القطاع غير النفطي يدعم نمو الاقتصاد السعودي إلى 162 مليار دولار

قائمة إلزامية للأغذية والمنتجات الزراعية الوطنية لحصر التعاقد الحكومي على الإنتاج المحلي

مساهمة القطاع غير النفطي تتزايد في مؤشرات الناتج المحلي الإجمالي السعودي (الشرق الأوسط)
مساهمة القطاع غير النفطي تتزايد في مؤشرات الناتج المحلي الإجمالي السعودي (الشرق الأوسط)
TT

القطاع غير النفطي يدعم نمو الاقتصاد السعودي إلى 162 مليار دولار

مساهمة القطاع غير النفطي تتزايد في مؤشرات الناتج المحلي الإجمالي السعودي (الشرق الأوسط)
مساهمة القطاع غير النفطي تتزايد في مؤشرات الناتج المحلي الإجمالي السعودي (الشرق الأوسط)

أفصحت البيانات الرسمية الحكومية السعودية أمس عن نمو الاقتصاد الوطني بنسبة أكبر من التقديرات الحكومية السابقة، إذ أظهرت إحصاءات الهيئة العامة للإحصاء، أن الناتج المحلي الإجمالي السعودي قد ارتفع خلال الربع الثاني من عام 2021 بنسبة 1.8 في المائة لتصل قيمته بالأسعار الثابتة إلى 608.8 مليار ريال (162.3 مليار دولار) مقابل 597.8 مليار ريال لذات الفترة من عام 2020.
وكانت التقديرات السريعة للناتج المحلي الإجمالي للسعودية بالأسعار الثابتة، وهي منهجية معيارية معمول بها في استقراء الميزانيات الحكومية، قدرته الهيئة العامة للإحصاء في أغسطس (آب) الماضي بنسبة نمو 1.5 في المائة للربع الثاني 2021 مقارنة بذات الفترة من العام المنصرم.
وبحسب بيانات «هيئة الإحصاء» أمس، سجل القطاع غير النفطي نموا بنسبة 8.4 في المائة ليصل إلى 366.5 مليار ريال (97.7 مليار دولار)، فيما بلغت مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي 60.2 في المائة، في مقابل تراجع الناتج المحلي للقطاع النفطي بنسبة 6.9 في المائة الربع الثاني 2021 مقابل ذات الفترة من عام 2020 ليصل إلى 238.4 مليار ريال (63.5 مليار دولار) لتبلغ مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي نحو 39.2 في المائة مقارنة بنحو 42.8 في المائة لذات من العام الماضي.
وبحسب بيانات الهيئة، حقق الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للقطاع الخاص خلال الربع الثاني من عام 2021 وفق التعديلات الموسمية نموا إيجابياً قدره 11.1 في المائة، بينما حقق الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للقطاع النفطي بالتعديلات الموسمية خلال الربع الثاني ارتفاعا قدره 2.4 في المائة.
من جانب آخر، تعزيزا لإنتاج القطاع الخاص السعودي، أعلنت أمس هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية عن إصدار النسخة الأولى من القائمة الإلزامية للأغذية والمنتجات الزراعية، التي تتضمن 28 منتجاً في مقدمتها منتجات اللحوم والدواجن والأسماك ومنتجات الألبان ومشتقاتها.
وستدرج الهيئة قائمة المنتجات في منصة اعتماد للمشتريات الحكومية، التي يتوجب على المتعاقدين مع الجهات الحكومية شراء المنتجات المدرجة في القائمة من المصانع الوطنية، بالإضافة إلى أن الهيئة تعمل على استهداف القطاعات الحكومية الأكثر إنفاقاً على المنتجات الغذائية والزراعية لتحقيق القيمة الأعلى للمحتوى المحلي من خلال القائمة الإلزامية، ومنها القطاعات العسكرية والصحية والتعليمية والسجون.
وكشفت الهيئة أنها عملت على تطوير القائمة الإلزامية للأغذية والمنتجات الزراعية بالتعاون مع خمس جهات حكومية، وهي وزارة البيئة والمياه والزراعة، ووزارة الصناعة والثروة المعدنية، والهيئة العامة للغذاء والدواء، وهيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية، واتحاد الغرف السعودية.
وقال الرئيس التنفيذي لـ«هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية» عبد الرحمن السماري، إن إصدار القائمة يأتي في إطار جهود الهيئة في تنمية المحتوى المحلي بجميع القطاعات غير النفطية واستغلال الفرص المتاحة لتنميته، وبناء على دراسات الهيئة بالتعاون مع شركائها خلال تطوير القائمة، قدر الإنفاق الحكومي على مشاريع الإعاشة في الخمس سنوات الأخيرة قرابة 12 مليار ريال سعودي، وفي المقابل لدينا أكثر من 84 مصنعاً وطنياً في قطاع الأغذية والمنتجات الزراعية ولديهم القدرة على تلبية الطلب الحكومية بجودة عالية.
وأضاف ستسهم القائمة في تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي في المملكة، ودعم المصانع الوطنية، ما سينعكس بدوره على إيجاد الفرص الوظيفية للكوادر السعودية، وزيادة الطاقة الإنتاجية لهذه المصانع، كما تسهم القائمة في تحقيق مستهدفات برنامج التحول الوطني أحد برامج «رؤية المملكة 2030» الذي يهدف إلى ضمان تحقيق الأمن التنموي والغذائي، وضمان استدامة الموارد الغذائية.
وبين السماري أن الهيئة ترحب بأي طلبات من المصنعين الوطنيين لإدراج منتجات جديدة في القائمة، في حالة مطابقتها للمعايير والمواصفات المحددة من قبل الهيئة، داعياً المصنعين إلى تقديم طلبات الإضافة من خلال الموقع الإلكتروني للهيئة.
يذكر أن القائمة الإلزامية للمنتجات الوطنية هي إحدى آليات تفضيل المحتوى المحلي المدرجة في نظام المنافسات والمشتريات الحكومية الجديد، وتتولى هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية إصدار هذه القائمة وتحديثها دورياً، وتضم مجموعة من المنتجات الوطنية التي أدرجت بناءً على معايير الجودة والسعر والقدرة الإنتاجية للمصانع الوطنية؛ وهي منتجات يجب على المتعاقدين مع الجهات الحكومية شراؤها كمنتجات وطنية، وفقاً لشروط المنافسة.
وتُعد القائمة الإلزامية للأغذية والمنتجات الزراعية هي القائمة الرابعة التي تصدرها الهيئة، حيث أصدرت في وقت سابق القائمة الإلزامية لمنتجات التشييد والبناء، والقائمة الإلزامية للمستلزمات الطبية، وقائمة الأدوية والمستحضرات الطبية، وتتيح الهيئة الاطلاع على القوائم الإلزامية من خلال موقعها الإلكتروني.


