من الأسهل الإصابة بالعدوى في الشتاء عنها في الصيف، وهذا ينطبق على جائحة «كورونا» والإنفلونزا والأمراض الفيروسية الأخرى، وتلعب الرطوبة النسبية دوراً مهماً في ذلك، ففي الهواء الطلق تكون نسبتها أعلى بكثير في الشتاء منه في الصيف، كما يتضح من حقيقة أن أنفاسنا تتكثف في الهواء البارد على هيئة قطرات. وافترضت النماذج السابقة أن «القطرات الكبيرة فقط تشكل خطراً مناسباً للإصابة بالعدوى، لأن القطيرات الصغيرة تتبخر بسرعة»، غير أن دراسة نمساوية حديثة أظهرت أن «هذا ليس صحيحاً».
وكشفت الدراسة التي أجرتها الجامعة التقنية في فيينا، بالتعاون مع جامعة بادوفا، ونشرت في 17 سبتمبر (أيلول) بدورية «PNAS»، أنه «نظراً لارتفاع نسبة الرطوبة في الهواء الذي نتنفسه، يمكن حتى للقطرات الصغيرة أن تبقى في الهواء لفترة أطول مما كان يفترض سابقاً».
وبحث الدكتور ألفريدو سولداتي، الباحث الرئيسي بالدراسة، وفريقه في معهد ميكانيكا الموائع ونقل الحرارة بالجامعة التقنية في فيينا، عن التدفقات التي تتكون من مكونات مختلفة، التي تسمى «التدفقات متعددة المراحل»، ويشمل ذلك الهواء الذي يزفره الشخص المصاب عند العطس، حيث توجد الفيروسات المعدية في قطرات سائلة بأحجام مختلفة، مع وجود غاز بينهما.
ويؤدي هذا الخليط إلى «سلوك تدفق معقد نسبياً، حيث تتحرك كل من القطرات والغاز، ويؤثر كلا المكونين على بعضهما، ويمكن أن تتبخر القطرات وتصبح غازاً بنفسها». وللوصول إلى حقيقة هذه التأثيرات، تم تطوير عمليات محاكاة حاسوبية، حيث يمكن حساب تشتت القطرات وهواء التنفس وفقاً لمعايير بيئية مختلفة، على سبيل المثال عند درجات حرارة ورطوبة مختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، تم إجراء تجارب، حيث تم تركيب فوهة مع صمام تحكم كهرومغناطيسي في رأس بلاستيكي لرش خليط من القطرات والغاز بطريقة محددة بدقة، تم تسجيل العملية بكاميرات عالية السرعة، لذلك كان من الممكن قياس القطرات المتبقية في الهواء بالضبط ومدة ذلك. ويقول سولداتي: «وجدنا أن القطيرات الصغيرة تبقى في الهواء بدرجة أكبر مما كان يعتقد سابقاً، وهناك سبب بسيط لذلك، وهو أن معدل تبخر القطرات لا يتم تحديده من خلال متوسط الرطوبة النسبية للبيئة، ولكن من خلال الرطوبة المحلية مباشرة في موقع القطرات».
ويكون هواء الزفير أكثر رطوبة بكثير من الهواء المحيط، وتتسبب رطوبة الزفير هذه في تبخر القطرات الصغيرة بشكل أبطأ، وعندما تتبخر القطيرات الأولى، يؤدي ذلك محلياً إلى ارتفاع الرطوبة، ما يؤدي إلى زيادة إبطاء عملية التبخر الإضافية للقطرات الأخرى. ويضيف: «هذا يعني أن القطيرات الصغيرة معدية لفترة أطول مما هو مفترض، ولكن هذا لا ينبغي أن يكون سبباً للتشاؤم، لكنه يوضح لنا فقط أنه يتعين عليك دراسة مثل هذه الظواهر بالطريقة الصحيحة لفهمها، وعندها فقط يمكننا تقديم توصيات سليمة علمياً، على سبيل المثال فيما يتعلق بالأقنعة ومسافات الأمان».
القطرات الحاملة لـ«كورونا» تدوم أطول مما يُعتقد
دراسة نمساوية توضح طريقة العدوى
القطرات الحاملة لـ«كورونا» تدوم أطول مما يُعتقد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة