شركاء بنيت في الحكومة يشوشون على نتائج «شرم الشيخ»

وزيرة الداخلية تنفي احتمال قمة مع أبو مازن

لقاء الرئيس السيسي وبنيت في شرم الشيخ الاثنين (رويترز)
لقاء الرئيس السيسي وبنيت في شرم الشيخ الاثنين (رويترز)
TT

شركاء بنيت في الحكومة يشوشون على نتائج «شرم الشيخ»

لقاء الرئيس السيسي وبنيت في شرم الشيخ الاثنين (رويترز)
لقاء الرئيس السيسي وبنيت في شرم الشيخ الاثنين (رويترز)

بعد تجدد الآمال بكسر الجمود في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، وتحريك الملفات السياسية مع السلطة الفلسطينية وملف التهدئة وتبادل الأسرى مع حماس، في أعقاب اللقاء المهم بين الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، في شرم الشيخ بمصر، الاثنين، أطلق مسؤولون في الحكومة والائتلاف تصريحات تبدد هذه الآمال وتنذر بتدهور إضافي في العلاقات، يصل حد إشعال حرب أخرى.
فقد خرجت وزيرة الداخلية، آييلت شاكيد، وهي شريكة بنيت في قيادة حزب «يمينا»، بتصريحات معاكسة للأجواء الجديدة. وقالت، بشكل حازم وقاطع، أمس الثلاثاء، إنه لا توجد أي نية لدى بنيت أن يلتقي برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لا الآن ولا في المستقبل. وخلال ندوة لها في مؤتمر نظمته «جامعة رايخمن» (مركز هرتسليا متعدد المجالات)، لمناسبة مرور 28 عاماً على توقيع اتفاقية أوسلو، قالت شاكيد إن «أبو مازن يحول الأموال إلى الإرهابيين ولذلك هو ليس شريكاً في أي عملية سلام». وعندما سئلت عن تفسيرها لمواصلة المفاوضات مع حماس، وإن كانت توافق على «الاستمرار في طريق الحكومة السابقة برئاسة بنيامين نتنياهو، تقوية حماس وإضعاف السلطة الفلسطينية»، أجابت: «لا أنا لست مؤيدة لمفاوضة حماس. وأرى أن حماس لم ترتدع من الحرب الأخيرة ومن الضروري أن تكون هناك مواجهة أخرى لردعها». لافتة إلى أن «المواجهة ستكون بحسب التوقيت المناسب الذي تختاره إسرائيل».
في السياق، صرح مسؤولون سياسيون إسرائيليون آخرون، بينهم مقربون من بنيت وشركاء له في الحكومة، بأنهم لن يوافقوا على الإفراج عن أسرى فلسطينيين أدينوا بتنفيذ عمليات قُتل فيها إسرائيليون. وحسب موقع «واللا» الإخباري، فإن هؤلاء المسؤولين أيدوا التفاوض مع حماس وقالوا إنهم يؤيدون أن «تبدي إسرائيل ليونة كبيرة في المفاوضات، ولكن ليس لصالح القتلة الملطخة أيديهم بدماء إسرائيلية».
وقد جاءت هذه التصريحات تعقيباً على اللقاء الذي عقده بنيت، مع الرئيس السيسي، في شرم الشيخ، واعتبره بنيت «مهم جداً وجيد جداً»، واعتبره مقربون منه «محطة انعطاف إيجابي في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية»، كما جاءت في إطار الاعتراض على الرؤية التي طرحها رئيس الوزراء البديل ووزير الخارجية، يائير لبيد، الأحد الماضي، والتي ترمي إلى تخفيف حدة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، واتخاذ إجراءات عملية وميدانية لتعزيز قوة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وتسهيلات اقتصادية في قطاع غزة، مقابل «الحفاظ على الأمن والهدوء». وبدا أن رفاق بنيت في الحكومة يتخذون مواقف متشددة أكثر من مواقف المعارضة اليمينية المتطرفة، في التعاطي مع الموضوع الفلسطيني. ورفض مقربون من بنيت التعقيب على هذه التصريحات.
يذكر أن موضوع الأسرى الإسرائيليين لدى حماس احتل حيزاً واسعاً في اللقاء المطول الذي جرى بين السيسي وبنيت، في شرم الشيخ. وكان لافتاً أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أبرز مشاركة منسق الأسرى والمفقودين في إسرائيل، يارون بلوم، في لقاءات بنيت مع السيسي ومع طاقم المستشارين. كما أن بنيت، التقى في مكتبه، أمس الثلاثاء، مع عائلة المواطن الإسرائيلي المحتجز في قطاع غزة، أبرا منغيستو. وشارك أيضاً في هذا اللقاء، الجنرال بلوم. وقال بنيت لعائلة منغيستو، إنه «ملتزم شخصياً باستعادة الجنود والمدنيين المحتجزين في قطاع غزة وأن بابه مفتوح أمامهم»، حسب بيان صدر عن مكتب بنيت. واعتبر مسؤولون في تل أبيب، في ذلك، إشارة على أن شيئاً ما يتحرك في موضوع الأسرى.
ونقل موقع «واينت» عن هؤلاء المسؤولين الإسرائيليين، قولهم، إن «إسرائيل جادة جداً في التعاطي مع الموضوع الفلسطيني. وتعتبر مصر لاعباً جدياً وهاماً وموثوقاً، وهي ضالعة في موضوع الأسرى على أعلى المستويات». وأشاروا إلى أن موضوع التبادل يتقدم «ببطء. وهذا لن يحدث صباح غد، لكنا جديون جداً في السعي لإنجاحه».
وقال أحدهم إن «إسرائيل تدرك أن استعادة المواطنين، أبرا منغيستو وهشام السيد، وجثتي الجنديين شاؤول أهرون وهدار غولدن، هي مسألة من شأنها أن تقود نحو حل قضايا أخرى في قطاع غزة، بينها التهدئة طويلة الأمد وإعادة الإعمار، وربما أيضاً تفتح باب الأمل لاتفاقيات أوسع». ولكن مسؤولا سياسيا مقربا من بنيت أضاف أن الرئيسين (السيسي وبنيت)، «تناولا المساعي الرامية إلى تهدئة في غزة ومنع تزايد قوة حماس، بواسطة تشديد المراقبة على معبر رفح».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.