«بهية» تفتتح الدورة التأسيسية لـ «إيزيس لمسرح المرأة»

بمشاركة 16 عرضاً من 9 دول

فرقة «طبلة الست» أثناء تقديم عرض الافتتاح
فرقة «طبلة الست» أثناء تقديم عرض الافتتاح
TT

«بهية» تفتتح الدورة التأسيسية لـ «إيزيس لمسرح المرأة»

فرقة «طبلة الست» أثناء تقديم عرض الافتتاح
فرقة «طبلة الست» أثناء تقديم عرض الافتتاح

على وقع أنغام «الطبلة» التي امتزجت مع أغنيات من التراث المصري، أطلق مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة دورته التأسيسية، مساء أول من أمس، من ساحة دار الأوبرا المصرية، بمشاركة 16 عرضاً من 9 دول، هي مصر وسوريا وتونس والأردن واليابان وألمانيا والبرازيل ورومانيا وروسيا.
وفي بداية المهرجان، الذي استهل فعالياته المسرحية بعرض «بهية»، ظهرت لمسات المرأة ودورها على خشبة المسرح، فيما يبدو أنه محاولة من القائمين عليه للتأكيد على فكرته، والتركيز على أهمية دورها بدءاً من أداء الإعلامية منى سلمان، التي قدمت الحفل، وحتى في اختيار القائمين على المهرجان للفرقة الموسيقية التي أحيت حفل الافتتاح، وهي فرقة «طبلة الست» التي تأسست منذ عام 2019 وتديرها سها محمد علي، وتتكون من 6 فتيات يعزفن على الطبلة ويغنين بصحبة فنان المزمار البلدي سيد عازف، ليستمتع الجمهور بغناء وعزف «حفيدات إيزيس».
تحمل الدورة التأسيسية اسم الكاتبة المصرية الراحلة فتحية العسال، والمعروفة بدورها في التصدي لقضايا المرأة، ودعمها في كل المجالات، و«أنارت وألهمت الكثير من النساء»، حسب الفنانة عبير لطفي، رئيسة ومؤسسة المهرجان، التي أكدت في كلمتها، أن «المهرجان يسعى لدعم جهود الدولة في تمكين المرأة، وبناء الجسور الثقافية مع دول العالم، وتشجيع النساء على التعبير عن ذواتهن».
يأتي المهرجان في ظل جهود رسمية تسعى لتمكين المرأة بعد إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي، عام المرأة المصرية عام 2017، وبعد أيام من إطلاق الاستراتيجية المصرية لحقوق الإنسان، وقالت السفيرة مشيرة خطاب، عضو مجلس أمناء المهرجان، إن «حرية التعبير جزء من حقوق الإنسان والمسرح والفن هما حرية التعبير، وصوت المرأة يجب أن يكون قوياً، فالعالم عانى من حروب وأوبئة لأنه لم يستمع لصوت المرأة».
ويعد المهرجان محاولة لإعادة تأطير مجموعة من القضايا الاجتماعية والسياسية المرتبطة بالمرأة، التي عادت للظهور على السطح بقوة مؤخراً مع اتجاه الدولة لتعزيز دور المرأة ومكانتها، إضافة إلى التأكيد على أهمية دور المرأة وفاعليته في المسرح، الذي بدأ تاريخياً كمكان للرجال فقط، بحسب تصريحات الدكتور هاني أبو الحسن، رئيس قسم المسرح بكلية الآداب جامعة الإسكندرية لـ«الشرق الأوسط».
وظل المسرح حكراً على الرجال منذ بدايات هذا الفن عند اليونانيين، ومن بعدهم الرومان، حتى إن الرجال كانوا يؤدون الأدوار النسائية، واستمر هذا الوضع حتى القرن السابع عشر، تحديداً عام 1660 عندما أدت الممثلة الإنجليزية مارجريت هيوز، دور ديدمونة، وفي مصر تعد مريم سماط، أول امرأة عربية تقف على خشبة المسرح، وكان ذلك عام 1907، تلتها منيرة المهدية عام 1915.
ويشترط المهرجان أن تكون العروض المشاركة فيه معنية بشكل إيجابي بقضايا المرأة، لكنه لا يشترط أن تكون من إخراج أو تمثيل النساء، حتى إن مجلس أمناء المهرجان ليس حكراً على النساء، حيث يضم الفنان فتحي عبد الوهاب، والمخرج خيري بشارة والمخرج سعيد قابيل، إلى جانب السفيرة مشيرة خطاب، والإعلامية مشيرة موسى، والناقدة عبلة الرويني، وتدير المهرجان الكاتبة رشا عبد المنعم، والمخرجة عبير علي، وترأسه شرفياً الفنانة سوسن بدر.
ومن الطبلة المصرية إلى موسيقى القرب الغربية، افتتح المهرجان أولى فعالياته المسرحية بعرض «بهية»، فعلى أنغام موسيقى القرب الغربية قدّم أبطال عرض بهية مجموعة من الرقصات الحديثة، المصحوبة برقصات من التراث المصري الصعيدي مثل فن التحطيب، في محاولة لاستعادة قصة «ياسين وبهية» للشاعر الراحل نجيب سرور، وتجسيد الصراع بين الخير والشر من خلال قصة ياسين الذي أحب ابنة عمه بهية، ودخل في صراع للدفاع عن أرضه في مواجهة الإقطاع، وجاءت بهية في العرض رمزاً للمرأة المقهورة، وللأرض والوطن، التي تتعرض للاغتصاب أو الاعتداء.
وتقدم مخرجة العرض كريمة بدير، مقاربة بين نضال المرأة ونضال «بهية» التي هي امتداد لإيزيس في بحثها عن قاتل زوجها، ويعتمد على عرض الحدث «متشظيا» معتمدا أسلوب السرد التشكيلي البصري الذي ترجع أصوله إلى مجموعة من الفنانين التشكيليين وفناني السينوغرافيا، أمثال مونجيييك، وايوجينو، باربا، وشاينا، الذين امتد تأثيرهم إلى الفنان وليد عوني، الذي أسس فرقة الرقص المسرحي الحديث بدار الأوبرا المصرية عام 1990، بحسب أبو الحسن.
ويستمر المهرجان حتى 21 سبتمبر (أيلول) الجاري، ويقدم يومياً مجموعة من الندوات التي تناقش دور المرأة وتأثيرها في المسرح العالمي، إضافة إلى ورش التمثيل والكتابة ولقاءات لتكريم رائدات المسرح، بالتزامن مع تقديم مجموعة من العروض التي تتناول قضايا المرأة ومشكلاتها الاجتماعية والسياسية، من بينها «امرأة وحيدة» و«هاملتهن» من مصر، و«الملكة» من سوريا، و«كاندتا» من اليابان، و«الطريق» من روسيا، و«آخرة مرة» من تونس، و«باساج» من ألمانيا والبرازيل، و«قفص الطيور» من الأردن، وغيرها.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.