مع حلول موسم العودة إلى الدراسة، سيستخدم طلاب المدارس والجامعات كومبيوتراتهم المحمولة وأجهزتم اللوحية وهواتفهم الجوالة للدخول إلى الإنترنت عبر شبكات المدرسة والجامعة، أو المقاهي لدى أداء الواجبات وإجراء الأبحاث، والعمل المشترك على مشاريعهم المختلفة. ولكن هذا الدخول إلى الإنترنت عبر شبكات قد تكون غير محمية أو معرّضة للاختراق بسهولة، يعني أن مشاريعهم الدراسية ومعلوماتهم وملفاتهم الشخصية ستكون عرضة لخطر السرقة أو العبث.
شبكات شخصية افتراضية
ويمكن تجاوز هذه المشكلة باستخدام ما يُعرف بالشبكات الشخصية الافتراضية Virtual Private Networks VPN التي تستخدمها العديد من الشركات العالمية لحماية ملفات موظفيها لدى استخدام الإنترنت. ما هي هذه التقنية، وكيف يمكن الاستفادة منها، وهل لديها جوانب سلبية قد تضع الطالب في موقف محرج أو مخل بالقوانين؟ سنتعرف في هذا الموضوع على هذا النوع من الشبكات وكيفية استخدامه بالشكل السليم.
• تعريف الشبكات الافتراضية. بداية يمكن تعريف الشبكات الشخصية الافتراضية على أنها تقنية تقوم بتغيير عنوان جهاز المستخدم في الإنترنت IP لضمان خصوصية تصفحه. ويمكن تفعيل هذا النوع من الشبكات باستخدام برامج متخصصة تقوم بعمل اللازم لحماية المستخدم. وتستطيع هذه الشبكات إخفاء سجل تصفح المستخدم والمواقع التي زارها، ومنع البرامج المتطفلة من رفع البيانات الشخصية من جهاز المستخدم إلى أجهزة مجهولة في الإنترنت.
وتقوم هذه الشبكات أيضاً بتشفير (ترميز) جميع البيانات المتبادلة بحيث لا يمكن لأي جهة متطفلة قراءة تلك البيانات ومعرفة ما الذي يقوم به المستخدم، بما في ذلك تشفير البيانات التي تحاول البرامج المتطفلة نسخها من جهاز المستخدم إلى أجهزة المخترقين؛ الأمر الذي يجعل أثر هذه العملية عبارة عن بيانات غير مقروءة ومبعثرة يستحيل فهمها.
• فوائد ومخاطر. ويمكن للطلاب الاستفادة من هذه الشبكات باستخدام عنوان إنترنت يوهم الموقع الذي يتم استخدامه على أن المستخدم موجود في بلد آخر، وبالتالي يصبح بإمكانهم تحميل الكتب الرقمية أو الأبحاث الحصرية لسكان بلد ما. كما يمكن تجاوز القيود التي تضعها الجامعة أو المدرسة على عبارات البحث أو المواقع التي يمكن زيارتها، وذلك في حال احتاج الطالب إلى البحث عن أمر ما، ولكن مشرفي الإنترنت في الجامعة أو المدرسة قاموا بحجب ذلك الموقع أو العبارات المرغوبة عن طريق الخطأ ومنع الطالب من الوصول إليها.
ولكن هل استخدام هذا الشبكات يخالف القوانين والأنظمة؟ الجواب هو لا، إن تم استخدامها بالشكل الصحيح، حيث تستخدمها العديد من الشركات العالمية التي تتعامل مع بيانات حساسة أو مهمة. ولا يجب استخدامها لتجاوز سياسات الحجب والرقابة الموضوع في بلدك، حيث إن هذا الاستخدام يُعتبر مخالفاً للقوانين، وقد يعرّضك للمساءلة القانونية.
باختصار، إن كنت تحاول التنصل من الرقابة الحكومية أو من قوانين الرقابة في الجامعة أو المدرسة، فإن هذا الاستخدام هو خاطئ وقد تتحمل عقباته.
اختيارات البرامج
• اختيار الشبكة المناسبة. ولكن كيف يمكنك اختيار البرنامج الأفضل لتفعيل هذه الشبكات على جهازك؟ النصيحة الأولى هي عدم استخدام برامج مجانية للشبكات الشخصية الافتراضية؛ ذلك أن البرامج تحتاج إلى المال لتبقى تعمل ويتم تطويرها وتحديثها، وإن كانت مجانية فإن هذا الأمر يعني أن مطوري البرنامج سيحصلون على المال بطريقة أخرى. وتكون هذه الطريقة على الأرجح بجمع بياناتك وبيعها لجهات مُعلِنة أو جهات قد تكون متطفلة. وبهذا، يتحول برنامج حماية المعلومات إلى عميل مزدوج يوهمك بتوفير الحماية، ولكنه في الوقت نفسه يجمع بياناتك التي تهدف إلى حمايتها. ولكن بعض البرامج المجانية تستخدم الإعلانات في برامجها المجانية وتضمن عدم مشاركة بيانات المستخدم. وتوجد العديد من البرامج التي تستخدم خدمات شركات مراقبة محايدة لمراقبة آلية عمل تلك البرامج وضمان أن بيانات المستخدم آمنة طوال فترة الاستخدام. ويُنصح بقراءة سياسات حماية خصوصية كل برنامج تعزم استخدامه.
