تعاون بين مصر وألمانيا في مجال السكك الحديدية

بهدف تحقيق «منظومة السلامة» لمستخدمي القطارات

وزير النقل المصري ووفد سكك حديد ألمانيا (الحكومة المصرية)
وزير النقل المصري ووفد سكك حديد ألمانيا (الحكومة المصرية)
TT

تعاون بين مصر وألمانيا في مجال السكك الحديدية

وزير النقل المصري ووفد سكك حديد ألمانيا (الحكومة المصرية)
وزير النقل المصري ووفد سكك حديد ألمانيا (الحكومة المصرية)

في إطار تحقيق «منظومة السلامة» لمستخدمي القطارات في مصر، تتعاون مصر وألمانيا في مجال السكك الحديدية والجر الكهربائي. وقال وزير النقل المصري كامل الوزير إن «التعاون سوف يسهم في رفع مستوى الخدمة المقدمة لجمهور الركاب، والحفاظ على أصول مرفق السكة الحديد وتعظيم موارده».
تؤكد «النقل المصرية» أن «تطوير السكك الحديدية يرتكز على خمسة عناصر، هي الوحدات المتحركة (العربات والجرارات)، والسكة (القضبان والمحطات والمزلقانات)، بالإضافة إلى تحديث نظم الإشارات لزيادة عوامل (السلامة والأمان)، والتطوير الشامل للورش وإمدادها بكل المعدات الحديثة، وكذلك تدريب وتثقيف العنصر البشري». وشهدت مصر، الأشهر الماضية، حوادث قطارات خلفت قتلى وجرحى.
والتقى وزير النقل المصري، أمس، وفد شركة سكك حديد ألمانيا «دويتشه بان» لبحث أوجه التعاون المشترك في مجال السكك الحديدية والجر الكهربائي، في حضور قيادات وزارة النقل والهيئة القومية للأنفاق. وأكد وزير النقل «تطلع بلاده للتعاون مع الجانب الألماني خلال الفترة القادمة في مجال السكك الحديدية والجر الكهربائي»، موضحاً أن «التعاون مع ألمانيا يرتكز على شقين؛ الأول يتمثل في التعاون في مجال الاستشارات في مجال السكك الحديدية الذي يتمثل في تقديم تحليل ونتائج وتوصيات وإجراءات خاصة بالشؤون الفنية الخاصة بعمليات الإصلاح والعمرات ومنظومة قطع الغيار وكذلك التعاون في تحقيق منظومة الأمن والسلامة سواء لمستخدمي القطارات أو المعدات والوحدات المتحركة، بالإضافة إلى التعاون في مجال الموارد البشرية الذي يتمثل في آلية اختيار الموظفين والتدريب والتأهيل لتأدية المهام الموكل بها كل موظف».
وفيما يتعلق بالشق الثاني لمجالات التعاون المستقبلي، أشار الوزير المصري إلى أنه «يتمثل في التعاون الاستثماري مع القطاع الخاص والشركات العالمية في عدد من قطاعات السكة الحديد في مجال الإدارة والتشغيل لعدد من أنشطة السكة الحديد، بهدف المساهمة في تحقيق التنافسية بين الشركات المختلفة، بما يعود على رفع مستوى الخدمة المقدمة لجمهور الركاب، وكذلك سيسهم في الحفاظ على ممتلكات وأصول مرفق السكة الحديد، وتعظيم موارده»، مضيفاً أن «أهم تلك القطاعات التي يمكن أن تكون نموذجاً للتعاون المثمر بين الجانبين يتمثل في تحويل ورش السكك الحديدية إلى شركات لزيادة إنتاجيتها وزيادة الجودة من خلال التدريب المستمر وتوريد أحدث المعدات، وكذلك تحويل قطاع نقل البضائع بالسكة الحديد إلى شركة لزيادة حجم المنقول من البضائع عبر السكك الحديدية، خاصة أن الدولة تولي أهمية كبيرة لتعظيم هذا المجال لتخفيف الأعباء عن الطرق وتقليل التكلفة وزيادة العوائد المالية للهيئة».
ولفت الوزير إلى أنه «تم التعاقد مع (سيماف) لتوريد 1000 عربة لنقل البضائع، منها 300 عربة (كشف قلاب) لأول مرة في تاريخ نقل البضائع بالسكك الحديدية المصرية»، مضيفاً أنه بـ«الانتهاء من تطوير نظم الإشارات على خطوط السكك الحديد المختلفة ستكون هناك مسارات بخطوط الشبكة لنقل البضائع، لذا كانت الحاجة ماسة لهذا التعاون الاستثماري في نقل البضائع».
وأوضح أن «مصر تنفذ شبكة عملاقة من القطارات الكهربائية السريعة بإجمالي أطوال 1825 كم، وإدارة وتشغيل هذه الشبكة من الممكن أن يشكل نموذجاً رائداً للتعاون بين الجانبين نظراً لما لـ(دويتشه بان) من خبرة كبيرة في هذا المجال من خلال إدارة وتشغيل عدد من الخطوط العالمية في عدد من البلدان المختلفة».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.