مصر تستقبل جرعات من «فايزر» و«أسترازينيكا»

«الصحة» تؤكد تطعيم مليوني شخص من العاملين في الحكومة

حملة «معاً نطمئن... سجل الآن» تواصل عملها في المحافظات (صفحة متحدث وزارة الصحة المصرية على «فيسبوك»)
حملة «معاً نطمئن... سجل الآن» تواصل عملها في المحافظات (صفحة متحدث وزارة الصحة المصرية على «فيسبوك»)
TT

مصر تستقبل جرعات من «فايزر» و«أسترازينيكا»

حملة «معاً نطمئن... سجل الآن» تواصل عملها في المحافظات (صفحة متحدث وزارة الصحة المصرية على «فيسبوك»)
حملة «معاً نطمئن... سجل الآن» تواصل عملها في المحافظات (صفحة متحدث وزارة الصحة المصرية على «فيسبوك»)

أعلنت السلطات الصحية في مصر «استقبال جرعات من لقاحي فايزر وأسترازينيكا الشهر الحالي»، فيما أكدت وزارة الصحة «تطعيم أكثر من مليوني شخص من العاملين بمؤسسات الحكومة المصرية». يأتي هذا في وقت تواصلت أمس حملة «معاً نطمئن... سجل الآن» بمحافظات «كفر الشيخ، وبني سويف، والشرقية» لتشجيع المصريين على التسجيل وسرعة تلقي اللقاح في نفس اليوم، في إطار توجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ«التوسع في حملة تطعيم المواطنين بلقاحات كورونا».
وقال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المصرية خالد مجاهد أمس إنه «تم تسجيل أكثر من 17 ألف مواطن على الموقع الإلكتروني لتلقي اللقاح من خلال الحملة أثناء فترة عملها بمحافظات القاهرة، والجيزة، والإسكندرية، والفيوم، والدقهلية، والقليوبية، بالإضافة إلى تقديم التوعية لأكثر من 18 ألف مواطن بأهمية تلقي اللقاح لحماية أنفسهم وذويهم والمجتمع من خطر الإصابة بالفيروس»، لافتاً إلى أنه «تم تخصيص 9 حافلات بالإضافة إلى سيارات مجهزة جابت المحافظات الثلاث أمس، وضمت كل حافلة 30 فريقاً من التواصل المجتمعي بوزارة الصحة، تم تدريبهم على أعلى مستوى»... وكان رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي قد شهد (الأربعاء) الماضي تدشين حملة «معاً نطمئن... سجل الآن»، وذلك بحضور وزيرة الصحة المصرية هالة زايد.
في السياق ذاته، ذكر متحدث الصحة أن «هناك إقبالاً كبيراً من المواطنين للحصول على لقاح كورونا، بالإضافة إلى قوافل التطعيم الموجهة للمشروعات القومية والمقرات والقطاعات الحكومية»، مضيفاً: «انتهينا من تطعيم 2.4 مليون من العاملين بالجهاز الإداري بالدولة، وتبقى مليون، وخلال أيام كل موظفي الدولة سوف يجري تطعيمهم بالكامل، وهذا الأمر ينطبق على كل المستويات، حيث جرى قطع شوطاً كبيراً في تطعيم العاملين بقطاع التعليم، والجامعات تم توفير مليون جرعة تسلمتها للجامعات، وسوف يجري توفير مليون أخرى، ونستغل أن لدينا تدفقات عديدة من التطعيمات».
وأكد متحدث الصحة المصرية في تصريحات متلفزة مساء أول من أمس: «قبل نهاية سبتمبر (أيلول) الحالي سوف نستقبل دفعة من لقاح فايزر تقدر بنحو مليون و612 ألف جرعة، وخلال الأسبوع المقبل من المقرر أن تصل إلى مصر من 3.5 مليون إلى 4 مليون جرعة أسترازينيكا»، موضحاً أن «هناك 14.9 مليون مواطن سجلوا للحصول على اللقاح على الموقع، وتم إرسال رسائل فعلية لـ12 مليون منهم، وجرعات التطعيم التي جرى استخدامها في عملية التطعيم تقدر بنحو 13.4 مليون جرعة».
وواصلت إصابات «كورونا» الارتفاع في مصر، ووفق إفادة لـ«الصحة المصرية» فقد تم «تسجيل 588 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معملياً للفيروس، و14 حالة وفاة جديدة». وتشير «الصحة» إلى أن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا حتى مساء أول من أمس، هو 295639 من ضمنهم 249082 حالة تم شفاؤها، و16935 حالة وفاة».
في حين قال مستشار الرئيس المصري للشؤون الصحية محمد عوض تاج الدين إن «مصر حالياً في الموجه الرابعة»، محذراً من أن «أعداد الإصابات في تزايد»، مشيراً إلى «ضرورة التشديد على كافة الإجراءات الاحترازية من أجل الوقاية من الإصابة». وذكر تاج الدين في تصريحات أمس أن «وزارة الصحة المصرية تعمل على توفير اللقاحات من مختلف المصادر بالعالم»، منوهاً بأن «هناك تنوع في مصادر اللقاحات»، موضحاً أن «الفترة المقبلة سوف تشهد تطعيم أعداد كبيرة من المواطنين خاصة بعد تصنيع اللقاح في مصر».


مقالات ذات صلة

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.


الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.