وإن قررت استخدام برنامج مدفوع الأجر، فستلاحظ بأن تكلفة الاشتراك الشهري منخفضة وتعادل بين 3 و6 دولارات شهرياً. ويُنصح بالقراءة عن سياسة خصوصية البرامج المدفوعة لضمان أنها ليست برامج تطفلية ترتدي غطاء البرامج المدفوعة للتمويه عن أهدافها المخفية الحقيقية. وقد تحدّ بعض البرامج من عدد الأجهزة الخادمة التي يمكن استخدامها لتغيير عنوان جهاز المستخدم في الإنترنت، أو تحد من مدة الاتصال الواحد.
كما يُنصح بالتأكد من توافق ذلك البرنامج مع الأجهزة التي تعزم استخدامها بنظم تشغيلها المختلفة («ويندوز» و«ماك» و«لينوكس» و«آندرويد» و«آي أو إس»، وغيرها) قبل الشراء؛ وذلك حتى لا تضطر إلى شراء برامج عدة لأجهزتك المختلفة. وتقدم بعض البرامج مزايا إضافية مجانية لقاء الاشتراك بالبرنامج، مثل برامج حماية كلمات السر لدى تصفح الإنترنت، وغيرها.
أفضل البرامج
ونذكر مجموعة من برامج الشبكات الشخصية الافتراضية الموثوقة المدفوعة الأجر للعديد من نظم التشغيل.
• نبدأ بـExpressVPN الذي يقدم أكثر من 30 ألف عنوان إنترنت مختلف، و3 آلاف جهاز خادم في 160 منطقة، ويسمح بإجراء 5 اتصالات مختلفة في الوقت نفسه. وتبلغ قيمة الاشتراك الشهري 6.7 دولار أميركي في الشهر لدى الاشتراك لـ15 شهراً، مع تقديم 3 أشهر مجانية. وتجدر الإشارة إلى أن هذا البرنامج يدعم نظم التشغيل «ويندوز» و«ماك» و«آندرويد» و«لينوكس» و«آي أو إس»، وغيرها، وهو يعمل منذ عام 2009.
• أما برنامج Surfshark، فيقدم 3200 جهازاً خادماً عبر 65 موقعاً مختلفاً ويدعم استخدام عدد غير محدود من الأجهزة. وتبلغ قيمة الاشتراك الشهري 5 دولارات لدى الاشتراك لعام كامل. ويدعم البرنامج نظم التشغيل «ويندوز» و«ماك» و«آندرويد» و«فاير تي في»، ويتم مراقبته من قبل شركة الأمن الرقمي الألمانية Cure 53.
• ونذكر أيضاً برنامج NordVPN الذي يقدم 5200 جهاز خادم عبر 62 بلداً و5 آلاف عنوان إنترنت مختلف. ويقدم البرنامج 6 اتصالات في آن واحد مع توفير عنوان إنترنت دائم لجهاز المستخدم Static IP، إن رغب في ذلك. وتبلغ تكلفة الاشتراك الشهري 3. 75 دولار لدى الاشتراك لمدة عامين، وهو يدعم نظم الشغيل «ويندوز» و«ماك» و«لينوكس» و«آندرويد» و«آي أو إس».
• وننتقل الآن إلى برنامج IPVanish على الأجهزة التي تعمل بنظم التشغيل «ويندوز» و«ماك» و«آندرويد» و«آي أو إس» الذي يدعم 1600 جهاز خادم عبر أكثر من 75 منطقة، ويقدم مزايا ممتدة لتخصيص قدراته ووظائفه. وتبلغ تكلفة الاشتراك الشهري 6.7 دولار أميركي لدى الاشتراك بخدماته لعام واحد.
• ونذكر مجموعة من البرامج الأخرى التي تعمل على العديد من نظم التشغيل، مثل Kaspersky VPN Secure Connection وHotspot Shield وPrivate Internet Access وCyberGhost وWindscribe وProtonVPN وStrongVPN وVyprVPN وTunnelBear وBitdefender Premium VPN وVPN Unlimited وNorton Secure VPN وPrivadoVPN وPureVPN وMullvad وAvira Phantom VPN وFree Phantom VPN وF - Secure FREEDOME وMozilleVPN وStrongVPN.