«بيان كاذب» يتلاعب بسوق العملات المشفرة

«وول مارت» تنفي قبولها للسداد

نفت سلسلة متاجر التجزئة الأميركية «وول مارت» أنباء اعتزامها قبول العملات الرقمية المشفرة وسيلة لسداد قيمة المشتريات (أ.ف.ب)
نفت سلسلة متاجر التجزئة الأميركية «وول مارت» أنباء اعتزامها قبول العملات الرقمية المشفرة وسيلة لسداد قيمة المشتريات (أ.ف.ب)
TT

«بيان كاذب» يتلاعب بسوق العملات المشفرة

نفت سلسلة متاجر التجزئة الأميركية «وول مارت» أنباء اعتزامها قبول العملات الرقمية المشفرة وسيلة لسداد قيمة المشتريات (أ.ف.ب)
نفت سلسلة متاجر التجزئة الأميركية «وول مارت» أنباء اعتزامها قبول العملات الرقمية المشفرة وسيلة لسداد قيمة المشتريات (أ.ف.ب)

تسبب بيان كاذب في ارتفاع كبير للعملات المشفرة لعدة ساعات، قبل أن تعود للتهاوي بعد نفي البيان. وقالت سلسلة متاجر التجزئة الأميركية العملاقة «وول مارت»، في وقت متأخر مساء الاثنين، إن أنباء اعتزامها قبول العملات الرقمية المشفرة وسيلة لسداد قيمة المشتريات من متاجرها الإلكترونية «كاذبة».
وحسب أكبر سلسلة متاجر تجزئة في العالم، فإن البيان الصحافي المنشور في وقت سابق من يوم الاثنين، الذي يقول إن السلسلة ستسمح لعملائها بسداد قيمة مشترياتهم باستخدام العملات الرقمية هو بيان مزيف. كانت خدمة «غلوبال نيوز واير» الإخبارية قد وزعت البيان المزيف في وقت سابق، وفي وقت لاحق أصدرت «غلوبال نيوز واير» مذكرة لعملائها تؤكد فيه للصحافيين وغيرهم من القراء ضرورة تجاهل البيان الخاص بقبول «وول مارت» للعملات الرقمية.
وقال راندي هارغروف، المتحدث باسم «وول مارت»، إن السلسلة تواصلت مع شركة الخدمة الإخبارية من أجل التحقيق في كيفية نشر هذا البيان المزيف. وكان هذا النبأ المزيف قد أدى إلى ارتفاع سعر العملة الرقمية المشفرة «لايتكوين» بنحو 30 في المائة إلى حوالي 225 دولاراً لكل وحدة صباح الاثنين، حسب موقع «كوين ديسك» المتخصص في تداول ومتابعة العملات الرقمية، وأسفرت الأنباء توالياً عن ارتفاع كبير لأسعار العملات المشفرة الأخرى. وتراجع سعر عملة «لايتكوين» بعد ذلك إلى 180.29 دولار، وهبطت باقي العملات المشفرة.
كانت أنباء قد ذكرت أن «وول مارت» وقعت اتفاق شراكة مع مؤسسة «لايتكوين» يقضي بأن تتيح كل فروع «وول مارت» للتجارة الإلكترونية «إي كوميرس» خيار «باي ويز لايتكوين أوبشن» (خيار السداد بالعملة الرقمية «لايتكوين»)، اعتباراً من أول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وتحول الخبر من كونه خبراً ساراً للغاية بالنسبة للعملات المشفرة إلى مشكلة عبر القطاع ككل في غضون دقائق. وكانت تهديدات التلاعب بالسوق إحدى النقاط الرئيسية التي يركز عليها المنظمون حول هذه الأصول، وهذا الأمر يجذب انتباههم.
وفي سوق العملات المشفرة يوم الثلاثاء، نزلت «بتكوين» صباحاً إلى 43400 دولار، وهو أدنى مستوياتها في قرابة أسبوع، وجرى تداول عملة «إيثر» عند 3307 دولارات. لكن مع حلول الظهيرة بتوقيت غرينتش، سجلت أغلب العملات الرقمية ارتفاعاً.
وارتفعت «بتكوين» بحوالي 2.3 في المائة صعوداً إلى مستويات قرب الـ46 ألف دولار، وزادت القيمة السوقية للعملات الرقيمة خلال التعاملات 50 مليار دولار صعوداً إلى مستويات 2.07 تريليون دولار.