مقالات ذات صلة

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

أسهمت النتائج المالية الإيجابية والأرباح التي حققها قطاع البنوك وشركات عاملة بقطاع الطاقة في صعود مؤشر الأسهم السعودية وتحقيقه مكاسب مجزية.

محمد المطيري (الرياض)

الدردري لـ«الشرق الأوسط»: الناتج السوري خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً

TT

الدردري لـ«الشرق الأوسط»: الناتج السوري خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً

الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)
الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)

كشف الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية الدكتور عبد الله الدردري، أن الأمم المتحدة أعطت البرنامج الضوء الأخضر لبدء التواصل مع الحكومة المؤقتة السورية الجديدة تعزيزاً للعمل الإنساني وبدء مسار التعافي لإعادة تفعيل الاقتصاد السوري، خصوصاً أن البلاد خسرت 54 مليار دولار من ناتجها المحلي خلال 14 عاماً.

وقال الدردري في حديث إلى «الشرق الأوسط» بمناسبة وجوده في الرياض للمشاركة في فعاليات مؤتمر «كوب 16»، إنه وجّه مكتب البرنامج في دمشق اعتباراً من (الخميس) للتواصل مع الجهات الحكومية وبدء عملية التقييم التي تحتاج إليها البلاد.

كان نظام بشار الأسد قد ترك خلفه تحديات اقتصادية كبيرة مع انهيار شبه كامل للبنية التحتية الاقتصادية وتدمير آلاف المنازل وتشريد الملايين.

رجل سوري يتحدث عبر هاتفه المحمول وهو يقف على درج مبنى مدمَّر في مدينة حرستا شرق دمشق (أ.ب)

واستعرض الدردري الوضع الراهن في سوريا، فقال «إن تقديراتنا الأولية أن الاقتصاد السوري خسر حتى الآن 24 عاماً من التنمية البشرية، فيما سجل الناتج المحلي الإجمالي تراجعاً كبيراً من 62 مليار دولار في عام 2010 إلى 8 مليارات فقط اليوم، أي خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً. أما معدل الفقر، فارتفع من نحو 12 في المائة عام 2010 إلى أكثر من 90 في المائة. وبات معدل الفقر الغذائي يتجاوز 65 في المائة من السكان».

وإذ أوضح أن أمام سوريا مرحلة صعبة، قال إن تقديرات البرنامج تشير إلى أنه من أصل 5 ملايين و500 ألف وحدة سكنية، فإن نحو مليوني وحدة سكنية دمِّرت بالكامل أو جزئياً.

