ارتفاع وفيات «كورونا» يعزل بلدة في شرق سوريا

حملة تطعيم بالجرعة الثانية في الحسكة

مركز طبي تابع للإدارة المدنية بمجلس دير الزور في ريف المحافظة (الشرق الأوسط)
مركز طبي تابع للإدارة المدنية بمجلس دير الزور في ريف المحافظة (الشرق الأوسط)
TT

ارتفاع وفيات «كورونا» يعزل بلدة في شرق سوريا

مركز طبي تابع للإدارة المدنية بمجلس دير الزور في ريف المحافظة (الشرق الأوسط)
مركز طبي تابع للإدارة المدنية بمجلس دير الزور في ريف المحافظة (الشرق الأوسط)

فرضت «الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا حظراً كاملاً على جميع مؤسساتها ودوائرها التابعة لها في بلدة غرانيج بريف محافظة دير الزور الواقعة في شرق سوريا، بعد تسجيل أكبر عدد من حالات الوفاة والإصابة بفيروس «كورونا»، وفرضت حظراً جزئياً على الأسواق والحركة المرورية لمدة عشرة أيام بنفس البلدة بدأت السبت الماضي وتنتهي في 21 من الشهر الحالي. وقالت لجنة الصحة التابعة لـ«مجلس دير الزور المدني» إن قرار الحظر والعزل الجزئي جاء بعد اجتماع خلية الأزمة من أجل مكافحة فيروس «كورونا» المستجد، وحدوث الكثير من الإصابات وبعض حالات الوفاة دون ذكر الأرقام والإحصاءات، وطالبت أهالي المنطقة بضرورة التقيد بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي والقواعد الصحية.
وألغى القرار جميع أشكال التجمعات والأعراس والمناسبات الجماهيرية، إلى جانب إلغاء الاجتماعات الإدارية والتنظيمية في جميع المؤسسات والمجالس التابعة للإدارة المدنية في المنطقة الشرقية، وشدد القرار إلى محاسبة ومخالفة كل شخص يخالف هذه الإجراءات وسيعرض نفسه للمساءلة القانونية. وقال الدكتور جوان مصطفى رئيس هيئة الصحة بالإدارة الذاتية في حديث مع «الشرق الأوسط» إن الإدارة تدرس العودة للإقفال الجزئي بعد مراقبتها للمخطط البياني لزيادة عدد الإصابات بفيروس «كورونا» في مناطقها خلال الأيام الماضية، «حيث أظهرت النتائج الأولية تصاعداً ملحوظاً بحصيلة الوباء، الأمر الذي دفع الإدارة لطلب عقد اجتماع لخلية الأزمة ودراسة فرض بعض القيود».
وسجلت الطواقم الطبية الجمعة الماضية إصابة 311 حالة إيجابية بفيروس «كورونا» في وقت سجلت يوم السبت وفاة 5 حالات وإصابة 187، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 22831 إصابة إيجابية مؤكدة بينها 802 وفاة وتماثل 2021 حالة للشفاء.
في السياق، بدأت مديرية الصحة التابعة للحكومة السورية في محافظة الحسكة حملة تطعيم جديدة للجرعة الثانية ضد فيروس «كورونا» في مدن وبلدات المحافظة، وتشمل الحملة الأعمار فوق 18 سنة وتستمر حتى 16 من الشهر الحالي، والعدد المستهدف 9 آلاف شخص وقد تم تخصيص 9 مراكز للتلقيح ضد «كورونا» في مدن وبلدات الحسكة.
وفي دمشق، أعلنت وزارة الصحة في الحكومة السورية أول من أمس السبت تسجيل 5 وفَيَات و137 إصابة جديدة بفيروس «كورونا» في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وبحسب الأرقام المعلنة بلغ عدد الإصابات بفيروس «كورونا» في مناطق الحكومة 29 ألف إصابة مؤكدة، بينها 2071 حالة وفاة و22 ألف حالة شفاء، غير أن جهات حقوقية ومنظمات إنسانية شككت بالأرقام الحكومية المُعلنة وتخشى أنها أعلى من ذلك بكثير.
في وقت سجلت «شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة» التابعة لوحدة تنسيق الدعم التابعة لائتلاف المعارضة السورية أمس، إصابة 1200 بفيروس «كورونا» في المناطق الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة شمال غربي البلاد، لترتفع الحصيلة المسجلة إلى 51681 إصابة إيجابية، بينها 831 حالة وفاة.
وحذرت هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية شرق الفرات، وفريق «منسقو استجابة سوريا» و«شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة» التابعة للمعارضة السورية، من تدهور القطاع الصحي وانهيار المنظومة الصحية جراء استمرار الحرب وحدوث كوارث إنسانية في المخيمات المكتظة.
وهذه المناطق خارجة عن سيطرة النظام الحاكم منذ سنوات تعاني أساساً من نقص حاد بالمعدات الصحية والطبية، بعد توقف المساعدات الأممية ما يشكل تهديداً مضاعفاً يفرضه انتشار فيروس «كورونا» المستجد، وحذرت منظمات إنسانية أممية ودولية ومحلية من العجز عن احتواء انتشار المرض، حيث تسبب النزاع الدائر في سوريا منذ 10 سنوات في خسائر فادحة في أنظمة الرعاية الصحية، ودُمرت كثير من المستشفيات وخرجت كثير من النقاط الطبية والعيادات عن الخدمة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.