» قام بها المخرج جو رايت مانحاً البطولة لمجموعة من غير المعروفين كثيراً، ومن بينهم هايلي بَنِت وبن ماندلشون وبشير صلاح الدين. الوحيد المعروف هو الممثل بيتر دينكلايج الذي يكتب الأشعار عوض العاشق وينتهي بأن يصبح المعشوق. هذا فيلم ميوزيكال تطلقه «م ج م» خلال الشهر المقبل ويحافظ على الأشعار الفرنسية عبر نصوص تترجمها بكاملها في بعض المشاهد.

Dear Evan Hansen
> عروض: مهرجان تورونتو.
هذا فيلم ميوزيكال آخر جديد قام بتحقيقه الأميركي ستيفن شوبسكي، مستلهماً مادته من مسرحية بالاسم نفسه تم تقديمها في نيويورك. على عكس معظم الأفلام المنتمية إلى النوع المذكور، يشكل الموضوع القاتم هنا (حول شاب مصاب بمرض عصبي يؤديه بن بلات) تحدياً لمنتجيه وللجمهور المنتظر منه. لكنه من الفرادة على هذا المنوال بحيث من المحتمل وصوله إلى ترشيحات الأوسكار.

Happening
> عروض: مهرجان فينيسيا.
هذا الفيلم الفرنسي الذي خرج بجائزة مهرجان فينيسيا الأولى قبل أيام دراما اجتماعية بطلته فتاة شابة تسعى للإجهاض. لكن فرنسا الستينات، حيث تقع الأحداث، كانت لا تزال تعتبر الإجهاض جريمة وبطلة الفيلم (آنا ماريا فرتولومي) ستجد نفسها تبحث عن الخلاص على يدي طبيب وسط مخاوف كثيرة. الفيلم من إخراج أودري ديوان وقد يجد طريقه إلى ترشيحات الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي.

Dune
> عروض: مهرجان فينيسيا وتورونتو.
الفيلم المنتظر على أكثر من وجه باشر عروضه التجارية بنجاح خارج الولايات المتحدة (معروض منذ الخميس الماضي في صالاتي فرنسا). شوهد في فينيسيا، حيث استقبل بحفاوة وانتقل إلى تورونتو، حيث كان أحد أكثر الأفلام إقبالاً. المخرج (الكندي) دنيس فلنييف لم يأل جهداً في نقل حكاية فرانك هربرت (منشورة سنة 1965) بأمانة، موظفاً في ذلك عناصر جمالية وبصرية عديدة ومحافظاً على «الثيمات» المختلفة التي تنضح بها. فيلم مؤكد لموسم الجوائز بلا ريب.

Belfast
> عروض: توليورايد، تورونتو.
الجائزة الوحيدة التي تُمنح في مهرجان تورونتو هي جائزة الجمهور والجمهور صوت لفيلم كينيث براناف الذي يعتمد السيرة الذاتية عن حياة المخرج حين وُلد وترعرع في مدينة بلفاست. الفيلم مصور بالأبيض والأسود لمعظم مشاهده والسيرة تمنح الفيلم ناصية محببة كون المخرج لم يشأ الاعتماد على ما يرد عادة في أفلام السير من كليشيهات. آيل إلى موسم الجوائز مذكراً بفيلم المكسيكي ألفونسو كوارون «روما».

The Card Counter
> عروض: فينيسيا، توليورايد.
على بعض عثراته، هذا فيلم آخر من أفلام الخرج بول شرادر المشبعة بالوجدانيات من دون خطابات. لا الحوار ينبئ بما يقع في داخل الشخصية الرئيسية (لاعب ورق يربح دوماً بسبب خبرته)، ولا تعبير الممثل تسهم في إيضاح ما يدور داخله، وكل هذا مقصود بذاته. يؤدي أوسكار آيزاك الدور بجدارة وثقة بينما يعالج المخرج الدراما بأسلوبه الهادئ والرصين بعيداً عن أي هالات واختصارات تشتهر بها اليوم أفلاماً كثيرة.

Last Night in Soho
> عروض: فينيسيا وتورونتو.
نظرة رومانسية للندن الستينات أيام البيتلز والحافلات المفتوحة من الخلف (سهلة الوثوب إليها ومنها) وحياة سوهو التي تختصر في شوارعها الضيقة مشاعر وأحاسيس العشاق وأصحاب النيات المبيتة على حد سواء. الإخراج لإدغار رايت الذي برع سابقاً في تحقيق أفلام رعب من بينها «Shaun of the Dead» قبل أن يبدأ مسيرة من التنويع، وهذا الفيلم ينتمي إليها. حكاية فتاة تحلم بأن تصبح مغنية، وتجد أن تحقيق الحلم أصعب منالاً. مع آنا تايلور جوي في البطولة، واستعانة ببعض الوجوه الشهيرة من الفترة مثل ترنس ستامب ودايانا ريغ.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.