مقالات ذات صلة

رائدة أعمال سعودية تبتكر أول بروتوكول لعملة رقمية حصينة من الانخفاض

خاص تسعى المنصة لتحقيق قفزة نوعية كبيرة في سوق العملات الرقمية مع وضع مبادئ مبتكرة لاقتصاد تلك العملات (كونتس)

رائدة أعمال سعودية تبتكر أول بروتوكول لعملة رقمية حصينة من الانخفاض

تهدف رائدة الأعمال السعودية رند الخراشي لإرساء معايير جديدة لعالم التمويل اللامركزي «DeFi».

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد تمثيلات العملات المشفرة في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

بعد الحظر... المغرب يستعد لتنظيم سوق العملات المشفرة

قال محافظ البنك المركزي المغربي، عبد اللطيف الجواهري، يوم الثلاثاء، إن مشروع قانون لتنظيم العملات المشفرة يخضع حالياً لعملية التبنّي في المغرب.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الاقتصاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان خلال قمة «بريكس» في 23 أكتوبر 2024 (رويترز)

بعد إلغاء نظام «سويفت»... إيران تعلن استخدام العملات الوطنية مع أعضاء «بريكس»

أعلن محافظ البنك المركزي الإيراني، إلغاء استخدام نظام «سويفت» في التبادلات التجارية الإيرانية واستخدام العملات الوطنية في تسوية المعاملات مع دول «بريكس».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تمثيل لعملة البتكوين يظهر أمام مخطط للأسهم (رويترز)

«البتكوين» تواصل صعودها التاريخي... هل تتجاوز حاجز الـ100 ألف دولار؟

تسارعت وتيرة ارتفاع سعر «البتكوين» نحو الـ100 ألف دولار يوم الخميس؛ حيث يراهن المستثمرون على نهج أكثر دعماً للعملات الرقمية في عهد دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد العملة المشفرة بتكوين في صورة توضيحية (رويترز)

البتكوين تحلق فوق 94 ألف دولار مع تفاؤل بدعم ترمب العملات المشفرة

ارتفع سعر البتكوين؛ العملة المشفرة الأكبر والأكثر شعبية في العالم، بأكثر من الضِّعف، هذا العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
TT

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

قال البنك المركزي الروسي إن مستويات أسعار النفط الحالية لا تشكل تهديداً لاستقرار الاقتصاد الروسي، لكنها قد تتحول إلى تحدٍّ خطير إذا انخفضت الأسعار دون الهدف الذي حُدد في الموازنة والذي يبلغ 60 دولاراً للبرميل.

وتشكل عائدات النفط والغاز نحو ثلث إيرادات الموازنة الروسية، وعلى الرغم من التوقعات بتراجع هذه النسبة في السنوات المقبلة، فإن إيرادات السلع الأساسية تظل تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد الروسي، كما أن سعر النفط بالروبل يعد عنصراً مهماً في الحسابات المالية للموازنة.

ووفقاً لحسابات «رويترز»، فإن سعر مزيج النفط الروسي «أورال» في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) قد تجاوز السعر المُستخدم في حسابات موازنة الدولة لعام 2024، وذلك بفضل الانخفاض الحاد في قيمة الروبل. وأكد البنك المركزي أن سعر النفط «أورال» بلغ 66.9 دولار للبرميل بداية من 15 نوفمبر.