وعن تكلفة عملية إعادة الإعمار، أوضح الدردري أن احتساب تكلفة إعادة بناء الوحدات السكنية يحتاج إلى تحديث، كون أسعار البناء تختلف اليوم. لكنه شدد على أن أخطر ما جرى في سوريا هو الضعف المؤسساتي مقارنةً بما كان عليه الوضع قبل عام 2011، «حيث كانت هناك مؤسسات دولة قوية، فيما تراجعت بشكل كبير اليوم». من هنا، فإن تركيز برنامج الأمم المتحدة اليوم هو على الدعم المؤسساتي، «لأنه من دون مؤسسات قادرة على التخطيط والتنفيذ والمتابعة، لا توجد تنمية ولا إعادة إعمار»، كما يركز على القطاع الخاص الذي استطاع أن يصمد رغم كل الهزات، والجاهز اليوم لتلقف أي حالة من الأمن والانفتاح للعمل.

وقال: «خلال الساعات الـ48 الأخيرة، ولمجرد أن الحكومة المؤقتة أعلنت أن الاقتصاد السوري هو اقتصاد سوق حر مع بعض الإجراءات السريعة لتسيير عمل التجارة وغيرها، تحسن سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار من 30 ألف ليرة إلى 14 ألف ليرة، مما يعني تحسناً بأكثر من 50 في المائة».

رجل يعد النقود بمحطة بنزين في مدينة حلب شمال سوريا (أ.ف.ب)

ولكن كيف يرى نائب الوزراء السوري السابق للشؤون الاقتصادية بين سنوات 2006 و2011، خريطة طريق إعادة النهوض بالاقتصاد السوري؟ أجاب: «في الحقيقة، لا أرى فرقاً بين دوري في الأمم المتحدة وبين عملي سابقاً. فسوريا تحتاج إلى إصلاح حوكمي سريع وفعال، بمعنى أنها تحتاج إلى إصلاح القضاء، وتطوير المؤسسات وترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات، وترسيخ القانون. كما أنها بحاجة إلى رؤية للمستقبل، وإلى حوار وطني. تحتاج إلى تحديد الوضع الراهن في المجال الاقتصادي وأين هو موقع البلاد في هذا الإطار. هي تحتاج إلى رسم سيناريوهات التعافي والنمو... وهو ما تراه الأمم المتحدة أيضاً لإعادة إحياء البلاد».

وأضاف: «سندعم كل ما من شأنه أن يجعل سوريا جاذبة للاستثمار، وإرساء منظومة لحماية اجتماعية فاعلة... فنمو اقتصادي يقوده القطاع الخاص وعدالة اجتماعية من خلال منظومات حماية اجتماعية متكاملة هما ما تحتاج إليه سوريا، وهما ما سنعمل عليه».

وعود بمساعدة غزة

وفي ما يتعلق بالوضع في غزة، قال الدردري إن التقديرات الأولية جداً تشير إلى أنها تحتاج إلى 50 مليار دولار، موضحاً أن إعادة تعويم الاقتصاد الفلسطيني إلى ما كان عليه في عام 2022، إنما يحتاج إلى معونات إنسانية تقدَّر بـ600 مليون دولار سنوياً على مدى السنوات العشر المقبلة.

فلسطينيون يتفقدون الدمار في منطقة استهدفتها غارة جوية إسرائيلية قرب مخيم النصيرات للاجئين (أ.ف.ب)

وعن الجهات المستعدة لتأمين هذه المبالغ، قال: «هناك وعود بأن المجتمع الدولي مستعد للمساعدة، ولكن إلى الآن لا شيء ملموساً».

وأضاف: «هناك حاجة ماسة إلى رفع القيود عن عمل الفلسطينيين، وعن أموال المقاصة التي يجب أن تذهب إلى السلطة الفلسطينية، وأن يُسمح للاقتصاد الفلسطيني بالاندماج».

خسائر لبنان من الحرب

وشرح الدردري أن لبنان خسر 10 في المائة من ناتجه المحلي الإجمالي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بسبب الحرب مع إسرائيل، تضاف إلى ما نسبته 35 في المائة خسارة في الناتج المحلي منذ 2019. في حين دُمر نحو 62 ألف منزل وأكثر من 5 آلاف منشأة اقتصادية.

شخصان يتعانقان على أنقاض المباني المتضررة في قرية جون بقضاء الشوف بلبنان (رويترز)

ووُضع برنامج للتعافي الاقتصادي في لبنان يعتمد بشكل أساسي على تعزيز المجتمعات المحلية والشركات الصغيرة وإعادة إحياء التمويل في لبنان، وعلى دعم البلديات التي تأثرت بشكل كبير، وعلى الجمعيات الأهلية. وتوقع أن يستعيد لبنان تعافيه مع استمرار حالة الهدوء، وذلك بفعل أهمية الدور الذي يلعبه قطاعه الخاص.