عرب و عجم

عرب و عجم
TT

عرب و عجم

عرب و عجم

> عبد الله بن حمد السبيعي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية كوت ديفوار، التقى بالوزير المحافظ موسى دوسو، وجرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون بين البلدين، وسبل تعزيزها في عدد من المجالات.
> مزيد بن محمد الهويشان، قنصل عام المملكة العربية السعودية بمدينة الإسكندرية المصرية، زار مقر الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، برفقة تركي بن فهد بن سلمان، مدير عام مكتب القنصل العام، حيث استقبلهما الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية، واطلع القنصل العام على الكليات المختلفة، وبرامج التبادل الطلابي واتفاقيات التعاون العلمية والبحثية بين الأكاديمية وأكبر الجامعات العالمية. وأشار «الهويشان» إلى أنه يقدر جهود الأكاديمية في تأهيل طلابها، مؤكداً أنه سيكون هناك المزيد من أوجه التعاون.
> ليزي إم سو، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية المعتمدة لدى سلطنة عمان، استقبلها أول من أمس، الفريق أول سلطان بن محمد النعماني، وزير المكتب السلطاني، في مكتبه، حيث قدمت السفيرة شكرها وتقديرها للسلطنة على الدور الذي تقوم به في المنطقة، وتم خلال اللقاء استعراض مسيرة العلاقات التاريخية الراسخة التي تربط الجانبين في كافة المجالات، وسبل تطويرها بما يُحقق مزيداً من التعاون المشترك بين البلدين الصديقين، والتطرق إلى عدد من الأمور ذات الاهتمام المشترك.
> أمجد القهيوي، سفير المملكة الأردنية الهاشمية المعتمد لدى سلطنة عمان، استقبله ذي يزن بن هيثم آل سعيد، وزير الثقافة والرياضة والشباب، في مكتبه بديوان عام الوزارة، أول من أمس، وتم خلال المقابلة تسليم رسالة خطية من وزير الثقافة بالمملكة الأردنية الهاشمية علي العايد، كما تم استعراض العلاقات الثنائية الطيبة بين السلطنة والمملكة الأردنية الهاشمية وأوجه التعاون القائم بينهما في المجال الثقافي.
> فيصل بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد)، شارك أول من أمس، في حلقة النقاش رفيعة المستوى ضمن منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين المنعقد بمدينة بولونيا بإيطاليا، وأكد أن للقيادات الدينية أثراً كبيراً على أرض الواقع، فهم أسرع في الوصول للفئات المستضعفة وأكثر حشداً للجهود للاستجابة للأزمات، وأن دور المركز هو تمكين القيادات الدينية من خلال بناء قدراتهم ودعمهم في تنفيذ مبادرات الحوار المختلفة في مجتمعاتهم.
> كينياتا أكريشت، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية المعتمدة لدى موريتانيا، استقبلها أول من أمس، مفوض حقوق الإنسان والعمل الإنساني والعلاقات مع المجتمع المدني الموريتاني أحمدو ولد أحمد سالم ولد سيدي، بمكتبه في نواكشوط، وتم خلال اللقاء بحث علاقات التعاون القائمة بين البلدين وسبل تعزيزها، خاصة في مجالات تدخل المفوضية.
> أمجد العضايلة، سفير الأردن في القاهرة، التقى أول من أمس، بشيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، لبحث تعزيز التعاون بين الأردن ومؤسسة الأزهر الشريف، خصوصاً في المجال التعليمي والثقافي، وأكد السفير خلال اللقاء، الذي تناول الفرص الأكاديمية التي يوفرها الأزهر الشريف عبر جامعة الأزهر والمؤسسات التعليمية التابعة له، الحرص على تطوير العلاقات العلمية والأكاديمية.
> السفير عبد الله بن ناصر البصيري، قدم أول من أمس، نسخة من أوراق اعتماده سفيراً فوق العادة ومفوضاً لخادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، لوزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة.
> الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، التقت أول من أمس، على هامش المؤتمر العالمي الـ37 للمجلس الدولي لكتب اليافعين في موسكو، بمجموعة من الناشرين الروس وأعضاء اتحاد الكتاب الروس، وهو منظمة غير ربحية تجمع دور النشر والتوزيع والطباعة، بالإضافة إلى جمعيات الكتاب، حيث ركزت النقاشات على سبل تعزيز الجهود الرامية لدعم تنمية صناعة الكتاب بروسيا، وبحث فرص تسريع وتيرة تعافي قطاع النشر الذي تأثر بصورة ملحوظة في أعقاب انتشار جائحة «كورونا» العام الماضي.
> هاي كوان تشونغ، سفير كوريا لدى مملكة البحرين، استقبله أول من أمس، الأمين العام للجنة الأولمبية البحرينية محمد حسن النصف، ورحب الأمين العام بالسفير الكوري، مشيداً بعمق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الصديقين على مختلف الأصعدة والمجالات وبالأخص في الجانب الرياضي، وأهمية استمرار سبل التعاون والتنسيق بين الجانبين بما يخدم مصالح الطرفين، كما بحث الطرفان تفعيل التعاون الثنائي المشترك في المجال الرياضي، وأهمية تعزيز قنوات التواصل والتنسيق بين السفارة واللجنة الأولمبية البحرينية.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)