وفي مراجعته السنوية، قال البنك المركزي: «لا تشكل مستويات أسعار النفط الحالية أي مخاطر على الاستقرار المالي لروسيا»، لكنه حذر من أنه «إذا انخفضت الأسعار دون المستوى المستهدف في الموازنة، البالغ 60 دولاراً للبرميل، فإن ذلك قد يشكل تحديات للاقتصاد والأسواق المالية، بالنظر إلى الحصة الكبيرة التي تمثلها إيرادات النفط في الصادرات الروسية».

كما أشار البنك إلى أن روسيا قد خفضت إنتاجها من النفط بنسبة 3 في المائة ليصل إلى 9.01 مليون برميل يومياً في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك في إطار التزامها باتفاقات مجموعة «أوبك بلس». وأضاف أن الخصم في سعر النفط الروسي مقارنة بسعر المؤشر العالمي قد تقلص إلى 14 في المائة في أكتوبر، مقارنة بـ 16-19 في المائة في الفترة من أبريل (نيسان) إلى مايو (أيار).

الإجراءات لدعم الروبل فعّالة

من جانبه، قال نائب محافظ البنك المركزي الروسي، فيليب جابونيا، إن البنك سيواصل اتباع سياسة سعر صرف الروبل العائم، مؤكداً أن التدابير التي اتخذها لدعم قيمة الروبل كافية وفعالة.

ووصل الروبل إلى أدنى مستوى له منذ مارس (آذار) 2022، إثر فرض أحدث جولة من العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي. وفي خطوة لدعم العملة الوطنية، تدخل البنك المركزي، وأوقف شراء العملات الأجنبية بداية من 28 نوفمبر.

وفي مؤتمر صحافي، صرح جابونيا: «نعتقد أن التدابير المتبعة حالياً كافية، ونحن نلاحظ وجود مؤشرات على أن الوضع بدأ في الاستقرار». وأضاف: «إذا كانت التقلبات قصيرة الأجل الناجمة عن مشكلات الدفع تشكل تهديداً للاستقرار المالي، فنحن نمتلك مجموعة من الأدوات الفعّالة للتعامل مع هذا الوضع».

وأكد جابونيا أن سعر الفائدة القياسي المرتفع، الذي يبلغ حالياً 21 في المائة، يسهم في دعم الروبل، من خلال تعزيز جاذبية الأصول المقومة بالروبل، وتهدئة الطلب على الواردات.

وكانت أحدث العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي قد استهدفت «غازبروم بنك»، الذي يتولى مدفوعات التجارة الروسية مع أوروبا، ويعد المصدر الرئيسي للعملات الأجنبية في السوق المحلية. وقد أدت هذه العقوبات إلى نقص حاد في سوق العملات الأجنبية الروسية، ما تَسَبَّبَ في حالة من الهلع واندفاع المستثمرين نحو شراء العملات الأجنبية. ورغم هذه التحديات، أصر المسؤولون الروس على أنه لا توجد أسباب جوهرية وراء تراجع قيمة الروبل.

النظام المصرفي يتمتع بمرونة عالية

وفي مراجعة للاستقرار المالي، يوم الجمعة، قال المركزي الروسي إن الشركات الصغيرة فقط هي التي تواجه مشكلات في الديون في الوقت الحالي، في وقت يشكو فيه بعض الشركات من تكاليف الاقتراض المرتفعة للغاية مع بلوغ أسعار الفائدة 21 في المائة.

وأضاف أن نمو المخاطر الائتمانية قد أدى إلى انخفاض طفيف في نسبة كفاية رأس المال للبنوك الروسية في الربعين الثاني والثالث، لكنه وصف القطاع المصرفي بأنه يتمتع بمرونة عالية. كما نصح البنوك بإجراء اختبارات ضغط عند تطوير منتجات القروض، بما في ذلك سيناريوهات تتضمن بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترات طويلة.