مؤتمر مناهض للعنف ضد المرأة في بغداد

دعا إلى تمثيل أكبر للنساء بالحكومة

TT

مؤتمر مناهض للعنف ضد المرأة في بغداد

عقدت في بغداد، أمس، النسخة الثالثة عشرة من مؤتمر مناهضة العنف ضد المرأة في العراق، الذي يرعاه وينظمه سنوياً رئيس «قوى الدولة الوطنية» عمار الحكيم. وشهد المؤتمر حضور رئيس الجمهورية برهم صالح، والوزراء مصطفى الكاظمي، إلى جانب رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، وممثلين عن المنظمات المدنية والأحزاب السياسية.
واشترط راعي المؤتمر عمار الحكيم في الكلمة التي ألقاها أمام الحاضرين على رئيس الوزراء المقبل، أن «يكون داعماً لتمثيل الشباب والمرأة والكفاءات في كابينته الوزارية والمؤسسات الحكومية».
ورغم «الكوتا» النسوية التي اشترطها الدستور العراقي بالنسبة لتمثيل المرأة في البرلمان العراقي، وتمثل نحو ثلث أعضائه، إلا أن غالبية المنظمات والجهات النسوية المدافعة عن حقوق المرأة غير راضيات عن نسب المشاركة النسوية في المناصب العليا للدولة بالحكومات المتعاقبة، إذ لا تضم الحكومة الحالية سوى امرأتين؛ واحدة تشغل منصب وزارة الهجرة والمهجرين وأخرى رئيسة لهيئة الاستثمار بدرجة وزير، وكذلك الحال مع الحكومات السابقة إذا لم تشغل المرأة فيها سوى منصب أو منصبين في أحسن الأحوال.
وإلى جانب الشكاوى من ضعف التمثيل الحكومي، تشتكي الاتجاهات المدافعة عن المرأة عن أنواع العنف الأسري الذي يطال النساء، وحرمان العديد منهن من الرعاية التي تقدمها الدولة، خصوصاً بالنسبة إلى الأرامل والمطلقات ومن فقدن أبناءهن وذويهن في الحروب وأعمال العنف. ولم يغب ملف «السبايا» الإيزيديات عن أجندات المؤتمر، بشكل عام، خصوصاً اللائي ما زلن محتجزات لدى تنظيم «داعش».
وفي هذا السياق دعا عمار الحكيم إلى «استثمار الجهد المبذول من منظمات المجتمع المدني الداعمة لمناهضة العنف ضد المرأة، وتطبيق قانون الناجيات الإيزيديات الذي يوفر التسهيلات الضرورية من رواتب وقطع أراضٍ وتأهيل نفسي للناجيات، وتعديل القانون ليشمل الناجيات من كافة المكونات».
وقال رئيس الجمهورية برهم صالح، في كلمة أمام المؤتمر، إن «ما تعرضت له المرأة في هذه البلاد لعقود من الزمن من مظاهر وتعنيف يذكرنا بحجم التحدي والمسؤولية للحد من هذه الظواهر». وأضاف: «كلما تقدمنا في تأمين الحقوق نكون قد تقدمنا في صيانة حقوق الإنسان».
بدورها، قالت ممثلة الأمين العام في العراق جينين بلاسخارت، خلال كلمة المؤتمر، إن «النساء يواجهن مصاعب وتحديات عديدة عندما يحاولن التصدي للعمل السياسي». وأضافت أن «الأرقام تشير إلى حد مشجع بمشاركة النساء في الانتخابات، حيث يمثلن 30 في المائة من المرشحين، وهذا من شأنه تحقيق التوازن في صنع القرار». ورأت أن «العنف يتخذ أشكالاً خفية متعددة، وكذلك التهديد الضمني بالإقصاء الاجتماعي، وكل هذا يضعف المرأة».
ورغم أن الحكومة الحالية تضم امرأتين فقط في منصب وزير، رأت رئيسة هيئة الاستثمار سهى النجار، إن «الحكومة الحالية أعطت الفرصة الأكبر للنساء للمشاركة في المناصب القيادية». وأضافت أن «المرأة العراقية تعرضت للظلم والاضطهاد المجتمعي والتغييب، لا سيما في زمن الديكتاتورية والإرهاب». وطالبت بدور أكبر للمرأة في كل مفاصل الحياة.
وألقت أوضاع البلاد الصعبة خلال العقود الأخيرة بظلالها القاتمة على أوضاع النساء في البلاد نتيجة الحروب المتكررة وأعمال العنف وسوء الأوضاع الاقتصادية، إذ تشير بعض الإحصاءات إلى وجود نحو مليون أرملة خلفتها الحروف، فضلاً عن ارتفاع معدلات الطلقات لتصل أحياناً إلى أكثر من 6 آلاف حالة طلاق في الشهر الواحد، إلى جانب تراجع معدلات دخل المواطنين في المحافظات التي تصل نسب الفقر فيها إلى نحو 50 في المائة من مجموع السكان، وانعكاس ذلك على ظروف الأسر بشكل عام والمرأة بشكل خاص.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.