«كف ودفوف»... يجذب بواقعيته المشاهد عبر دهاليز الصحافة والفن الشعبي

إبراهيم الحساوي لـ «الشرق الأوسط»: التجديد يشتت القصص المستهلكة

الفنان إبراهيم الحساوي في مشهد من مسلسل «كف ودفوف» الذي يعرض حالياً
الفنان إبراهيم الحساوي في مشهد من مسلسل «كف ودفوف» الذي يعرض حالياً
TT

«كف ودفوف»... يجذب بواقعيته المشاهد عبر دهاليز الصحافة والفن الشعبي

الفنان إبراهيم الحساوي في مشهد من مسلسل «كف ودفوف» الذي يعرض حالياً
الفنان إبراهيم الحساوي في مشهد من مسلسل «كف ودفوف» الذي يعرض حالياً

من دهاليز الصحافة وصراع الفساد والنزاهة في السلطة الرابعة، إلى خبايا فرق الفنون الشعبية التي يحاول أفرادها الارتقاء في السلم الاجتماعي من بوابة الشهادة العلمية أو اكتساب الأموال... من الموضوعات التي يقدمها المسلسل الخليجي «كف ودفوف»، الذي يُعرض حالياً ويتصدر قائمة المشاهدة في السعودية والخليج، حسب موقع «شاهد» التابع لـ«مجموعة إم بي سي».
ويغوص المسلسل في أروقة العمل الصحافي، مسلطاً الضوء على المنتفعين من ممارسة المهنة، من خلال شخصية «مبارك» التي جسدها الفنان إبراهيم الحساوي، وهو صحافي انتهازي يصل به الأمر إلى كرسي رئاسة التحرير، في حين تأتي قصة مقابلة من خلال شخصية «ثنيان» التي قدمها الفنان خالد البريكي، وهو صحافي نزيه يتحرى مواطن الفساد في جريدة أخرى مُنافسة.
وتبدو نقطة التقاطع بين الشخصيتين أنّ كليهما عضو في فرقة للفن الشعبي التي عادة لا تحظى بمكانة لائقة في المجتمع الخليجي، مما يدفع بالصحافي الانتهازي لاكتساب الأموال والمعارف العليا كي يرتقي مهنياً، في حين يجد الصحافي النزيه ملاذه في الابتعاث والدراسة ليحصل على شهادة تشفع له بممارسة مهنة الصحافة.
وبين هذه الصراعات؛ يأتي المحور الأهم للقصة في حياة أعضاء الفرق الشعبية وعرض متاعبهم والمنافسة العالية فيما بينهم، وتتشعب الأحداث مع الاختلاف في تعريف مفاهيم كالسعادة والشرف، في امتداد زمني طويل يبدأ من ثمانينات القرن الماضي وصولاً إلى التحوّلات المعيشة في الألفية الحالية.
ويوضح الفنان إبراهيم الحساوي لـ«الشرق الأوسط»، بعد أدائه دور الصحافي الوصولي الذي يبيع ضميره ليحقق طموحاته؛ أنه لا يمثل في هذه الشخصية الشر المطلق؛ بل يحمل خصالاً سيئة تورطه في أمور غير مشروعة، مع تعرضه لابتزاز من عصابات غسل الأموال، مما يضطره للخضوع أكثر في الحلقات المقبلة. ويضيف الحساوي: «بعض المشوشين من الداخل؛ ممن لديهم طموح غير واضح، هم على استعداد لفعل أي شيء بهدف الوصول!». وأكد أن شخصية «مبارك» التي جسدها من غير الممكن التنبؤ بما تفعل، إلا إنّ ذلك لم يمنعه من المرور بالعديد من الإخفاقات، على اعتبار أن أبناءه هم نقاط ضعفه في المسلسل.
ويشير الحساوي إلى أن القصة الرئيسية للعمل تكمن في أعضاء الفرقة الشعبية، ثم يتشعب من ذلك عدد من القصص الثانوية. وعن سر النجاح الجماهيري الذي حققه المسلسل، يقول: «التجديد مهم، خصوصاً أن المشاهد اليوم صار متشبعاً ولديه خيارات عدة، لذا علينا أن نقدم محتوى جيداً وغير مستهلك، والعمل يجمع قصص الفرق الشعبية، وغسل الأموال، والصحافة... وغيرها من أمور شيقة».
من جهة ثانية، يأتي هذا المسلسل من بطولة الفنانة هدى حسين، التي تجسد فيه شخصية «سليمة»، وهي مغنية في فرقة شعبية تمر بعدد من الأحداث الصادمة، مما يجعلها تصاب بداء الشيزوفرينيا، لتلاحقها الهلاوس السمعية والبصرية مع تخيٌل شخصية مخيفة تلاحقها، وهو ما يعدّ طرحاً جديداً على الدراما الخليجية. والمسلسل الذي تبدأ أحداثه قبل نحو 40 عاماً، ينتقل تدريجياً لمرحلة الأبناء وصراعاتهم المختلفة، حيث لم تعد الفرقة الشعبية قادرة على مجاراة متطلبات العصر، ولم تعد الصحف بالتأثير الكبير ذاته الذي كانت عليه قبل الثورة الرقمية، وهو ما يعكس جودة النص الذي لامس هذه التفاصيل بخفة.
يذكر أن مسلسل «كف ودفوف» صُوّر في البحرين، وهو من تأليف الدكتور حمد الرومي، وإخراج منير الزعبي، ومن بطولة هدى حسين، وإبراهيم الحساوي، وخالد البريكي، وشيماء علي، ولطيفة المجرن، وروان المهدي، وفهد البناي... وجمع كبير من الممثلين.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.